تغوص إسرائيل وفلسطين نحو أعماق مظلمة لم تُشهد منذ سنوات. في وقت مبكر من صباح السبت، دخلت حماس وجماعات مسلحة أخرى إلى إسرائيل، وارتكبت فظائع بشعة، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1,300 إسرائيلي. أطلق المهاجمون النار بشكل جماعي على المدنيين، وهاجموا رواد حفل، مما أدى إلى مقتل 260 شخصا، اثنين منهم من البرازيل، بحسب تقارير. قتل المهاجمون أشخاصا في منازلهم، واحتجزوا عشرات الرهائن، بينهم نساء وكبار في السن، وأطلقوا عشوائيا آلاف الصواريخ على البلدات والقرى الإسرائيلية.
شنت إسرائيل بعد ذلك حملة قصف واسعة النطاق أسفرت عن قتل أكثر من 1,400 فلسطيني حتى 12 أكتوبر/تشرين الأول، بينهم أكثر من 400 طفل بحسب وزارة الصحة في غزة. هاجمت إسرائيل المدارس ومخيمات اللاجئين ومرافق الرعاية الصحية. قطعت السلطات الإسرائيلية أيضا الكهرباء والمياه والوقود والغذاء عن غزة، مما أدى إلى تفاقم الوضع الإنساني المتردي لأكثر من 2.2 مليون فلسطيني. لا تدخل أي مساعدات إلى غزة، وبحسب تقارير هددت إسرائيل بمنع إدخال أي مساعدات من مصر.
حثّ الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا الجماعات الفلسطينية المسلحة على إطلاق سراح الأطفال الإسرائيليين المختطفين، وحث إسرائيل على وقف القصف. وعد بأن البرازيل، بصفتها رئيسة "مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" (مجلس الأمن) هذا الشهر، سوف تبذل كل ما في وسعها لإنهاء العنف. توجه وزير الخارجية ماورو فييرا إلى نيويورك الجمعة ليرأس اجتماعا عاجلا لمجلس الأمن بشأن الأزمة.
يتعين على الرئيس لولا دا سيلفا أن يدفع باتجاه إصدار قرار من مجلس الأمن يحث الطرفين على الالتزام بـ "القانون الإنساني الدولي"، أي قوانين الحرب، والتي تسعى إلى إنقاذ الأرواح وتقليل المعاناة، وأن يضغط على أعضاء المجلس الأربعة عشر الآخرين لدعم هذا القرار. إذا اختارت الولايات المتحدة استخدام حق النقض (الفيتو) ضد القرار، كما تفعل عادة مع أي نص في مجلس الأمن ينتقد إسرائيل، عليها أن تشرح أسبابها في جلسة مفتوحة في "الجمعية العامة للأمم المتحدة".
تنطبق قوانين الحرب على جميع أطراف النزاع، بصرف النظر عما فعلته الأطراف الأخرى أو اختلال توازن القوى. لا يحق لأحد أن يقتل أو يستهدف المدنيين والبنية التحتية المدنية عمدا، أو أن يشن هجمات عشوائية أو غير متناسبة. يعتبر قتل المدنيين عمدا وأخذ الرهائن جريمة حرب، والعقاب الجماعي جريمة حرب أيضا.
ينبغي للبرازيل تسليط الضوء على دور الإفلات من العقاب الذي استمر لعقود من الزمن في تأجيج سفك الدماء المستمر، وأهمية المساءلة، بما فيه في "المحكمة الجنائية الدولية". ينبغي للبرازيل أن تعمل على ضمان قدرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية على التحرك بسرعة في تحقيقه الجاري بشأن فلسطين.
يمكن للبرازيل أيضا أن تضغط على مجلس الأمن للمطالبة بإيصال المساعدات الإنسانية الضرورية إلى المحتاجين إليها، وأن تدعو إسرائيل إلى السماح بدخول الغذاء والماء والوقود والكهرباء ورفع الحصار عن غزة. يتعين على البرازيل أن تطلب من الدول المانحة عدم وقف مساعداتها للفلسطينيين. لا يتطلب التصدي لهجوم حماس قطع شرايين الحياة الضرورية للمدنيين الفلسطينيين.
أبدى الرئيس لولا دا سيلفا قلقه إزاء تقاعس المجتمع الدولي عن حماية حقوق الفلسطينيين. أصبح لديه الآن منبر لمعالجة أعمال العنف الأخيرة والسياق الأوسع، بما فيه القمع الهيكلي المنهجي للفلسطينيين، والذي يشكل الجرائم ضد الإنسانية المتمثلة في الفصل العنصري والاضطهاد.
يتعين على العالم ممارسة الضغوط من أجل إنهاء الهجمات على المدنيين ووقف الانتهاكات المنهجية لحقوق الإنسان في إسرائيل وفلسطين. مع تقاعس الولايات المتحدة ودول الشمال العالمي الأخرى عن الدعوة باستمرار إلى احترام القانون الدولي والعدالة، هناك فجوة في القيادة. ينبغي للبرازيل أن تصبح صوتا رائدا في الدعوة إلى حماية حقوق الإنسان واحترام القانون الدولي والمساءلة عن جرائم الحرب.