Skip to main content
تبرعوا الآن

مهاجرون وطالبو لجوء محتجزون في أوكرانيا

أفرجوا عن المحتجزين واسمحوا لهم بطلب اللجوء

مركز جورافيتشي لإيواء المهاجرين.  © 2022 Global Detention Project

(برلين) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن أعدادا كبيرة من المهاجرين في أوكرانيا ما زالوا محتجزين تعسفا، ومعرضين لخطر متزايد وسط الأعمال العدائية، بما فيه النشاط العسكري في المنطقة. على السلطات الأوكرانية الإفراج فورا عن المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين بسبب وضعهم كمهاجرين، والسماح لهم بالوصول إلى الأمان في بولندا.

قالت نادية هاردمان، باحثة في حقوق اللاجئين والمهاجرين في هيومن رايتس ووتش: "المهاجرون وطالبو اللجوء محتجزون وسط منطقة حرب وخائفون بشكل مبرر. لا يوجد أي عذر، بعد أكثر من شهر على بدء هذا النزاع، لإبقاء المدنيين في مراكز احتجاز المهاجرين. ينبغي إطلاق سراحهم فورا والسماح لهم بطلب اللجوء والأمان كسائر المدنيين".

أوائل مارس/آذار 2022، قابلت هيومن رايتس ووتش أربعة رجال هاتفيا محتجزين في "مركز جورافيتشي لإيواء المهاجرين" في مقاطعة فولين. كان موقع الاعتقال سابقا ثكنة عسكرية في غابة صنوبر، على بعد ساعة من مدينة لوتسك في شمال غرب أوكرانيا. قال الرجال الأربعة إنهم احتُجزوا قبل الغزو الروسي بأشهر، لمحاولتهم عبور الحدود إلى بولندا بشكل غير نظامي.

طلب الرجال عدم الكشف عن جنسياتهم لأسباب أمنية، لكنهم قالوا إن أشخاصا من 15 دولة محتجزون هناك، منها سوريا، والجزائر، وأفغانستان، وإثيوبيا، وباكستان، وبنغلاديش، والكاميرون، وغامبيا، وغانا، والهند، ونيجيريا.

يموّل "الاتحاد الأوروبي" جورافيتشي ومركزين آخرين لاحتجاز المهاجرين في أوكرانيا. أكد "مشروع الاحتجاز العالمي" أن مركز تشيرنيهيف أصبح فارغا حاليا، ولكن مركز ميكولايف ما زال يعمل. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التحقق مما إذا كان هناك أي محتجز هناك. قال الرجال وقت المقابلة إن أكثر من 100 رجل وعددا غير معروف من النساء كانوا محتجزين في مركز جورافيتشي. استطاع البعض منذ ذلك الحين التفاوض على إطلاق سراحهم، بمساعدة سفاراتهم في بعض الحالات. قدّرت مؤسسة "لايتهاوس ريبورتس"، التي تحقق أيضا في هذه القضية، أن ما يصل إلى 45 شخصا ما يزالون هناك. لم يتسنَّ التحقق من هذا الرقم أو تحديد ما إذا كان يشمل الرجال والنساء.

قال ثلاثة من الرجال الأربعة الذين قابلتهم هيومن رايتس ووتش إنهم كانوا في أوكرانيا بتأشيرات طلابية انتهت صلاحيتها. حاول الأربعة عبور الحدود إلى بولندا لكن حرس الحدود البولنديين اعترضوهم وسلموهم مباشرة إلى حرس الحدود الأوكرانيين. قال الرجال إنهم حُكم عليهم بالسجن بين 6 و18 شهرا لعبورهم الحدود بشكل غير نظامي بعد إجراءات موجزة من جانب المحكمة، لم تمنحهم التمثيل القانوني أو الحق في طلب اللجوء.

قالت هيومن رايتس ووتش إنه مهما كان الأساس الأصلي لاحتجازهم، فإن استمرار احتجازهم في المركز تعسفيٌ ويعرضهم للأذى جرّاء القتال.

قال الرجال إن الظروف في مركز احتجاز جورافيتشي كانت صعبة قبل النزاع، وتدهور الوضع كثيرا بعد 24 فبراير/شباط. قالوا إنه في الأيام التي أعقبت الغزو الروسي، انتقل عناصر من الجيش الأوكراني إلى المركز. نقل حراس مركز الاحتجاز جميع المهاجرين وطالبي اللجوء إلى أحد المبنيين في المجمّع، لإفراغ المبنى الثاني لصالح الجنود الأوكرانيين.

يُظهر مقطع فيديو، تحققت منه وحللته هيومن رايتس ووتش، عشرات الجنود الأوكرانيين يقفون في ساحة مركز جورافيتشي، ما يؤكد الروايات أن لدى الجيش الأوكراني نشاطات في الموقع. يظهر مقطع فيديو آخر، تحققت منه هيومن رايتس ووتش أيضا، مركبة عسكرية تسير ببطء على الطريق خارج مركز الاحتجاز. يظهر فيديو آخر من نفس الموقع مجموعة من نحو 30 رجلا يرتدون زيا مموها يسيرون على نفس الطريق وينتقلون إلى المجمع المجاور.

حين بدأ الغزو الشامل أو في تاريخ قريب منه، قال الأشخاص الذين قوبلوا إن محتجزين تجمعوا في ساحة مركز الاحتجاز قرب البوابة للاحتجاج على الظروف، وطلبوا السماح لهم بالمغادرة للذهاب إلى الحدود البولندية.

رفض الحراس فتح البوابة، وبدل ذلك قمعوا الاحتجاج بالقوة وضربوا المعتقلين بهراواتهم، حسبما قال الأشخاص. حللت هيومن رايتس ووتش مقطع فيديو يبدو أنه يُظهر آثار الاحتجاج: مجموعة من الرجال يتجمعون حول رجل فاقد الوعي ملقى على الأرض. قال الأشخاص الذين قوبلوا إن أحد الحراس لكمه. تظهر مجموعة حراس في الفيديو أيضا، في زي أسود يقفون قرب البوابة.

قال أحد الذين تمت مقابلتهم: "خرجنا للاحتجاج السلمي. نريد أن نذهب. نحن خائفون... حاولنا السير نحو البوابة... وبعد أن تقدمنا ​​نحو البوابة... ضربونا. كان الأمر فظيعا. أصيب بعض أصدقائي".

قال الرجال إن الحراس قالوا إنهم يمكنهم مغادرة جورافيتشي إذا انضموا إلى المجهود الحربي الأوكراني، وأضافوا أنهم سيحصلون فورا على الجنسية الأوكرانية والوثائق. قال الرجال إنه لم يقبل أحد العرض.

في 18 مارس/آذار، أفرِج عن خمسة رجال وامرأة عندما تدخل مسؤولون من سفارتهم وسهّلوا إجلاءهم وسفرهم بأمان إلى الحدود مع بولندا. قالت هيومن رايتس ووتش إن على أوكرانيا الإفراج عن جميع المهاجرين وطالبي اللجوء المحتجزين في مركز احتجاز جورافيتشي وتسهيل سفرهم الآمن إلى الحدود البولندية.

يموّل الاتحاد الأوروبي منذ أمد طويل برامج مراقبة الحدود وإدارة الهجرة في أوكرانيا، كما يموّل "المركز الدولي لتطوير سياسات الهجرة" لإنشاء أنظمة أمان الحدود في جورافيتشي. كان هدف استراتيجية الاتحاد الأوروبي وقف تدفق المهاجرين وطالبي اللجوء إلى الاتحاد بتحويل العبء والمسؤولية عن المهاجرين واللاجئين إلى البلدان المجاورة له، في هذه الحالة أوكرانيا. الآن بعد أن أصبحت أوكرانيا منطقة حرب، ينبغي للاتحاد بذل كل جهده لتأمين الإفراج والممر الآمن للأشخاص المحتجزين في أوكرانيا بسبب وضع الهجرة الخاص بهم. على وكالات الأمم المتحدة والأطراف الدولية الأخرى دعم هذه الدعوة للإفراج عن المدنيين في جورافيتشي وأي مراكز احتجاز عاملة أخرى فيها مهاجرين، وتقديم المساعدة عند الحاجة.

قالت هاردمان: "المعاناة كبيرة في أوكرانيا حاليا، وما زال العديد من المدنيين بحاجة إلى الأمان والمأوى. يجب أن تشمل جهود مساعدة الناس على الفرار من أوكرانيا الأجانب المحتجزين في مراكز اعتقال المهاجرين".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة