(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن السلطات الإيرانية منعت عشرات الإيرانيات من دخول "ملعب الإمام رضا" لكرة القدم في مدينة مشهد في 29 مارس/آذار 2022، ربما باستخدام القوة المفرطة. على "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا) استخدام نفوذه مع السلطات الإيرانية للمطالبة بإلغاء حظر دخول الملاعب التمييزي على النساء في إيران على وجه السرعة وضمان المساءلة عن الانتهاكات.
منعت السلطات النساء، بما في ذلك من اشترَيْن تذاكر، من دخول الملعب الرياضي في مشهد بمحافظة خراسان لمشاهدة مباراة تأهيلية لكأس العالم فيفا قطر 2022 بين إيران ولبنان. تظهر مقاطع الفيديو التي تم تداولها على وسائل التواصل الاجتماعي، نساء تجمعن أمام الملعب يزعمن أن السلطات استخدمت رذاذ الفلفل لتفريقهن.
قالت تارا سبهري فر، باحثة أولى في الشؤون الإيرانية في هيومن رايتس ووتش: "أثبتت السلطات الإيرانية مرارا أنها مستعدة لبذل جهود كبيرة لفرض حظرها التمييزي والقاسي على دخول النساء إلى ملاعب كرة القدم. نظرا للانتهاكات التي ترتكبها السلطات الإيرانية منذ فترة طويلة، على الفيفا اتباع إرشاداته العالمية الخاصة بشأن عدم التمييز وأن ينظر في فرض عقوبات على عدم امتثال إيران".
في 30 مارس/آذار، أصدر "الاتحاد الإيراني لكرة القدم" بيانا مفاده أنه "بسبب عدم الاستعداد"، لم يتمكن من استيعاب النساء في المباراة. زعم البيان أيضا أن تسع نساء فقط اشترَين تذاكر وزعم، بدون دليل، أن تذاكر "مزورة" وزعت على المشجعين.
ردّ أيضا محمد جعفر منتظري، النائب العام الإيراني، قائلا إن بيع التذاكر للنساء دون السماح لهن بدخول الملعب أمر غير مقبول، وأن على السلطات الاعتذار وتعويض النساء. أفادت "وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية" (إرنا)، وهي وسيلة إعلامية حكومية، أن الرئيس إبراهيم رئيسي أمر وزارة الداخلية بالتحقيق في الحادثة.
على مدى السنوات الـ 40 الماضية، منعت السلطات الإيرانية النساء من حضور مباريات كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية في الملاعب. رغم أن هذا الحظر غير منصوص عليه في القوانين والأنظمة، إلا أن السلطات تطبقه بانتظام على مدى عقود. أدى الحظر إلى اعتقالات وضرب واحتجاز وانتهاكات بحق النساء.
في سبتمبر/أيلول 2019، حكم على مشجعة كرة القدم سحر الخضيري، المعروفة باسم "الفتاة الزرقاء"، بالسجن لمحاولتها دخول ملعب. ماتت بعد أن أشعلت النار بنفسها، مما تسبب باحتجاج محلي ودولي.
في أكتوبر/تشرين الأول 2019، بعد الموعد النهائي الذي حدده الفيفا للسلطات الإيرانية للموافقة على "السماح للنساء بدخول ملاعب كرة القدم"، سمحت الحكومة لعدد محدود من النساء بحضور مباراة تأهيلية لكأس العالم على "ملعب آزادي". لكن منذ ذلك الحين، استخدمت الحكومة الإيرانية أساليب مختلفة لتقييد عدد النساء اللواتي يحضرن مباريات رياضية في الملعب، والسماح للنساء فقط بالدخول لمشاهدة الفعاليات الرياضية في الملاعب في حالات نادرة. سمحت السلطات للنساء بدخول الملاعب للتجمعات السياسية.
بموجب النظام الأساسي للفيفا (المادة 3، حقوق الإنسان، والمادة 4، عدم التمييز)، فإن التمييز على أساس النوع الاجتماعي – والذي قد يشمل الإقصاء أو التدخل في وصول النساء والفتيات إلى الملاعب – "محظور تماما ويعاقب عليه بتعليق العضوية أو الطرد".
قالت سبهري فار: "وعد رئيس الفيفا جياني إنفانتينو شخصيا بأنه سيكون بإمكان النساء الإيرانيات الدخول إلى الملاعب. طال انتظار إثبات جدية الفيفا في تطبيق إجراءات مساءلة شفافة لضمان تمكن النساء في إيران من مشاهدة المباريات مثل أقرانهن في جميع أنحاء العالم".