Skip to main content
تبرعوا الآن

أوكرانيا: مهاجرون محتجزون قرب خطوط الجبهة

أفرجوا عن المهاجرين المحتجزين؛ اسمحوا لهم بمغادرة البلاد إلى الأمان

عنصر من القوات المسلحة الأوكرانية يمر بجانب أنقاض منزل تضرر بفعل الصواريخ في الضواحي الجنوبية لميكولاييف، أوكرانيا، 9 مارس/آذار 2022.   © 2022 سكوت بيترسون/غيتي إيمجز

(برلين) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين في مركز احتجاز المهاجرين في ميكولايف على حافة خطوط الجبهة جنوبي أوكرانيا معرضون للخطر وينبغي إطلاق سراحهم. على أوكرانيا الإفراج فورا عن عشرات المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين تعسفيا في هذا المركز ومركز احتجاز آخر والسماح لهم بالوصول إلى الأمان في البلدان المجاورة.

قالت نادية هاردمان، باحثة في قسم حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "المهاجرون وطالبو اللجوء محتجزون منذ قرابة الشهرين على حافة منطقة حرب. المحتجزون خائفون وفي خطر، ولا مبرر لإبقائهم في مراكز احتجاز المهاجرين".

في منتصف أبريل/نيسان 2022، قابلت هيومن رايتس ووتش هاتفيا رجلَيْن محتجزَيْن في "مركز الاحتجاز المؤقت للأجانب وعديمي الجنسية" في منطقة ميكولايف، قرب جبهة القتال. في 4 أبريل/نيسان، أصدرت هيومن رايتس ووتش تقريرا يستند إلى مقابلات مع مهاجرين وطالبي لجوء محتجزين في "مركز جورافيتشي لإيواء المهاجرين" في مقاطعة فولين، وهو ثكنة عسكرية سابقة على بعد ساعة من مدينة لوتسك في شمال غرب أوكرانيا. ما زال المهاجرون وطالبو اللجوء رهن الاحتجاز في مركز جورافيتشي.

قال الذين قابلناهم في كلا المركزين إنهم احتُجزوا قبل الغزو الروسي بأشهر لمحاولتهم عبور الحدود إلى بولندا بشكل غير نظامي أو بسبب مخالفات تتعلق بالتأشيرة. قالت هيومن رايتس ووتش إنه مهما كان الأساس الأصلي لاحتجازهم، فإن استمرار احتجازهم تعسفيٌ ويعرضهم للأذى جرّاء القتال. إذا كانوا محتجزين إداريا بغرض الترحيل، بما أن أوكرانيا غير قادرة على ترحيل أي شخص في هذا الوقت بسبب النزاع، يتلاشى سبب احتجازهم ، ويصبح استمرار الاحتجاز تعسفيا.

مركز احتجاز ميكولاييف، 30 مايو/أيار 2018. © 2018 النيابة العامة الإقليمية في ميكولاييف

كتبت هيومن رايتس ووتش إلى السلطات الأوكرانية في 9 مارس/آذار و20 أبريل/نيسان بشأن وضع الأشخاص الذين ما زالوا محتجزين في مركز احتجاز المهاجرين والاستفسار عن أسباب احتجازهم لكنها لم تتلق ردا.

في مارس/آذار، أفاد "مشروع الاحتجاز العالمي" أن مركز احتجاز ثالث، وهو "مركز تشيرنيهيف للاحتجاز المؤقت"، أُخلي من المهاجرين وطالبي اللجوء. في مطلع مايو/أيار، قال بوريس كريفوف، نائب مدير مركز تشيرنيهيف، لـ هيومن رايتس ووتش إن المنشأة أصيبت بذخائر يعتقد أن طائرة مسيّرة أطلقتها في 30 مارس/آذار، بعد إجلاء الناس، فحطمت نوافذ قاعة الطعام والمهجع وأتلفت السقف. رغم أن الضرر كان محدودا، إلا أنه يؤكد الحاجة إلى إجلاء الأشخاص فورا من جورافيتشي وميكولايف قبل استهداف هذه المراكز أيضا في هجوم.

قال الأشخاص الذين قوبلوا في كلا المركزين إن الحراس أخبروهم أنه يمكنهم مغادرة منشآت جورافيتشي وميكولايف إذا انضموا إلى المجهود الحربي الأوكراني، ووعدوهم بمنحهم الجنسية الأوكرانية والوثائق إذا انضموا. قال الأشخاص إن أحدا لم يقبل العرض.

قال الأشخاص في كلا المرفقين إنه منذ الغزو الروسي، شعروا بالرعب لأنهم محاصرون في منطقة حرب. يقع مركز جورافيتشي بالقرب من الحدود البيلاروسية، وفي مارس/آذار، قال الأشخاص إنهم سمعوا دوي انفجارات ونيران مدفعية. منشأة ميكولايف قريبة للغاية من الجبهة وقال الرجال الذين قابلناهم إنهم يستطيعون سماع ورؤية طائرات عسكرية تحلق فوق مرفق الاحتجاز وأصوات الانفجارات والمدفعية على فترات منتظمة. في رسالة نصية إلى هيومن رايتس ووتش في 28 أبريل/نيسان، قال رجل هناك: "فقدت الأمل ... أعتقد أن الموت قريب جدا". قال جميع الرجال الذين قوبلوا إنهم يتمنون المغادرة في أقرب وقت ممكن والبحث عن ملجأ في البلدان المجاورة مع مدنيين آخرين فارين من أوكرانيا.

أُطلق سراح بعض الأشخاص من كل من جورافيتشي وميكولايف ونُقلوا إلى بولندا بمساعدة سفاراتهم في البلدان المجاورة. رغم أن مشاركة سفارات رعايا دول ثالثة قد تكون ضرورية في مرحلة ما للمساعدة في الحصول على وثائق الهوية والسفر، لا ينبغي استخدام هذا كسبب لتأخير الإفراج العاجل عن كل شخص محتجز حاليا في كلا المركزين ليتمكنوا من الانتقال إلى بر الأمان. سُمح لمحتجزين من مركز تشيرنيهيف لاحتجاز المهاجرين في مقاطعة تشيرنيهيف بالمغادرة فورا بعدما تبيّن أنهم في خطر. وفقا لمصادر دبلوماسية، فإن جميع المعتقلين المفرج عنهم والذين كانوا سابقا في تشيرنيهيف عبروا الحدود خارج أوكرانيا.

تلقى رجلان في مركز ميكولايف رسائل من سفاراتهما، أُرسِلت أيضا إلى المسؤولين الأوكرانيين، تطالب السلطات الأوكرانية بتسهيل الإفراج عنهم فورا، لكن كلاهما ما يزالان محتجزين.

يموّل "الاتحاد الأوروبي" منذ أمد طويل برامج مراقبة الحدود وإدارة الهجرة في أوكرانيا، وموّل "المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة" لإنشاء أنظمة لحماية أمن المنطقة المحيطة في جورافيتشي. كان هدف استراتيجية الاتحاد الأوروبي وقف تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الاتحاد بتحويل العبء والمسؤولية عن المهاجرين واللاجئين إلى البلدان المجاورة له، في هذه الحالة أوكرانيا.

قالت هاردمان: "الآن بعدما أصبحت أوكرانيا منطقة حرب، ينبغي للاتحاد الأوروبي بذل كل ما بوسعه لتسهيل الإفراج عن الأشخاص الذين احتجزتهم أوكرانيا والمرور الآمن لهم على أساس الاتفاقات والدعم المالي من الاتحاد الأوروبي، في الوقت الذي يرحب فيه الاتحاد الأوروبي باللاجئين الأوكرانيين، ينبغي للاتحاد الأوروبي إلقاء طوق نجاة المهاجرين وطالبي اللجوء الذين ما يزالون في خطر في أوكرانيا".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة