Skip to main content
تبرعوا الآن

هجمات تركية في العراق قد تكون خرقت قوانين الحرب

قتلت 7 مدنيين على الأقل، والسكان ينفون وجود أهداف عسكرية قريبة

(أربيل) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إنه يجب التحقيق في ما يبدو أنها 4 عمليات عسكرية تركية ضد "حزب العمال الكردستاني" المسلح في شمال العراق، يعود تاريخها إلى أكثر من عام، لاحتمال حدوث انتهاكات لقوانين الحرب. قتلت الهجمات 7 من غير المقاتلين وجرحت آخر على الأقل، بحسب الشهود والأقارب.

منزل شرو محمود برايم في قرية سركان، التي ضربتها غارة جوية تركية على ما يبدو، في 22 مارس/آذار 2018، وقتلت 4 رجال.  © 2018 خاص

قال الشهود والأقارب في حديث هاتفي مع هيومن رايتس ووتش إن ما بدا أنها هجمات جوية وبرية تركية خلال 4 عمليات بين مايو/أيار 2017 ويونيو/حزيران 2018، قتلت 6 رجال وامرأة على الأقل، وأصابت رجلا آخر. وقالوا إنه لا توجد أهداف عسكرية ظاهرة بالقرب من الهجمات. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من زيارة المواقع، لكنها حصلت على صور فوتوغرافية وشهادات وفاة تؤيد الادعاءات.

قالت لما فقيه، نائبة مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "مع تصعيد تركيا العمليات في العراق، يجب اتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة لتجنب إلحاق الأذى بالمدنيين هناك. على تركيا التحقيق في الضربات غير القانونية المحتملة التي قتلت مدنيين، ومعاقبة المسؤولين عن التجاوزات، وتعويض عائلات الضحايا".

يحتفظ حزب العمال الكردستاني، وهو منظمة مسلحة محظورة تعمل في تركيا، منذ زمن بوجوده في شمال العراق قرب الحدود التركية والإيرانية والسورية. نفذت القوات التركية عمليات ضد الحزب في العراق لأكثر من عقد من الزمن. ومنذ مارس/آذار، يبدو أن القوات التركية عمّقت وجودها في شمال العراق بـ 15 كيلومتر على الأقل، وأنشأت مواقع متقدمة عدة، منها في المناطق الريفية في محافظتي دهوك وأربيل تحت سيطرة حكومة إقليم كردستان.

يقول السكان إن القوات المسلحة التركية حظرت المناطق المحيطة بمواقعها على المدنيين. إلا أن السكان يعتمدون على هذه المناطق الزراعية ذات الكثافة السكانية المنخفضة.

في 3 مايو/أيار 2017، بدأت قوات يبدو أنها تركية بقصف الأراضي الزراعية على بعد 6 كيلومترات جنوب الحدود التركية، حيث كان 6 مزارعين يعملون في أراضيهم، دون تحذير واضح، على حد قول مزارع كان حاضرا وقتها. قال لـ هيومن رايتس ووتش إن القذيفة الثانية قتلت عمه وأصابت ابن عمه، وهما مدنيان. وقال إن مقاتلي حزب العمال الكردستاني كانوا على بعد 30 كيلومتر في ذلك الوقت على حد علمه، لكنه لم يسمع أي إطلاق نار قادم من المكان الذي يعتقد أن مقاتلي الحزب كانوا متمركزين فيه.

في 13 نوفمبر/كانون الثاني، أصابت غارة جوية تركية على ما يبدو سيارة خارج قرية في ناحية سيدكان، فقتلت رجلا واحدا بداخلها، على حد قول زوجته. قالت إنها سمعت الطائرات تحلق طوال النهار، وإن المنطقة شهدت ضربات يومية لعدة أشهر. وقالت إن هناك قاعدة لحزب العمال الكردستاني لم تذكر اسمها على بعد كيلومترين، لكن زوجها لم يكن يقود سيارته قريبا منها.

في 22 مارس/آذار 2018، أسفرت غارة جوية ليلية تركية على ما يبدو عن مقتل 4 رجال، وكلهم أبناء أعمام كانوا يزورون بيت أسرتهم في قرية بمنطقة جومان. وبحسب الجيران، لم تكن لديهم أي صلات بحزب العمال الكردستاني، وكان 3 منهم أعضاء في قوات "البشمركة" التابعة لحكومة إقليم كردستان، التي لا تخوض أي نزاع مسلح ضد تركيا. قال جيرانهم وأقاربهم إن أقرب وجود لحزب العمال الكردستاني كان في الجبال على بعد 5 كيلومترات، وإن هذه كانت أول غارة جوية على القرية.

أودى ما يبدو أنه قصف تركي في حوالي الساعة 4 بعد ظهر 30 يونيو/حزيران بحياة مدنية عمرها 19 عاما، على بعد 7 كيلومترات من الحدود. قال والدها إنها كانت مع عائلتها ومجموعة كبيرة من القرويين وهم يحصدون الثمار والأعشاب البرية. وقال إن هناك قاعدة تركية على بعد 3 كيلومترات، ولا وجود لحزب العمال الكردستاني في أي مكان قريب على حد علمه.

التقارير الإعلامية والشهود الذين قالوا إنهم رأوا الطائرات والاتجاه الذي جاء منه القصف أشارت إلى أن القوات التركية كانت وراء الهجمات الأربع. وقال الشهود إنهم لم يتلقوا أي تحذير من العراق أو حكومة إقليم كردستان أو تركيا بشأن الابتعاد عن العمليات العسكرية الجارية. وقالت جميع الأسر الأربع التي فقدت أقاربها إنه لم يتصل بها أي مسؤول للتحقيق في الهجمات أو تقديم أي تعويضات، وإنها لا تعرف كيفية طلب إجراء تحقيق أو تعويضات.

قالت هيومن رايتس ووتش إن ما قيل عن مقتل 7 أشخاص على الأقل من غير المقاتلين في هجمات لم تستهدف هدفا عسكريا مشروعا قريبا يثير مخاوف من أنها غير قانونية بموجب القانون الدولي، وينبغي التحقيق فيها.

يجب أن تستهدف الهجمات التركية الأهداف العسكرية الشرعية فقط. كما يتعين على تركيا إصدار تحذير فعال، واتخاذ كل الاحتياطات الممكنة لحماية المدنيين، وضمان عدم إلحاق ضرر غير متناسب بالمدنيين والأعيان المدنية.

سبق وأودت عمليات عسكرية تركية في العراق بحياة مدنيين في الماضي، بما في ذلك هجوم 2015 في جبال قنديل. وأشارت التغطية الإعلامية للعمليات العسكرية التركية إلى 15 هجوما إضافيا ما بين أكتوبر/تشرين الأول 2015 وأغسطس/آب 2018، تسببت في سقوط ضحايا مدنيين. نفت بغداد منحها الموافقة على العمليات التركية في شمال العراق، لكن لم تتضح التدابير التي اتخذتها الحكومة العراقية أو حكومة إقليم كردستان للتحقيق في الهجمات. في 16 سبتمبر/أيلول، أعلن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن حرس الحدود التابعين للحكومة الاتحادية سينتشرون على الحدود مع تركيا لتوثيق الخروقات الجوية و"منع أي خروقات".

كتبت هيومن رايتس ووتش إلى السلطات التركية والعراقية وتلك التابعة لإقليم كردستان تتساءل عن التدابير المتخذة لتقليل الضحايا المدنيين والتحقيق في سقوطهم، وتمكين الضحايا وأسرهم من الحصول على تعويضات. في رد بتاريخ 16 سبتمبر/أيلول، صرح د. ديندار زيباري، المسؤول عن التواصل مع المنظمات الدولية في حكومة الإقليم، أن الأخيرة لا تنسق مع القوات المسلحة التركية بخصوص العمليات العسكرية في شمال العراق قبل حدوثها. قال إن حكومة الإقليم "شجعت تسوية النزاع سلميا بين الطرفين" وإنها دأبت على إدانة الهجمات التي تؤذي المدنيين. وزارة البشمركة التابعة لحكومة الإقليم تبلغ الحكومة الاتحادية بانتظام عن آثار الهجمات لكي تضغط باتجاه وقف الهجمات، بحسب زيباري.   

أطلع زيباري هيومن رايتس ووتش على 32 تقرير حوادث أعدتها وزارة البشمركة بشأن العمليات العسكرية الإيرانية والتركية ضد حزب العمال ومجموعات كردية مسلحة أخرى في شمال العراق، بين ديسمبر/كانون الأول 2016 ويوليو/تموز 2018. وعرض ملخصا بشأن القرى المتضررة والتي تم إخلاؤها بسبب الهجمات، وقال إنه في منطقة سيدكان وحدها، قُتل أكثر من 50 مدنيا.

لم تتلقَّ هيومن رايتس ووتش أي رد من السلطات العراقية أو التركية. 

على تركيا وحكومة إقليم كردستان إجراء تحقيقات نزيهة وشاملة وشفافة لتحديد ما إذا كانت تلك الهجمات غير قانونية. على السلطات التركية تعويض ضحايا أي هجمات غير قانونية واتخاذ جميع التدابير الممكنة لتقليل الإصابات بين المدنيين. كما على العراق وحكومة إقليم كردستان الضغط على تركيا لإجراء تحقيقات وتقديم تعويضات في حال كانت الهجمات غير قانونية.

قالت فقيه: "في حين يقع الالتزام بالتحقيق والتعويض على عاتق تركيا، ينبغي لبغداد وأربيل اتخاذ جميع الخطوات الممكنة لحماية المدنيين العراقيين من العمليات العسكرية غير المشروعة".

قصف على قرية سنجي في 3 مايو/أيار 2017

قال إسماعيل صبحي (20 عاما)، ابن شقيق صدقي إسلام حفظ الله (40 عاما)، وهو صاحب متجر، إنه وعمه و6 أقارب آخرين كانوا العائلة الوحيدة التي لا تزال تعيش في قرية سنجي في قضاء العمادية، بعد أن هجر معظم السكان المنطقة حوالي عام 2000، بعد أن بدأت الهجمات التركية تستهدف المنطقة بسبب الوجود المزعوم لحزب العمال الكردستاني.

قال صبحي إنه بحلول مايو/أيار 2017، كان هناك وجود للجيش التركي على بعد 500 متر من منزلهم. وقال إنه رأى القوات التركية تبدأ قصف أراضيهم الزراعية حيث كانوا يعملون حوالي الساعة 10 صباح 3 مايو/أيار دون تحذير أو سبب ظاهر، مضيفا أنه على حد علمه، يتواجد مقاتلو حزب العمال على بعد 30 كيلومتر. لم يسمع صبحي أي إطلاق نار من ذلك الاتجاه. قال إنه رأى قذيفة تسقط على بعد 300 متر، ثم بعدها أخرى أقرب، وهي التي قتلت حفظ الله وأصابت ابن عمه بيوار نايف صادق (32 عاما) بشظايا معدنية في رأسه وذراعه اليسرى وصدره. وقال إن أفراد الأسرة الآخرين لم يصابوا بأذى.

قال صبحي إن القصف استمر وإنهم اضطروا إلى ترك جثة حفظ الله 3 أيام قبل أن يساعدهم مقاتلو حزب العمال من منطقة مجاورة على انتشالها. وأخذ أصدقاء من قرية مجاورة صادق إلى المستشفى.

في 4 مايو/أيار، ذكرت وسائل الإعلام التركية أنه "تم تدمير 4 مواقع وكهفين وملاجئ للإرهابيين"، في حملة جوية في شمال العراق. ولم تكن هناك تغطية إعلامية لأي قصف تركي في المنطقة آنذاك.

هجوم قرب قرية برميزة في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017

قالت زوجة أمداد عثمان درويش حسن (24 عاما) إنها وزوجها، وهو تاجر يعمل بين العراق وتركيا، يعيشان في برميزة، وهي قرية تقع على بعد 50 كيلومتر شمال شرق أربيل. قالت إنها حوالي الساعة 4:50 عصر 13 نوفمبر/تشرين الثاني، هاتفت زوجها لتسأله عن موعد عودته إلى المنزل حتى تعد له الطعام. قال إنه على بعد كيلومترين فقط من المنزل. قالت:

بعد إنهاء المكالمة بدقيقتين، سمعت دوي انفجار قوي وخرجت. رأيت دخانا أسود بعيدا وشعرت أن زوجي قد أصيب في الانفجار. اتصلت بوالده لأخبره بما حدث، لكنه لم يصدقني وقال إنه سيذهب إلى مصدر الدخان للتحقق من الأمر.

قالت إن والد حسن ومزارعين آخرين وصلوا إلى الموقع حيث وجدوا حفرة كبيرة في الطريق وسيارة حسن مقلوبة رأسا على عقب. قال والد زوجها إن جثة حسن عُثر عليها على بعد مترين من السيارة. وقد شاركت صورتين التقطهما مزارع تُظهران حفرة كبيرة وسيارة مدمرة مقلوبة رأسا على عقب.

سيارة امداد عثمان درويش حسن بعد تعرضها لغارة جوية تركية على ما يبدو، أدت إلى قتله في 13 نوفمبر/تشرين الثاني 2017، قرب قرية برميزة.  © 2017 خاصة

قالت زوجة حسن التي لم ترغب في الكشف عن اسمها إنها سمعت هدير الطائرات طوال اليوم، وإن هناك ضربات يومية في المنطقة منذ أشهر، وضربات محدودة في المنطقة لسنوات عديدة. قالت إن قاعدة حزب العمال الكردستاني على بعد كيلومترين من القرية ربما كانت الهدف. وقالت إن السكان لا يتنقلون خارج منازلهم كثيرا بسبب الضربات، لكن زوجها كان بحاجة إلى ممارسة تجارته لإعالة الأسرة. قالت إنه على حد علمها، لم تصدر من السلطات العراقية أو حكومة إقليم كردستان أو السلطات التركية أي تحذيرات إلى السكان بشأن الضربات المستمرة.

قالت زوجة حسن إن لدى الجيش التركي قاعدة على بعد 5 كيلومترات من القرية لكنها لا تعرف اسمها. ذكرت التغطية الإعلامية المحلية للضربات أنه بالإضافة إلى مقتل حسن، أصابت الغارات الجوية التركية سيارة أخرى في نفس المنطقة وقتلت بعض مقاتلي حزب العمال الكردستاني.

هجوم على قرية سركان في 22 مارس/آذار 2018

قال رسول آغا علي (49 عاما) وهو مزارع من قرية سركان في منطقة القصري في  قضاء جومان لـ هيومن رايتس ووتش إن منزله يبعد 200 متر عن منزل عائلة جاره شارو محمود برايم (31 عاما) المهجور، وهو رقيب أول في قوات البشمركة.

منزل شرو محمود برايم في قرية سركان، قبل أن تضربه غارة جوية تركية على ما يبدو وتقتل 4 رجال، في 22 مارس/آذار 2018.  © 2018 خاص

قال علي إنه رأى يوم 21 مارس/آذار برايم وأبناء عمه يذهبون إلى المنزل ويتنزهون في الحديقة ثم يقضون الليل. حوالي الساعة 1 فجر 22 مارس/آذار، استيقظ علي على هدير طائرات يملأ سماء المنطقة وسمع صوت انفجار قوي. قال إنه نهض وركض إلى الخارج مع ابنه، فرأيا منزل برايم المكون من طابق واحد وقد دُمِّر، لكن دون وقوع أضرار أخرى في المنطقة. قال إنهم فتشوا الأنقاض وانتشلوا جثث 4 رجال كانت متفحمة لدرجة لا تمكّن من التعرف عليها. ونقل علي وابنه الجثث إلى أقرب مستشفى على بعد 9 كيلومترات. أطلع علي هيومن رايتس ووتش على صور للجثث.

شهادة وفاة شرو محمود برايم، الذي توفي في غارة جوية تركية على ما يبدو في 22 مارس/آذار 2018، داخل منزله في قرية سركان. © 2018 خاص

قال ابن عم آخر لبرايم (30 عاما)، وهو أستاذ مساعد في جامعة محلية طلب عدم ذكر اسمه، إن برايم وأقاربه بيزان مصطفى أبو بكر (21 عاما) ومحمد إسماعيل حمد (20 عاما) – كلاهما من البشمركة – ودرباز محمد يونس (24 عاما)، وهو محام، ذهبوا إلى القرية في 21 مارس/آذار. وقال ابن عم برايم إن أطباء اتصلوا به بعد 6 ساعات على نقل الرجال إلى مستشفى قصري وأخبروه أنهم ماتوا جميعا. وأطلع هيومن رايتس ووتش على شهادات الوفاة التي تذكر أن الرجال قتلوا في الساعات الأولى من صباح 22 مارس/آذار في انفجار. وشملت الشهادات أسماء الرجال وأعمارهم ومهنهم. وأوردت وسائل الاعلام المحلية تقارير عن الغارة الجوية.

شهادة وفاة درباز محمد يونس، الذي توفي في غارة جوية تركية على ما يبدو في 22 مارس/آذار 2018، داخل منزل ابن عمه في قرية سركان. © 2018 خاص

قال علي وابن عم برايم إن حزب العمال الكردستاني متواجد في الجبال على بعد حوالي 5 كيلومترات من قريتهم، وإن بعض مقاتليه يزورون القرى المجاورة، ولكن ليس سركان على حد علمهم. وقالوا إن أيّا من الرجال الذين قُتلوا لم يكن لهم أي صلة بحزب العمال الكردستاني. كانت هذه هي المرة الأولى التي تُستهدف فيها القرية في غارة جوية على حد قولهم، وأضافوا أن الغارات الجوية استمرت في المناطق المجاورة بمعدل مرة كل أسبوع تقريبا.

شهادة وفاة بيزان مصطفى أبو بكر، الذي توفي في غارة جوية تركية على ما يبدو في 22 مارس/آذار 2018، داخل منزل ابن عمه في قرية سركان. © 2018 خاص

صرح مكتب رئيس أركان القوات المسلحة التركية على "تويتر" في 27 مارس/آذار أنه "في 22 مارس/آذار 2018، وفي إطار الحملة الجوية ضد أعضاء المنظمة الإرهابية الانفصالية الذين وُجدوا جاهزين لمهاجمة قواتنا في الجزء الشمالي من منطقة قنديل العراقية، تم تحييد 41 إرهابيا". وحظيت العمليات بتغطية أكثر تفصيلا من قبل وسائل الإعلام المحلية التركية. ولا تشير أي من وسائل الإعلام التركية إلى مقتل مدنيين. تحدث رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة التركية حينها خلوصي آكار إلى الجنود المشاركين في العمليات، قائلا إن المدنيين لم يتضرروا.

شهادة وفاة محمد اسماعيل حمد، الذي توفي في غارة جوية تركية على ما يبدو في 22 مارس/آذار 2018، داخل منزل ابن عمه في قرية سركان. © 2018 خاص

أدان وزير الخارجية العراقي العمليات العسكرية بعد هذا الهجوم.

قصف قرب قرية هلانة في 30 يونيو/حزيران 2018

قال والد دنيا رشيد نجيب بك (19 عاما) إنه كان يقود سيارته هو وابنته وأقاربهما إلى منطقة خارج قرية هلانة يوم 30 يونيو/حزيران الساعة 4 بعد الظهر، على بعد 7 كيلومترات من الحدود التركية، لجني بعض الثمار والأعشاب البرية. كانت المنطقة قد تعرضت لقصف تركي قبل يومين، وفقا لـ"كريستيان بيسميكرز تايمز"، وهي منظمة غير حكومية لها وجود في المنطقة. قال الأب الذي طلب عدم الكشف عن هويته إنه وعائلته يزورون المنطقة بشكل منتظم، وإنه كان هناك أكثر من 30 قرويا، من بينهم أطفال، يقطفون الثمار والأعشاب يومها.

كان يقف على بعد 300 متر من دنيا، عندما سقطت قذيفة في مكان قريب منها، ثم ثانية أصابتها. وقال إن شظايا معدنية دخلت جسد ابنته فقتلتها على الفور. أخذ جثتها إلى هلانة ومن هناك نقلتها سيارة إسعاف إلى مستشفى اشتي في ميركسور بسوران. وأطلع هيومن رايتس ووتش على شهادة الوفاة، التي تحدد سبب الوفاة على أنه انفجار.

شهادة وفاة دنيا رشيد ناجي بيك، التي قتلتها القوات المسلحة التركية على ما يبدو في قصف على حقل مجاور لقرية الحلانية في 30 يونيو/حزيران 2018.  © 2018 خاص

قال والد دنيا إن هناك قاعدة تركية على بعد 3 كيلومترات من موقع الهجوم، ولا وجود لحزب العمال الكردستاني في المنطقة على حد علمه. ولم يُسمع أي إطلاق نار آخر قبل القصف. ونشرت منظمة مساعدات دولية صورا لما وصفته بأنه قذيفة عُثر عليها في موقع الهجوم.

ذكر حساب تويتر التابع للقوات المسلحة التركية وقوع عمليات جوية في شمال العراق ومناطق من تركيا في 30 يونيو/حزيران و1 يوليو/تموز، حيث "تم تحييد 8 إرهابيين". وليس من الواضح ما إذا كان هذا يشير إلى القصف خارج هلانة.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة