احتفل لبنان باليوم العالمي لحقوق الإنسان عبر ترحيل سوجانا رانا، عاملة منزلية مهاجرة من النيبال تناضل من أجل حقوق عاملات المنازل المهاجرات.
توقيف رانا وترحيلها يشيان بأن السلطات استهدفتها بسبب نشاطها، وهي خطوة تنقصها البصيرة ستقوض النضال من أجل الحقوق المتساوية في لبنان.
أوقف الأمن العام اللبناني رانا في منزل موظِّفها في 30 نوفمبر/تشرين الثاني ولم يسمح لها بالاتصال بمحامٍ، كما استجوبها بخصوص نشاطها من أجل حقوق عاملات المنازل المهاجرات، حسب منظمات محلية. أوقفت السلطات اللبنانية لاحقا عاملة منزلية نيبالية أخرى، روجا ليمبو، في 5 ديسمبر/كانون الأول، التي مازالت محتَجَزة. لم يقدَّم أي سبب لتوقيف أي من المرأتين. كلتاهما عضوتان فاعلتان في نقابة العاملات المنزليات في لبنان وتتمتعان بوضع قانوني وتصريح عمل. لم يتمكن المحامون من مقابلة ليمبو، حسب منظمات المجتمع المدني، التي عبرت عن مخاوفها من ترحيل ليمبو أيضا.
أدانت 21 منظمة، من ضمنها "هيومن رايتس ووتش"، التوقيف وطالبت بالإفراج عنهما فورا والسماح لهما باستئناف قرار الترحيل.
توجد نحو 250000 عاملة منزلية مهاجرة في لبنان، لكنهن مستثنيات من حماية قانون العمل، بينما يعرّضهن نظام "الكفالة" لقوانين هجرة مقيِّدة وخطر سوء المعاملة والاستغلال. عادة ما تبلّغ عاملات المنازل المهاجرات في لبنان عن عدم دفع رواتبهن والحجز القسري ورفض الموظِّفين إعطائهن استراحة، بالإضافة إلى تعرضهن لاعتداءات لفظية وجسدية. وجدت هيومن رايتس ووتش في 2010 أن القضاء اللبناني لم يحاسب الموظِّفين على هذه الاعتداءات. كما وجدنا في 2008 أن عاملة منزل مهاجرة تموت أسبوعيا؛ السبب الرئيسي هو الانتحار أو محاولة الهرب.
في 29 ديسمبر/كانون الأول 2014، تقدمت 6 عاملات لبنانيات إلى وزارة العمل بطلب تشكيل نقابة، وهي خطوة من شأنها تعزيز الحماية القانونية للعاملات الضعيفات. ولكن بدل الاعتراف بالنقابة، اعتبرتها الوزارة غير قانونية. بالرغم من ذلك تستمر النقابة – رانا وليمبو عضوتان فيها – بالعمل بطريقة غير رسمية، مؤمّنةً منبر للدفاع عن حقوق عاملات المنازل المهاجرات.
يتنكر لبنان، عبر ملاحقة القياديات النقابيات، لحق العاملات بحرية التجمع والمفاوضة الجماعية بموجب القانون الدولي. رفْض الاعتراف بالنقابة يعيق خطوة أساسية لتحسين ظروف العمل وحماية العاملات وحياتهن.
على لبنان الاعتراف بنقابة عاملات المنازل وإلغاء نظام الكفالة وتوسيع نطاق قانون العمل ليشملهنّ.
ناضلت روجا ليمبو من أجل حياة أفضل لجميع عاملات المنازل في لبنان، وهي تقبع الآن في السجن مع احتمال أن يكون مصيرها مثل سوجانا رانا. أقل ما يمكن أن تقوم به السلطات هو الكف عن معاقبتها هي وجميع اللواتي ينظّمن حماية حقوق العاملات.