Skip to main content
تبرعوا الآن

 

(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن جماعات مسلحة في العراق تتبع "حزب العمال الكردستاني" تجند صِبية وفتيات. في حالتين اختطفت جماعات مسلحة أطفالا حاولوا ترك القوات أو مارسوا بحقهم انتهاكات خطيرة. على هذه الجماعات أن تسرح الأطفال فورا، وتحقق في الانتهاكات، وتتعهد بإنهاء تجنيد الأطفال، وتعاقب القادة المخالفين لذلك بشكل مناسب.

 

وثّقت هيومن رايتس ووتش 29 حالة شمالي العراق، حيث جُند أطفال كرد وإيزيديين على يد جماعتين مسلحتين، هما "قوات الدفاع الشعبي" و"وحدات مقاومة سنجار". قوات الدفاع الشعبي هي الجناح المسلح لحزب العمال الكردستاني، ويُعرف باسمه المُختصر "بي كي كي". وحدات مقاومة سنجار هي ميليشيا من الإيزيديين، وتنتمي بدورها إلى حزب العمال الكردستاني.

نصب تذكاري لقتلى "وحدات الدفاع الشعبي"/ "وحدات مقاومة سنجار" في سنجار.   © 2016 هيومن رايتس ووتش

قالت زاما كورسن-نيف، مديرة قسم حقوق الطفل في هيومن رايتس ووتش: "على حزب العمال الكردستاني أن يدين بشكل قاطع تجنيد الأطفال واستخدامهم، وأن يشرح لقادة الجماعات المسلحة المنتمية إلى الحزب أن تجنيد الأطفال تحت 15 عاما واستخدامهم يشكل جرائم حرب. يجب أن يكون الصبية والفتيات مع عائلاتهم، وأن يرتادوا المدارس، لا أن يُستخدموا لغايات عسكرية".

 

قال أطفال تحت 15 عاما ينتمون إلى الجماعتين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاركوا في القتال، فيما قال آخرون إنهم كانوا يعملون في نقاط تفتيش أمنية أو ينظفون الأسلحة ويحضرونها. حتى إذا لم ترسل الجماعات المسلحة الأطفال إلى جبهات القتال، فهي تعرضهم للخطر إذ تدربهم في مناطق هاجمتها تركيا في غارات جوية في نزاعها مع حزب العمال الكردستاني، مثل منطقة جبل قنديل بالعراق.

 

تجنيد الأطفال تحت 15 عاما واستخدامهم عسكريا جريمة حرب. بموجب القانون الدولي، فإن الجماعات المسلحة غير التابعة لدول مثل قوات الدفاع الشعبي ووحدات مقاومة سنجار عليها أن تمتنع في أي ظرف من الظروف عن تجنيد الأطفال تحت 18 عاما، أو أن تستخدمهم في أعمال عدائية. تجنيد الجماعات المسلحة للأطفال محظور بموجب القانون الدولي، حتى إذا "تطوع" الأطفال.

 

قالت هيومن رايتس ووتش إن على قوات الدفاع الشعبي التحقيق مع المسؤولين عن اختطاف الأطفال والإساءة إليهم بأي شكل آخر ومحاسبتهم، وعلى الحكومة العراقية في بغداد، التي تدفع رواتب لوحدات مقاومة سنجار، أن تضغط على هذه المجموعة لتسرّح الجنود الأطفال.

 

قوات الدفاع الشعبي وغيرها من الجماعات المسلحة الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني بشكل ما، تنشط في تركيا وسوريا والعراق وتقاتل قوات تركية وجماعات مسلحة غير تابعة لدول مثل تنظيم "الدولة الإسلامية" (يُعرف أيضا بـ "داعش"). درّبت الجماعات المرتبطة بحزب العمال الكردستاني ودعمت وحدات مقاومة سنجار، التي اكتسبت مجندين بعد أن ساعدت قوات الدفاع الشعبي الإيزيديين الفارين من المذابح التي ارتكبها داعش بحق المدنيين الإيزيديين في سنجار في أغسطس/آب 2014.

 

وثقت هيومن رايتس ووتش 9 حالات لأطفال استخدمتهم قوات الدفاع الشعبي. في 4 حالات ترك الطفل صفوف قوات الدفاع الشعبي. قال أب لصبي كردي بمدينة حلبجة بمنطقة كردستان العراق إن ابنه ترك المدرسة في سن 15 عاما لينضم للجماعة في مطلع 2016، وإن مسؤولي الجماعة رفضوا مرارا الإقرار بمكان الصبي. أظهر الأب لباحثي هيومن رايتس ووتش مقطع فيديو – يبدو أن قوات الدفاع الشعبي صورته – يُظهر الصبي في موقع مجهول، في زي عسكري ومعه بندقية، وفي الفيديو يشجع آخرين على الانضمام للجماعة. قال الأب: "لا أريد إلا الاتصال به، ليدعوه يتصل بي فقط ليخبرني أنه لم يصب بإطلاق النار".

 

انضم 20 صبيا و5 فتيات من حلبجة إلى قوات موالية لحزب العمال الكردستاني وظلوا في صفوفها، منذ 2013، وهناك 38 طفلا آخرين انضموا لكن عادوا إلى ديارهم، بحسب مكتب حقوق الإنسان بحكومة إقليم كردستان في حلبجة.

 

في سردشتي – وهي منطقة إيزيدية بسنجار – وصف السكان واقعة في فبراير/شباط حيث ضرب مقاتلو قوات الدفاع الشعبي فتاة عمرها 13 عاما في صفوفهم ضربا مبرحا، عندما تجادلت مع أحد القادة. عندما حاولت الفتاة التي انكسرت ساقها الهروب، تعقبها المقاتلون وأعادوها، حتى بعد أن هددت بالقفز من فوق السطح، على حد قول السكان.

مدرسة الشهيد خيري في خانصور، سنجار، يديرها موظفون من "وحدات الدفاع الشعبي"/"وحدات مقاومة سنجار" وتطبق المناهج المتبعة في المناطق الكردية في سوريا (روجافا) باستخدام الحروف اللاتينية.  © 2016 هيومن رايتس ووتش

هناك صبي إيزيدي في مخيم بيرسفي 1 للاجئين في منطقة كردستان العراق، قال إنه كان عمره 14 عاما عندما انضم للجماعة في 2014، وإنه قاتل في سنجار وسوريا حتى يوليو/تموز 2016. قال إنه رأى أطفال آخرين "كثيرين" أثناء الفترة التي قضاها في صفوف الجماعة ويتذكر صبيا عمره 16 عاما أصيب بعيار ناري في ساقه أثناء القتال غربي سنجار. قال الصبي: "كانت هناك قاعدة تقول إنه إذا كان عمرك تحت 18 عاما لا يمكنك أن تقاتل. لكن المقاتلين لا يبالون بالقواعد".

 

في خناصور، إحدى بلدات سنجار، قابلت هيومن رايتس ووتش فتاة عمرها 14 عاما من تركيا قالت إنها انضمت للجماعة في سوريا قبل عامين، وتلقت هناك تدريبا عسكريا. انتقلت مؤخرا إلى سنجار وانضمت إلى وحدات مقاومة سنجار "كمقاتلة"، وإن رفضوا السماح لها بالمشاركة في القتال.

 

وثقت هيومن رايتس ووتش 20 حالة لأطفال جندتهم أو استخدمتهم وحدات مقاومة سنجار، منها 10 حالات تحدث فيها الباحثون إلى الأطفال. في خناصور، رصدت هيومن رايتس ووتش استخدام وحدات مقاومة سنجار مدرسة تأميم الثانوية للبنين كثكنة عسكرية. من بين المجندين في الثياب العسكرية هناك، قال 4 إنهم تحت 18 عاما، بينهم صبي كان عمره 14 عاما وتطوع قبل عامين، عندما كان في الصف الخامس. قال مجندون إن وحدات مقاومة سنجار تلقت رواتب من السلطات العراقية في بغداد وإن المفترض أن الرواتب لا تأتي إلا للمقاتلين في سن 18 عاما أو أكبر، لكن جمعت المجموعة الرواتب معا ووزعتها بما يسمح بدفع أجور للأطفال.

 

قال سكان في خناصور أيضا إن قوات الدفاع الشعبي جندت الأطفال من مدرسة الشهيد خيري، التي قال معلمون إن حزب العمال الكردستاني يديرها، باستخدام مقررات مدرسية من المناطق الخاضعة للسيطرة الكردية شمالي سوريا.

 

لجأت قوات "الأسايش" التابعة لحكومة إقليم كردستان – الهيئة الحاكمة رسميا لمنطقة كردستان العراق والتي تعارض حزب العمال الكردستاني – إلى اعتقال الأطفال المشتبه بانضمامهم إلى حزب العمال الكردستاني. هناك صبي بالمدرسة الثانوية يُستعان بخدماته في ثكنات عسكرية في خناصور قال إنه انضم إلى وحدات مقاومة سنجار في سن 15 عاما، بعد مذابح داعش ضد المدنيين الإيزيديين في سنجار في أغسطس/آب 2014، وإن الأسايش اعتقلوه وضربوه عندما ذهب في زيارة لأسرته بمخيم للإيزيديين النازحين في كردستان العراق. قال: "في المرة الأولى اعتقلوني، الأسايش، واحتجزوني 5 أيام، وضربوني بأيديهم وقالوا إنني إذا غادرت المخيم مجددا فسوف يعتقلون عائلتي". قال 3 أطفال إيزيديين أو عائلاتهم لـ هيومن رايتس ووتش إن سلطات إقليم كردستان أجلت عائلات من المخيمات جراء انضمام أطفالهم إلى قوات موالية لحزب العمال الكردستاني.

 

على حكومة إقليم كردستان أن تعامل الأطفال المشتبه بتورطهم في الجماعات المسلحة بصفتهم ضحايا للانتهاكات بالأساس، لا كمجرمين، بما يتفق مع المعايير الدولية الخاصة بالمجندين الأطفال، المنصوص عليها في "مبادئ باريس" لعام 1997. على السلطات ألا تعاقب عائلات الأطفال المشتبه بتجنيدهم.

 

تعهدت قوات الدفاع الشعبي بإنهاء تجنيد الأطفال تحت 16 عاما في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2013، عندما وقّع القادة "صك التزام" مع "نداء جنيف"، وهي منظمة غير حكومية دولية تدعم التزام الجماعات المسلحة بقوانين الحرب. قال قادة الجماعة إنهم سيبذلون "قصارى الجهود لضمان أن الأفراد بين 16 و18 عاما منفصلين ومُبعدين عن مناطق القتال". لم يرد مسؤولون في حزب العمال الكردستاني على رسالة من هيومن رايتس ووتش للاستفسار عما إذا كانت قوات الدفاع الشعبي عاقبت القادة المخالفين لهذه القواعد الداخلية، وأسئلة أخرى حول السن الدنيا للتجنيد.

 

قالت هيومن رايتس ووتش إن على وحدات مقاومة سنجار تسريح أي أطفال في صفوفها، وإنهاء كافة أعمال تجنيد الأطفال تحت 18 عاما، ومعاقبة القائمين بالتجنيد.

 

على الجماعات إنهاء الاستعمال العسكري للمدارس، بما يتسق مع تعهد قوات الدفاع الشعبي بعدما وقعت "صك الالتزام". على العراق الانضمام إلى الدول الموافقة على تنفيذ الأدلة الإرشادية لحماية المدارس من الاستعمال العسكري أثناء النزاعات المسلحة.

 

وثقت هيومن رايتس ووتش تجنيد واستخدام الأطفال من قِبل جماعات مسلحة عربية من السنة ومن الشيعة، تقاتل في العراق، بينها ميليشيات في معركة استرداد الموصل، وجماعات مسلحة تقاتل في سوريا.

 

قالت كورسن-نيف: "كابدت المجتمعات الكردية والإيزيدية في العراق أهوال الحرب غير المُحتملة، لكن، ببساطة، لا مبرر لاستخدام الأطفال للقتال، حتى إذا تطوعوا لذلك. على حزب العمال الكردستاني أن يتخذ فورا خطوات لإنهاء كافة أعمال تجنيد الأطفال، ورفض قبول أي متطوعين أطفال، وتعويض وجبر العائلات والأطفال الذين عانوا".

 

جماعات مسلحة كردية في العراق تجند الأطفال

تفقدت هيومن رايتس ووتش بلدة حلبجة ومخيمات للنازحين حول دهوك في إقليم كردستان العراق، ومنطقة شمال شرق جبل سنجار بالعراق، في أغسطس/آب 2016. قابلت هيومن رايتس ووتش 58 شخصا منهم 13 طفلا بين 14 و17 عاما، وآباء ومديري مخيمات ومعلمين وعاملين بمنظمات محلية ودولية غير حكومية ومسؤولين في حكومة الإقليم.

 

جمع الباحثون موافقات شفهية غير رسمية ممن أجريت معهم المقابلات على مقابلتهم، وأخبروهم بأسباب إجراء هيومن رايتس ووتش بحوثها وكيف ستُستخدم شهاداتهم، وعرّفوهم بأنهم غير مضطرين للرد على أية أسئلة إذا فضلوا عدم الإجابة على أي سؤال، وأن بإمكانهم وقف المقابلة في أي وقت.

 

في أغلب الحالات طلب أقارب الأطفال الذين انضموا إلى قوات الدفاع الشعبي ووحدات مقاومة سنجار عدم ذكر أسمائهم خوفا من التنكيل المحتمل على يد الجماعات المسلحة، وفي بعض الحالات خوفا من التعرض لعقاب حكومة إقليم كردستان، المُعارضة لحزب العمال الكردستاني.

 

ردا على أسئلة من هيومن رايتس ووتش، قال مسؤولون بحكومة الإقليم في دهوك في رسالة بتاريخ 27 نوفمبر/تشرين الثاني إنه "يمنع منعا باتا" تجنيد الأطفال من مخيمات النازحين، وإن السلطات تحافظ على "الطابع المدني" للمخيمات، وإذا عُثر على مجندين أطفال ستتم "إعادة تأهيلهم من خلال المراكز المختصة والبرامج الخاصة". قالت عدة عائلات وبعض الأطفال إن قوات الأسايش أمرت العائلات بمغادرة المخيم أو هددت بإجلائهم بعد التيقن من انضمام أطفالهم إلى قوات موالية لحزب العمال الكردستاني في سنجار.

 

تدعم منظمات غير حكومية دولية وهيئات بالأمم المتحدة الخدمات النفسية الاجتماعية للأطفال الإيزيديين في مخيمات النازحين، لكن لم يقل أي من الجنود الأطفال السابقين أو أهالي الأطفال الذين انضموا لجماعات مسلحة وتحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش، إنهم تحصلوا على أية برامج للتأهيل.

 

تجنيد الأطفال الإيزيديين من المخيمات

قالت 15 عائلة إيزيدية بمخيمات دهوك اضطروا للفرار من هجمات تنظيم داعش على سنجار في أغسطس/آب 2014، إن أطفالهم غادروا للانضمام إلى قوات الدفاع الشعبي ووحدات مقاومة سنجار في سنجار.

 

في مخيم شاريا قال أقارب صبي عمره 15 عاما إنه غادر المخيم في فبراير/شباط 2015 وذهب إلى سنجار، ومن هناك هاتفهم قائلا إنه انضم إلى وحدات مقاومة سنجار، للقتال "للانتقام" من داعش. بعد 3 أشهر أصيب بطلق ناري أثناء القتال بالمدينة ونُقل لتلقي العلاج في سوريا، ومن هناك هاتف العائلة ثانية، على حد قولهم. عاد إلى المخيم في نوفمبر/تشرين الثاني 2015 لكن رفض إخبار أسرته بما مر به.

 

قال ساكن آخر بمخيم شاريا – عمره 17 عاما – إنه غادر مع صديق في عمره المخيم للانضمام إلى وحدات مقاومة سنجار في مايو/أيار. سُجل الصبيان في "مركز لالش المجتمعي" الذي يديره حزب العمال الكردستاني في خناصور، من بلدات قضاء سنجار، حيث قابلا 4 صبية آخرين إما قالوا إنهم تحت 18 عاما أو بدا عليهم الصِغر. قال الصبي إن أعضاء حزب العمال الكردستاني الذين سجلوه نظروا إلى بطاقته، وورد فيها تاريخ ميلاده، ولم يسألوه أية أسئلة. مكث مع صديقه ليلة مع أقارب في سنجار، فهاتف الأقارب أسرته فورا، وحضر قريب له ليأخذ الصبيين إلى مخيم النازحين في اليوم التالي. تحدثت هيومن رايتس ووتش أيضا إلى ذاك القريب الذي قال إنه كان "قلق للغاية أن يوقفني حزب العمال الكردستاني" إذا علموا أنه سيعيد الصبيين إلى المخيم، وفيما بعد هاتفه مسؤولون بالحزب ليقولوا إنه إذا عاد الصبيان إلى سنجار فلن يُسمح لهما بالمغادرة.

 

قال سكان بالمخيم إن صبيا آخر عمره 17 عاما غادر المخيم لينضم إلى قوات الدفاع الشعبي، ولم يعد. اعتقلت الأسايش شقيقه الأكبر بتهمة تجنيد سكان بالمخيم لصالح قوات الدفاع الشعبي واحتجزته 50 يوما، على حد قول السكان. أدى تفشي تجنيد الأطفال بسكان آخرين إلى الاشتباه بأن طفلين عمرهما 13 عاما فُقدا منذ أغسطس/آب، قد انضما في واقع الأمر إلى قوات الدفاع الشعبي أو وحدات مقاومة سنجار أثناء زيارات إلى سنجار.

 

في مخيم كبرتو غادرت فتاة إيزيدية عمرها 16 عاما لتنضم إلى قوات الدفاع الشعبي في يناير/كانون الثاني 2015، بعد زيارة رجل للعائلة 3 مرات، واشتبه الأهل فيما بعد بأنه نشط بالتجنيد، على حد قول بعض الأقارب. هاتفت الفتاة أسرتها بعد وصولها إلى خناصور مباشرة، لكن لم تتصل بهم حتى تمكن قريب لها من زيارتها في مخيم تدريب في كرسي بسنجار في ديسمبر/كانون الأول 2015. وصف القريب رؤية "الكثير من الصبية، و2 أو 3 بدا أنهم في سن 11 عاما، يحملون بنادق كلاشينكوف". أخبرته الفتاة أنها تلقت تدريبا عسكريا في جبل قنديل، وأنها أرادت العودة لأسرتها لكن تخشى أن تطلب هذا من قادتها، على حد قول القريب. في أبريل/نيسان 2016 تظاهرت الفتاة بالمرض وطلبت إجازة لمدة أسبوع لتتعافى عند أسرتها. عندما رجعت لأسرتها بالمخيم، طالبت قوات أسايش العائلة بتوقيع تعهد بدفع غرامة ثقيلة إذا عادت للجماعة المسلحة.

 

قال أحد السكان إن قوات أسايش أجلت عائلات أطفال جندتهم قوات الدفاع الشعبي من المخيم، وإن هذه العائلات عادت إلى سنجار.

 

في مخيم بيرسفي 1، قال أب لطفل عمره 15 عاما إن الولد غادر إلى سنجار لينضم إلى قوات الدفاع الشعبي في يوليو/تموز 2015، مع مجموعة، طيلة شهرين، وشارك في القتال. قال الأب إنه قابل مسؤولين بحزب العمال الكردستاني في سردشتي، بجبل سنجار، لطلب عودة الصبي. قال المسؤولون إن الصبي سينال راتبا ورفضوا في البداية إفشاء مكانه، لكن بعد 4 أيام جلبوا الصبي وسمحوا له بالمغادرة مع أبيه. رفض الصبي الحديث عما تعرض له وقال إنه لا يريد العودة للجماعة المسلحة، على حد قول الأب.

 

قالت أسرة بمخيم بيرسفي إن في أبريل/نيسان 2016 غادر ابنهم البالغ 16 عاما المخيم مع صبيين آخرين يعرفهما، عمرهما 16 و15 عاما، برفقة سائق جندهم. قالت الأسرة إن الابن تلقى تدريبا عسكريا على يد قوات الدفاع الشعبي لمدة 3 أشهر في سنجار، حيث تقاضى أيضا ما مجموعه 800 دولار، قبل أن يتمكن والده من إعادته. ثم استدعت أسايش الصبي للاستجواب، واحتجزوه 24 ساعة، واعتدوا عليه، على حد قول الأسرة.

 

قال والد صبي آخر عمره 16 عاما إنه في أبريل/نيسان "ذهب للمدرسة ذات صباح ثم اختفى" من المخيم "لينضم إلى حزب العمال الكردستاني" في سنجار. اتصل الصبي بوالده من سنجار وقال إنه أتم تدريبا عسكريا ويتولى مسؤولية حراسة في المدينة، ويتقاضى 400 دولار شهريا، على حد قول الأب.

 

قال صبي إنه كان عمره 15 عاما حين غادر المخيم لينضم إلى قوات الدفاع الشعبي في مارس/آذار 2015. عاد بعد ذلك وقال إنه كان قد عثر على أرقام هواتف لمُجندِين على مواقع التواصل الاجتماعي واتصل بهم عندما بلغ سنونى، من بلدات قضاء سنجار. أخذه مقاتلو قوات الدفاع الشعبي إلى كرسي للتدريب العسكري لمدة شهر، ثم أصبح عمله تنظيف الأسلحة وتحضير الذخائر طيلة شهرين بمدرسة ثانوية سابقة في خناصور. قال إنه تقاضى 100 دولار شهريا وكان ينال الطعام والسجائر وبطاقات شحن للهاتف الخلوي. قال إنه كان يُسمح له بالمغادرة حين يشاء.

 

قال صبي – من مواليد عام 2000 – إنه غادر المخيم لينضم إلى قوات الدفاع الشعبي في كرسي أواخر 2014. مكث مع الجماعة حتى يوليو/تموز 2016، ثم عاد إلى المخيم في إجازة، فقبضت عليه قوات "البشمركة"، القوات العسكرية الخاصة بحكومة الإقليم، للاشتباه بكونه مقاتل في صفوف قوات الدفاع الشعبي. قال الصبي إن خلال أول شهرين له في التدريب تعلم استخدام البنادق الآلية والبنادق الهجومية والآر بي جيه، وإنه قاتل في سنجار وعدة مواقع في سوريا. رأى أطفال آخرين "عديدين" في صفوف الجماعة المسلحة، بينهم صبي عمره 16 عاما أصيب بعيار ناري في ساقه أثناء القتال في أم الديبان، وهي بلدة قرب الحدود السورية في سنجار. قال الصبي: "كانت هناك قاعدة، إذا كنت تحت 18 عاما فلا تقاتل. لكن المقاتلين لا يبالون بالقواعد. عندما أعلنت رغبتي في الانضمام للقتال، لم يمنعني أحد. قالوا لي لا تذهب لتقاتل لكن لم يمنعوني".

 

ذكر سكان بالمخيم 5 صبية آخرين، وُلدوا جميعا عام 2000، يعرفونهم شخصيا وقد انضموا إلى قوات الدفاع الشعبي لفترات تراوحت بين 15 يوما وشهرين، على ما يبدو للتدريب العسكري.

 

تجنيد الأطفال في سنجار والانتهاكات المزعومة بحقهم

في سنجار قابل باحثو هيومن رايتس ووتش أهالي وشهود وأطفال وصفوا 13 حالة لانضمام أطفال إلى وحدات مقاومة سنجار وقوات الدفاع الشعبي. قال صاحب متجر في سنونى، شمالي قضاء سنجار إن مقاتلي قوات الدفاع الشعبي جندوا ابنه البالغ من العمر 15 عاما في سنونى في يونيو/حزيران. أخبر أصدقاء الصبي أبويه إنه في مخيم تدريب في أم الديبان، لكن اتصل الصبي بالأسرة مرة واحدة فقط ليقول إنه انضم إلى قوات الدفاع الشعبي ولن يتمكن من مهاتفتهم مرة أخرى. قال أقارب الصبي إن مسؤولي حزب العمال الكردستاني أخبروهم بأنه سيأخذ إجازة قصيرة بعد 25 يوما من التدريب العسكري لكنهم يعتقدون أن هذا لم يحدث لأنه لم يعد البيت. قال شخصان من سكان سنونى أيضا كيف رأوا أطفالا، بشكل منتظم، تبلغ أعمار بعضهم 12 و13 عاما في زي قوات الدفاع الشعبي الرسمي، وكانوا في بعض الأحيان مسلحين.

مركز لاليش الثقافي في خانصور، سنجار، تديره نساء من "وحدات الدفاع الشعبي"/"وحدات مقاومة سنجار" منهن مقاتلات. كانت فتاة عمرها 14 عاما تحرس المركز في أغسطس/آب، قالت إنها انضمت إلى "وحدات مقاومة سنجار" كـ "مقاتلة".    © 2016 هيومن رايتس ووتش

في مركز لالش في خناصور، شرقي سنونى، قابل الباحثون فتاة تركية عمرها 14 عاما قالت إنها انضمت إلى قوات الدفاع الشعبي في سوريا قبل عامين، وتلقت تدريبا عسكريا هناك. انتقلت مؤخرا إلى سنجار وانضمت إلى وحدات مقاومة سنجار "كمقاتلة" وإن رفضوا السماح لها بالمشاركة في القتال، على حد قولها. قالت امرأتان من عضوات مجلس النساء الإيزيديات إنه من الشائع حصول الفتيات على تدريب على الأسلحة من قوات الدفاع الشعبي.

 

في سردشتي، منطقة سكنية على جبل سنجار، قالت 3 عائلات إن أطفالهم انضموا إلى قوات الدفاع الشعبي. قال رجل إن ابنه البالغ 16 عاما وصبي آخر عمره 16 عاما قد غادرا للانضمام إلى الجماعة في ربيع 2015. أخبره مسؤولو قوات الدفاع الشعبي في سردشتي إن الصبية أحيلوا للتدريب في منطقة قنديل وسوف يعودوا في ظرف شهرين. قال الرجل إن لا أنباء لديه عن ابنه منذئذ، وأضاف إن 10 عائلات أخرى انتقلت إلى المنطقة من مخيم نيروز في شمال سوريا، وجزء من سبب انتقالهم اعتقادهم أن أطفالهم "يُرجح أن تجندهم قوات حزب العمال الكردستاني" إذا ظلوا في نيروز.

 

قالت عائلة أخرى في سردشتي إن في يوليو/تموز 2014 انضم قريب عمره 15 عاما إلى وحدات مقاومة سنجار في كرسي. عاد ابن عم الصبي – وعمره 25 عاما – فيما بعد إلى سردشتي ليقول إنهم تطوعوا معا في كرسي، حيث سأل أفراد من الوحدات عن أعمارهم وأرسلوهم إلى قرية تل كوجر شمالي سوريا للتدريب العسكري. قال إن صبيا عمره 13 عاما من سنجار كان ابن العم هذا يكلمه أيضا يتلقى تدريبا هناك بدوره. عاد الشاب ومعه ابن عمه إلى سنجار بعد هجوم لداعش هناك في 3 أغسطس/آب 2014، لمساعدة العائلات الفارة، ثم شغلا حاجزا أمنيا في سنونى. شارك الصبي البالغ 15 عاما في قتال داعش، على حد قول ابن عمه. شوهد لآخر مرة أواخر أغسطس/آب 2014 وهو يغادر سنونى في سيارة مع مقاتلين من مجموعة أخرى تنتمي إلى حزب العمال الكردستاني في شمال سوريا، وهي وحدات حماية الشعب، على حد قول أقاربه. ردا على أسئلة من الأسرة، قال مسؤولو الحزب مرة تلو الأخرى إن الصبي في سنجار، أو في سوريا، أو في تركيا.

 

في أغسطس/آب 2016 غادرت فتاة عمرها 16 عاما بيت أسرتها في سردشتي للانضمام إلى وحدات مقاومة سنجار في شلو، سنجار. تمكنت أمها من إعادتها للبيت بعد أن بدأت تدريبها العسكري بقليل، قائلة إن والد الفتاة مريض للغاية وأن الأسرة تحتاج مساعدتها.

 

زارت هيومن رايتس ووتش مدرسة تأميم الثانوية للبنين في خناصور ورأت وحدات مقاومة سنجار تستخدمها كثكنة عسكرية. بعض المجندين هناك كانوا صبية في سن المدرسة الثانوية تركوا التعليم منذ مذابح أغسطس/آب 2014. من بين 6 مجندين من الوحدات، في ثياب عسكرية، تحدثوا إلى هيومن رايتس ووتش عند المدرسة، قال 4 إنهم تحت 18 عاما، بينهم شخص قال إن عمره 14 عاما وآخر انضم وهو عمره 15 عاما. قال الصبية إنهم يقضون فترات في التدريب العسكري والتعليم من أعضاء وحدات مقاومة سنجار للغة الكردية والسياسة والاقتصاد، وفترات من القتال. قال أعضاء المجموعة إنهم تلقوا أسلحة من وحدات حماية الشعب ورواتب من السلطات العراقية في بغداد، المفترض ألا تدفع رواتب إلا للمقاتلين في سن 18 عاما أو أكبر. جمعت وحدات مقاومة سنجار الرواتب وأعادت توزيعها، ودفعت 200 دولار شهريا للمجندين تحت 14 عاما، و400 دولار للمجندين في سن 14 إلى 17، على حد قول أعضاء المجموعة.

 

يمكن أن تصبح المدرسة مستهدفة بهجمات لدى استخدامها في أغراض عسكرية. نفذت تركيا غارات جوية ضد قوات منتمية إلى حزب العمال الكردستاني في سنجار. في مواقف نزاع أخرى، أدى تواجد الجنود أيضا إلى الإضرار بالفصول أو المعدات التعليمية، وأضاف إلى تأخير في عودة المدارس للعمل.

 

قابلت هيومن رايتس ووتش قائدا في وحدات مقاومة سنجار، يقود سرية، في بيته في خناصور. قال إن وحدات مقاومة سنجار لا تسمح لأحد تحت 20 عاما بالمشاركة في القتال، لكن في سن 17 يمكن للأطفال الانضمام لتدريب الوحدات لمدة 3 سنوات. فرضت وحدات حماية الشعب سن 18 عاما سنا دنيا للقتال، على حد قوله. تلقت ابنة القائد البالغ عمرها 14 عاما تدريبا عسكريا مع وحدات مقاومة سنجار خلال العام الماضي، على حد قوله، لكن هذا استثناء بالنسبة لهذه السن، نظرا لرتبته.

 

في مخيم تدريب وحدات مقاومة سنجار في كرسي، رصدت هيومن رايتس ووتش وجود عدد من المجندين في ثياب عسكرية يبدو أنهم تحت 18 عاما، بينهم اثنين شوهدا يحملان أسلحة، بدا أن عمرهما لا يزيد على 15 عاما في أقصى تقدير. قال قائد في وحدات مقاومة سنجار إن قواته تقبل الأطفال الراغبين في الانضمام لدورة تدريبية مدتها 45 يوما، لكن يُحظر حمل الأطفال للأسلحة. تقدم السلطات العراقية في بغداد رواتب لمن هم في سن 18 عاما فما فوق، بواقع 40 دولار شهريا، بدءا من سبتمبر/أيلول 2015، على حد قوله.

 

ليس في العراق قوات مسلحة متمركزة في سنجار، والحكومة متحالفة عسكريا مع وحدات مقاومة سنجار وميليشيات أخرى تدعمها هناك. كف العراق عن تسديد رواتب وحدات مقاومة سنجار بحلول نوفمبر/تشرين الثاني بعد التوصل لاتفاق مع سلطات إقليم كردستان، بحسب تقارير إعلامية.

 

اختطاف مقاتلين من قوات الدفاع الشعبي لأطفال والإساءة إليهم

وصف 5 من سكان خناصور تفصيلا اختطاف عناصر من قوات الدفاع الشعبي في يناير/كانون الثاني لفتاة عمرها 9 أعوام، يعرفونها شخصيا، من مدرسة الشهيد خيري. قبل المعرفة بالاختطاف، زار باحثو هيومن رايتس ووتش المدرسة وهناك قال المعلمون إن حزب العمال الكردستاني يديرها. قال المعلمون إن الأطفال الملتحقين تتراوح أعمارهم بين 6 و13 عاما، وإن المقررات المدرسية أُعدت في روج آفا، وهو الاسم الكردي للمناطق الخاضعة للسيطرة الكردية شمالي سوريا.

 

عند اختطاف الطفلة أخذتها سيدتان في ثياب رسمية من المدرسة إلى حاجز أمني لدى مدخل خناصور، وتحفظتا عليها هناك عدة ساعات، ثم سلمتاها عندما وفدت مجموعة من رجال أسرتها وهم يحملون الأسلحة ويطالبون بإعادتها، على حد قول السكان. قالوا إن عائلة الفتاة كفت عن إرسالها للمدرسة وإنهم رأوا مقاتلين من قوات الدفاع الشعبي تزور أسرة الفتاة مرارا لمطالبتهم بإلحاقها بالقوات. سحبت العائلات ما لا يقل عن 15 طفلة وطفلا من المدرسة جراء أعمال الاختطاف، وقال البعض إنهم يأملون بالانتقال إلى بورك أو سنونى إذا عاودت المدارس العامة الاتحادية العمل هناك.

 

أعرب سكان خناصور عن قلقهم إزاء تشجيع المعلمين للطلاب في المدرسة على الانضمام إلى القوات الموالية لحزب العمال الكردستاني. قال رجل إن قوات الدفاع الشعبي دربت ابن أخيه البالغ 14 عاما بعد أن تلقى دروسا في "أفكار حزب العمال الكردستاني" بالمدرسة.

 

ردا على واقعة منفصلة، في فبراير/شباط، اعتدى مقاتلو قوات الدفاع الشعبي على فتاة عمرها 13 عاما وألحقوا بها إصابات بليغة، وكانت قد جُندت ثم حاولت الفرار، وهددوا السكان الذين يحاولون مساعدتها، ورفضوا السماح لها بالعودة إلى أسرتها، على حد قول شهود عيان. قال شاهد إن الفتاة عُثر عليها حوالي الساعة 3 عصرا، في أحد أيام فبراير/شباط وقد أصيبت بكسر في ساقها، وكانت تمشي متعثرة إلى جوار حفرة موازية للطريق، قرب حاجز أمني لوحدات مقاومة سنجار قرب كرسي. قالت الفتاة إن مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ضربوها. كانت امرأتان في ثياب عسكرية ومسلحتان، تتابعان الفتاة وحذرتا السكان من أخذها. أخذ السكان الفتاة إلى مستشفى سنونى حيث ضمدت الممرضات ساقها، لكن لم يتم جبرها.

 

قال السكان إن الفتاة قالت إنها انضمت إلى قوات الدفاع الشعبي قبل شهر، لكن جادلت القائدة، التي وصفتها بأنها امرأة تتحدث العربية، وقد أصرت على أن تعتنق الفتاة أفكار حزب العمال الكردستاني. أمرت القائدة المقاتلين بضرب الفتاة فضربوها مرتين. فرت الفتاة في وقت لاحق في اليوم نفسه. أخذها أحد السكان إلى بيتها الذي وفد عليه 8 مقاتلين من قوات الدفاع الشعبي الساعة 8 مساء واتصلوا بوالد الفتاة هاتفيا. تحدث أحد السكان إلى شقيقها الذي يعيش في مخيم للنازحين وأخبره بأن يدع المقاتلين يأخذونها، خشية الانتقام إذا هو رفض. صعدت الفتاة إلى السطح وهددت بالقفز لكن السكان منعوها، وأخذها المقاتلون. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من الاتصال بشقيق الفتاة، لكن الشهادات المتعددة والمتسقة لهذه الانتهاكات الخطيرة تستحق تحقيقا جنائيا.

 

تجنيد الأطفال من حلبجة

وصفت منظمتا مجتمع مدني زيادة تجنيد الأطفال على يد قوات الدفاع الشعبي في شمشمال وحلبجة شرقي منطقة كردستان في 2016. كما وصف مكتب حقوق الإنسان التابع لحكومة إقليم كردستان في حلبجة حالات 20 صبيا و5 فتيات بالمنطقة انضموا إلى قوات موالية لحزب العمال الكردستاني وظلوا في صفوفها، منذ 2013، وقال إن 38 طفلا وطفلة آخرين انضموا لكن عادوا إلى ديارهم. عادة ما يعاني الأطفال من صعوبات في العودة للمدارس بسبب تفويت الدروس لفترات طويلة، على حد قول مسؤول المكتب.

 

هناك محام في حلبجة قال إنه يعرف بحالات لاستجواب سلطات حكومة الإقليم لأطفال انضموا إلى قوات موالية لحزب العمال الكردستاني وعادوا، لكن لم تحدث ملاحقات قضائية جنائية للأطفال. قال المحامي وعدة عائلات إن في بعض الحالات طلبت سلطات الإقليم من والد الطفل توقيع تعهد بعدم عودته للجماعات المسلحة، وإلا يتعهد الأب بدفع غرامة باهظة أو يتعرض للسجن.

 

هناك صبي عمره 16 عاما من حلبجة غادر البلدة في مطلع 2016 وانضم إلى قوات الدفاع الشعبي في قنديل، على حد قول أسرته، لكن رفضت قوات الدفاع الشعبي المحلية السماح لهم بالاتصال به. اطلعت هيومن رايتس ووتش على مقطع فيديو للصبي، وفيه يرتدي زيا عسكريا ومعه بندقية، في مكان مجهول، ويشيد بأفكار حزب العمال الكردستاني وبالحاجة للقتال من أجل تحقيق أهداف الحزب.

 

قال شاب من حلبجة إنه انقطع عن التعليم في الصف الحادي عشر وهو عمره 18 عاما، وغادر حلبجة لينضم إلى قوات الدفاع الشعبي في يونيو/حزيران 2015. لاحظ "وجود صبية كثيرين" في مركز التسجيل في قنديل، وقدّر أن أثناء فترة الشهرين ونصف التي قضاها في التدريب، كان ربع المتدربين الذين رآهم تحت 18 عاما. كُلف بواجب حراسة لمدة 3 أشهر مع قوات الدفاع الشعبي، وفي أغلب الحالات لم يسمح للأطفال بالاشتباك في القتال، لكن يعتقد أن بعض الصبية البالغة أعمارهم 17 عاما شاركوا في القتال. ثم إنه انضم إلى وحدات حماية الشعب لمدة شهرين ونصف للتدريب في شمال سوريا. عاد إلى بيته بعد المشاركة في القتال في صفوف قوات حماية الشعب.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة