(نيويورك) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن الحكومة السورية تشن غارات عشوائية عديمة التمييز على مدنيين وأعيان مدنية في حلب باستخدام القنابل البرميلية غير الموجهة شديدة الانفجار. وتستمر الهجمات رغم قرار تبناه مجلس الأمن الأممي بالإجماع في 22 فبراير/شباط 2014 يطالب كافة الأطراف في سوريا بوقف الاستخدام العشوائي عديم التمييز للقنابل البرميلية وغيرها من الأسلحة في المناطق المأهولة بالسكان. وينتظر أن تجتمع الأمم المتحدة في 30 أبريل/نيسان لمناقشة الجولة الثانية من التقارير المتعلقة بالامتثال للقرار.
منذ تبني القرار قامت هيومن رايتس ووتش بتوثيق ما لا يقل عن 85 موقعاً للغارات في أحياء مدينة حلب الواقعة في قبضة الجماعات المسلحة المعارضة للحكومة، بما في ذلك غارتين حكوميتين بالقنابل البرميلية على مستشفيات رسمية تعلوها علامات واضحة تفيد كونها منشآت طبية. وقد قال اثنان من أطباء تلك المنشآت وبعض موظفيها لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم تكن هناك أهداف عسكرية قريبة، وهم يعتقدون أن الحكومة استهدفتهم عمداً.
قال نديم حوري، نائب المدير التنفيذي لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "يتحدث الرئيس الأسد عن الانتخابات، إلا أن الحملة الوحيدة التي يشهدها سكان حلب هي حملة عسكرية من القنابل البرميلية والقصف العشوائي. لقد حان الوقت لتوقف روسيا والصين عن عرقلة مجلس الأمن، والسماح بفرض حظر للتسلح على الحكومة السورية وغيرها من الجماعات المسيئة".
وقالت الحكومة وبعض النشطاء إن جماعات مسلحة، وخاصة بعد بدأها لهجمة في مطلع أبريل/نيسان، قامت في بعض الأحيان بقصف الأجزاء التي تسيطر عليها الحكومة من حلب باستخدام أسلحة بدائية معرضة للتأثيرات العشوائية عديمة التمييز عند استخدامها للهجوم على مناطق سكنية مأهولة.
وتعكس شهادات الشهود، وصور الأقمار الصناعية، والأدلة المستمدة من مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية، أن القوات النظامية لم تقم بتخفيض ملحوظ لمعدلات قصفها للمدينة منذ تبني قرار مجلس الأمن. وكانت هيومن رايتس ووتش قد حددت ما لا يقل عن 340 موقعاً منفصلاً للدمار في المناطق التي تسيطر عليها الجماعات المسلحة غير الحكومية في حلب بين 31 أكتوبر/تشرين الأول 2013 و20 فبراير/شباط 2014، وهي فترة طولها 113 يوماً، عن طريق تحليل أربع صور التقطتها أقمار صناعية فوق المدينة في تلك الفترة.
وفي الأيام الأربعين المنقضية بين 22 فبراير/شباط و2 أبريل/نيسان، تمكنت هيومن رايتس ووتش من تحديد ما لا يقل عن 85 موقعاً إضافياً للدمار الملحوظ في أحياء المدينة الواقعة في قبضة جماعات مسلحة معارضة للحكومة. والأغلبية العظمى لهذه المواقع المشار إليها تظهر أنماطاً من الدمار تتفق إلى حد بعيد مع تفجير القنابل البرميلية.
تميل القنابل البرميلية وغيرها من القنابل غير الموجهة شديدة الانفجار إلى ترك مساحات من الدمار في المباني تزيد عن المعتاد مع الأنواع الأخرى من الغارات الجوية ونيران المدفعية، وكثيراً ما تخلف حفراً انفجارية غير منتظمة الشكل وضحلة العمق بحواف متعرجة.
ويتم صنع هذه القنابل غير الموجهة شديدة الانفجار بتكلفة زهيدة، وإنتاجها محلياً، وعادة ما يستخدم في هذا براميل الوقود الكبيرة واسطوانات الغاز وخزانات المياه المحشوة بالمواد المتفجرة والمعادن الخردة لتعزيز التشظّي، ثم تلقى من طائرات مروحية. وقد يكون الدمار الحادث في عدد ضئيل من المواقع المشار إليها ناجماً عن أسلحة انفجارية أخرى، إما أن تكون القنابل الملقاة بالطائرات التقليدية أو القصف المدفعي لفترات ممتدة.
علاوة على هذا فإن ثمة أدلة قوية على قيام القوات النظامية على الأرض بإطلاق المئات من قذائف الهاون والمدفعية الثقيلة خلال هذه الفترة، بحسب تقدير هيومن رايتس ووتش.
قال شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن عمليات القصف استمرت منذ تبني قرار مجلس الأمن، وفي بعض الأحيان تزايدت في المناطق السكنية بعرض الأجزاء الشرقية من مدينة حلب وريفها. وقد جمعت هيومن رايتس ووتش شهادات عن نحو 10 غارات جوية منذ 22 فبراير/شباط، قال شهود إنها استخدمت القنابل البرميلية. واستناداً إلى شهادات الشهود وأعداد الوفيات المنشورة والأدلة المستمدة من مقاطع الفيديو والصور الفوتوغرافية، تسببت هذه الهجمات في قتل ما يزيد على 150 شخصاً.
وقد تركزت مواقع الدمار الناجم عن القنابل البرميلية في أحياء مساكن هنانو، والصاخور، وتربة لالا، والحلوانية، وجبل بدرو، والحيدرية، والعويجة. وتتركز أغلبية كبيرة من مواقع الدمار هذه في أحياء تقع على مسافات كبيرة من مواقع الجبهة الأمامية، وذات كثافة عالية من المباني السكنية. وفي معظم الحالات التي تحدثت هيومن رايتس ووتش بشأنها مع شهود، قال الشهود إنه لم تكن هناك أهداف عسكرية قريبة.
وأفادت إحدى المنظمات المحلية، وهي مركز توثيق الانتهاكات، بأن الغارات الجوية تسببت في مقتل 651 مدنياً في محافظة حلب بين 22 فبراير/شباط و22 أبريل/نيسان. كما أفادت الشبكة السورية لحقوق الإنسان بأنه بين 22 فبراير/شباط و16 أبريل/نيسان، أدت هجمات القنابل البرميلية إلى قتل ما لا يقل عن 920 مدنياً في سوريا، وأكثر من نصفهم في محافظة حلب.
وبحسب المجلس الطبي لمدينة حلب، وهو منظمة مستقلة لا تهدف للربح وتقدم الخدمات الطبية في مدينة حلب، استقبلت أربعٌ من المستشفيات الميدانية التابعة للمجلس 589 شخصاً مصاباً جراء غارات القنابل البرميلية بين 22 فبراير/شباط و17 أبريل/نيسان، وقد توفي 51 منهم جراء إصاباتهم.
وقال طبيب يعمل في تلك المستشفيات لـ هيومن رايتس ووتش إن القوات النظامية هاجمت أيضاَ بعض المنشآت الطبية نفسها بالقنابل البرميلية. وقال إن القنابل البرميلية أصابت مستشفيين رسميين تعلوهما علامة المستشفى في حلب، في منطقتي هنانو والشعّار. ومن شأن الحكومة أن تعرف موقع المستشفيين إذ أنهما مستشفيان رسميان يعودان إلى ما قبل النزاع. وقال الطبيب لـ هيومن رايتس ووتش إن الحكومة بدأت في استهداف المستشفيات بالغارات الجوية في يناير/كانون الثاني تقريباً، وأصابت مستشفيات في هنانو، والسكرى، والصاخور، والشعار.
كما تلقت هيومن رايتس ووتش معلومات عن قصف عشوائي عديم التمييز من جانب جماعات مسلحة غير حكومية تعارض الحكومة. في أوائل أبريل/نيسان افتتحت قوات المعارضة هجمة على حيي الليرمون والزهراء في حلب. وبحسب سانا، وكالة الأنباء السورية التي تديرها الحكومة، وكذلك مقطع فيديو راجعته هيومن رايتس ووتش، استخدمت الجماعات قذائف الهاون إضافة إلى صاروخ بدائي ركبت عليه اسطوانة غاز ـ وهو ما يعرف محليا بـ"مدفع جهنم" ـ في هجمات أصابت مناطق سكنية في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، بما فيها الحمدانية، والأشرفية، والسليمانية، والميدان، والجميلية، والخالدية.
وتشير المقالات التي نشرتها سانا إلى مقتل 40 مدنياً وإصابة 149 آخرين في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة أثناء تلك الفترة في هذه الهجمات. وفي مقطع فيديو راجعته هيومن رايتس ووتش أعلن مقاتلون معارضون للحكومة عن هجمتهم وأنذروا السكان بضرورة الرحيل عن المناطق القريبة من أهداف عسكرية. ومع ذلك فإن بعض الأسلحة البدائية المستخدمة على الأقل عرضة لأن تكون ذات أثر عشوائي عند استخدامها للهجوم على مناطق سكنية مأهولة.
إن القوات النظامية السورية، باستخدامها للقنابل البرميلية على مناطق كثيفة السكان، استخدمت وسائل وأساليب حربية لا يمكنها التمييز بين المدنيين والمحاربين؛ مما يجعل الهجمات عشوائية عديمة التمييز ومن ثم غير مشروعة.
قالت هيومن رايتس ووتش إنه لا يجوز للقادة العسكريين، كسياسة عامة، إصدار أوامر باستخدام أسلحة انفجارية يمتد أثرها إلى مساحات واسعة في المناطق المأهولة، بسبب الضرر المتوقع للمدنيين. كما لا يجوز للقادة العسكريين بأي حال إصدار أوامر بشن غارات على أعيان مدنية محمية، بما فيها المنشآت الطبية وأفرادها، بحسب هيومن رايتس ووتش.
وقد عبر مجلس الأمن الأممي، في قراره بتاريخ 22 فبراير/شباط الذي يطالب الأطراف المتقاتلة بالتوقف عن استخدام الأسلحة العشوائية في المناطق المأهولة، عبّر صراحة عن "عزمه على اتخاذ خطوات أخرى في حال عدم الامتثال لهذا القرار".
وبالنظر إلى استمرار الغارات الجوية السورية على المناطق المدنية فإن على مجلس الأمن فرض حظر للتسلح على الحكومة السورية وكذلك على أية جماعات متورطة في انتهاكات واسعة النطاق أو ممنهجة لحقوق الإنسان. ومن شأن حظر كهذا أن يحد من قدرة الحكومة السورية على شن غارات جوية تنتهك القانون الدولي، بما في ذلك عن طريق ضمان عدم تلقي سوريا لطائرات مروحية جديدة أو إجراء صيانة لمروحياتها في الخارج. وينبغي لمجلس الأمن أيضاً فرض حظر السفر وتجميد الأصول على الأفراد المتورطين بمزاعم ذات مصداقية في انتهاكات جسيمة، وإحالة الوضع إلى المحكمة الجنائية الدولية، بحسب هيومن رايتس ووتش.
علاوة على هذا، بحسب هيومن رايتس ووتش، وفي ضوء أدلة دامغة على مسؤولية الجيش السوري وقوات الأمن السورية عن جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية مستمرة بحق الشعب السوري، فإن الشركات والأفراد الذين يزودون سوريا بالسلاح أو الذخيرة أو المعدات، أو يزودون بها جماعات مسلحة غير حكومية متورطة في جرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب، إنما يخاطرون بالتواطؤ في هذه الجرائم.
بموجب القانون الدولي فإن توريد السلاح لقوات أو جماعات مسلحة في سوريا حين يرجح استخدامه في ارتكاب جرائم ضد الإنسانية قد يرقى إلى مصاف المساعدة في ارتكاب تلك الجرائم. قالت هيومن رايتس ووتش إن أي مورد للجيش قد يتحمل مسوؤلية جنائية محتملة كشريك في تلك الجرائم وقد يواجه الملاحقة.
قال نديم حوري: "بعد شهرين من تبني قرار إجماعي من مجلس الأمن يطالب بإنهاء الهجمات العشوائية عديمة التمييز، يتعين على المجلس أن يتحرك أخيراً ليُكسِب كلماته المعنى ـ إن لم يكن من أجل مصداقيته فمن أجل السوريين الذين طالت معاناتهم".
الهجوم على منشآت طبية
غارة القنابل البرميلية على مستشفى بحي هنانو، 21 أبريل/نيسان
قال يوسف (تم تغيير الأسماء لحماية هوية الشهود)، وهو طبيب يعمل في مدينة حلب، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه في 21 أبريل/نيسان سقطت قنبلتان برميليتان على مستشفى رسمي في هنانو، فأصابتا بعض المرضى وأحد أفراد الطاقم الطبي وسببتا تلفيات واسعة النطاق في المستشفى، مما تركه عاجزاً عن العمل. ويظهر في مقطع فيديو منشور للمستشفى المدمر أن العلامة واضحة عليه، مع عرض اسم المستشفى عبر واجهة المبنى.
قال يوسف لـ هيومن رايتس ووتش: "هناك 3 غرف للعمليات، وكنا بسبيل إقامة غرف للرعاية المركزة، لكن المستشفى لم يعد يعمل الآن. لقد أغلقناه لأنه بات بلا سقف، والجدران الرئيسية تهدمت تماماً. كما دمر المولد الكهربي بفعل الغارة الجوية، مما أدى إلى اندلاع حريق في المدخل الرئيسي". وقال يوسف لـ هيومن رايتس ووتش إن أقرب خط للجبهة يبعد 3 كيلومترات.
وتعكس مقاطع فيديو منشورة على يوتيوب بعض الدمار الذي نتج عن الغارات الجوية على هنانو في 21 أبريل/نيسان.
مستشفى تعرض لغارة في الشعار، 13 أبريل/نيسان
قال يوسف، الطبيب الذي يعمل في مدينة حلب، لـ هيومن رايتس ووتش في 13 أبريل/نيسان إن قنبلتين برميليتين سقطتا على مستشفى رسمي في الشعار، فتسببتا في تدمير البنية التحتية للمستشفى.
وقال إنه رغم عدم تعرض أحد للإصابة داخل المستشفى إلا أن 20 مدنياً قتلوا بالخارج.
وقد حدد مركز توثيق الانتهاكات هوية 3 أشخاص قتلوا جراء غارات جوية في الشعار يوم 13 أبريل/نيسان. كما قال يوسف إن القنبلة الثانية، التي ألقيت بعد الأولى بدقائق، أصابت سائق عربة إسعاف كان قد خرج لمساعدة الجرحى، مما أدى إلى بتر قدميه الاثنتين.
ويظهر في العديد من مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب أثر الغارة على الشعار في 13 أبريل/نيسان وعلى المستشفى الذي تعلوه علامة واضحة، مع كتابة اسمه بعرض المبنى.
قال يوسف لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم تكن هناك أهداف عسكرية قرب موقع الغارة، مضيفا: "لقد وعدونا [المجتمع الدولي] بأنهم سيعملون على المحافظة على حياد المستشفيات وعدم تعريضها لعنف الحكومة، لكن المستشفيات في حلب مستهدفة باستمرار بالقنابل البرميلية التي تعوق عملنا... لا توجد خطوط للجبهة مطلقاً قرب المستشفيات. وفي كل مستشفى هناك حارس مسلح واحد يحمي المستشفى ولكن ليست له أية صلة بالجيش السوري الحر".
غارات القنابل البرميلية في محافظة حلب منذ 22 فبراير/شباط
حي الفردوس، 20 أبريل/نيسان
قال مالك، العامل بمركز حلب الإعلامي والذي يقيم في الفردوس، لـ هيومن رايتس وووتش إنه في نحو الخامسة من مساء 20 أبريل/نيسان، شاهد مروحية تلقي قنبلتين برميليتين على الحي، وكانت الأولى على بعد 50 متراً من منزله. وقال: "عند سقوط البرميل الأول سقط زجاج النوافذ في شقتنا على رؤوسنا. وسقط البرميل الثاني بعد أقل من دقيقة من سقوط الأول".
ذهب مالك إلى مواقع الغارة بعد الهجوم وشاهد أن القنبلة الأولى سقطت على الشارع الرئيسي بجوار مكتب توزيع المساعدات التابع لمجلس الفردوس المحلي، فأصابت ما لا يقل عن 20 شخصاً. ووصف لنا المشهد:
كانت الفوضى تعم المشهد لأن البرميل الأول سقط على الشارع الرئيسي المزدحم بالمدنيين في تلك الساعة من النهار. شاهدت أطفالاً وسيدات مصابين. أذكر أنني رأيت ستة أطفال مصابين. كانوا أصغر من 15 سنة. لا أذكر عدد من شاهدت من سيدات. كانت إصاباتهم ناجمة عن الشظايا. وأنا على يقين من وقوع إصابات أكثر بكثير. لا أذكر عدد القتلى لأن فريق الدفاع المدني كان هناك يرفع الجثث ويساعد المصابين.
قال مالك إن البرميل الثاني سقط بجوار تقاطع به إشارة مرور، وإنه شاهد أربعة رجال مصابين، وطفلة مصابة مع أمها، ورجلاً مقتولاً. وقد قدر وقوع مواقع الغارة على بعد 150 إلى 200 متر أحدهما من الآخر.
في 22 أبريل/نيسان قال الدكتور فادي حكيم، نائب مدير مكتب صحة حلب التابع لمجلس محافظة حلب الحرة المرتبط بالمعارضة، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن غارات القنابل البرميلية على حي الفردوس قتلت ما لا يقل عن 28 شخصاً في 20 أبريل/نيسان. وكتب إلى هيومن رايتس ووتش في رسالة إلكترونية: "لقد حملت أربعة شهداء على الأقل اليوم من حجرة الطوارئ في .. [المستشفى الذي كنت أعمل به] أثناء عملية فرز المرضى في أعقاب قصف حي الفردوس ببراميل التي إن تي".
وأفاد مركز توثيق الانتهاكات بمقتل 39 مدنياً في غارات جوية في 20 أبريل/نيسان على حي الفردوس، بمن فيهم 8 أطفال و3 سيدات.
كما تظهر في عدد من مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب آثار غارات 20 أبريل/نيسان.
قال مالك إن خطوط الجبهة على بعد 4 كيلومترات من الفردوس ولم تكن هناك قواعد للجماعات المسلحة غير الحكومية في محيط الهجوم.
حريتان، 12 أبريل/نيسان
قال لطفي، وهو أحد السكان المحليين، لـ هيومن رايتس ووتش إنه شهد في عصر يوم 12 أبريل/نيسان غارة بالقنابل البرميلية أدت إلى مقتل تسعة مدنيين على الأقل وبينهم ما لا يقل عن طفلين و4 سيدات. وقال: "كنت على بعد أمتار قليلة من موضع سقوط البرميل، ورأيته يسقط... حدث كل شيء بسرعة كبيرة". قال لطفي إن المنطقة المصابة سكنية وكانت عامرة بالناس.
وقد تعرف لطفي على الأشخاص المقتولين في الغارة بأسماء مالك حجازي، 45 سنة، وجنى مالك حجازي، 7 سنوات، ورويدا عزيزي، 32 سنة، وفاطمة حجازي، 10 سنوات، ومصطفى خليل سخنية، 35 سنة، ولطيفة محمد سلمو، 30 سنة، ورغداء حامد قريش، 32 سنة، وسميرة قريش، 40 سنة، وشخص آخر مجهول. وقال إن 20 آخرين أصيبوا. وبقيت سيدتان أخريان كانتا في مسرح الغارة في عداد المفقودين عند تحدث لطفي إلى هيومن رايتس ووتش في 16 أبريل/نيسان، وكان مصيرهما مجهولاً.
أشار مركز توثيق الانتهاكات إلى 10 حالات وفاة جراء الغارات الجوية على حريتان في 12 أبريل/نيسان، بمن فيهم الأشخاص الثمانية الذين أسماهم لطفي، وشخصين مجهولين. كما يبين عدد من مقاطع الفيديو المنشورة على يوتيوب آثار غارة القنابل البرميلية وجهود رفع المتوفين والمصابين المدنيين من المباني المتضررة.
قال لطفي إن حريتان تقع على بعد نحو 10 كيلومترات من خط الجبهة ولا توجد قواعد للجماعات المسلحة في البلدة.
حي الأنصاري الشرقي، 8 أبريل/نيسان
قال جمال، وهو أحد سكان الأنصاري الشرقي، لـ هيومن رايتس ووتش إنه شهد في 8 أبريل/نيسان غارتين بالقنابل البرميلية على الحي السكني المأهول، حينما سقطت القنابل على بعد نحو 200 متر من مكان تواجده. وقال إنه عرف أنها قنابل برميلية بسبب الصوت المميز الذي تصدره القنابل، ولأنه رأى القنبلة الثانية أثناء سقوطها. سقطت القنبلتان على بعد 100 إلى 150 متراً الواحدة من الأخرى، بحسب قوله. وقال: "سقطت القنبلة البرميلية الأولى على مبنى من خمسة طوابق، وكان خالياً لحسن الحظ. وسقطت القنبلة البرميلية الثانية على مبنى آخر فأصابت سيدة وابنها الذي يبلغ من العمر 14 عاماً وابنتها ذات السنة الواحدة. وكانت إصاباتهم بسبب الشظايا".
وتبين عدة مقاطع فيديو منشورة على يوتيوب آثار الغارة وجهود أفراد الدفاع المدني لإنقاذ السكان الجرحى.
قال جمال إنه لم تكن هناك أهداف عسكرية في محيط الغارة، بما في ذلك القواعد، وإن خط الجبهة على بعد كيلومتر واحد تقريباً.
حي الشعار، 4 أبريل/نيسان
قال فوزي، وهو أحد السكان المحليين، لـ هيومن رايتس ووتش إنه في نحو التاسعة والنصف من صباح 4 أبريل/نيسان، سقطت قنبلتان برميليتان على مخبز وسوق للخضر الواحدة في غضون دقائق بعد الأخرى، والثانية على مسافة أمتار من الأولى، في حي الشعار. وقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه وصل قرب الموقع بينما كانت الثانية تسقط. وقال: "وصلت وشاهدت 4 أو 5 سيارات محترقة تماماً. ورأيت أناساً مصابين داخل السيارات، لكنهم كانوا على قيد الحياة. ورأيت ما لا يقل عن 6 أو 7 رجالاً مصابين في تلك السيارات وحدها. وكان هناك العديد من المصابين الآخرين".
قال فوزي لـ هيومن رايتس ووتش إن كلا من السوق والمخبز كان مفتوحاً ونتيجة لهذا كان بهما الكثير من المدنيين. وقدر إصابة نحو 40 مدنياً، وبينهم سيدات وأطفال، في الغارة.
وقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه شاهد في ذلك اليوم جثث 33 شخصاً مقتولين. وقال: "أذكر أنني أحصيتهم حين صففنا الجثث لالتقاط صورة".
وتبين صور منشورة على موقع فيسبوك ما لا يقل عن 10 جثث لأشخاص يقول النص المصاحب إنهم قتلوا في الشعار في 4 أبريل/نيسان. كما نشرت صور أخرى لأشخاص مصابين.
وقد حدد مركز توثيق الانتهاكات هوية 16 مدنياً مقتولاً في غارات جوية على الشعار يوم 4 أبريل/نيسان.
وصف فوزي الشعار بأنه حي سكني، على بعد 4 كيلومترات من خط الجبهة، بدون أية قواعد أو ثكنات للجماعات المسلحة غير الحكومية.
حي الصاخور، 2 و4 أبريل/نيسان
تحدث اثنان من السكان لـ هيومن رايتس ووتش عن غارات بالقنابل البرميلية على حي الصاخور في صباح 2 أبريل/نيسان تسببت في قتل مدنيين. وقال أحمد، الذي كان في الحي في توقيت الهجوم، وقام بتصوير آثاره وبمساعدة السكان المصابين، قال إن مروحية ألقت بقنبلة برميلية بجوار مدرسة خالية، وبعد دقائق ألقت قنبلة ثانية على مبعدة نحو 50 متراً، على جسر للمشاة.
وتظهر في مقطع فيديو نشرته "حلب نيوز" على يوتيوب يوم 2 أبريل/نيسان آثار غارة على حي الصاخور ويتضح به جسر للمشاة وأناس ينقذون السكان المصابين في الغارة.
قال أحمد لـ هيومن رايتس ووتش إنه شاهد القنبلة الثانية وهي تسقط، وإنه عرف إن الاثنتين من القنابل البرميلية بسبب الصوت الذي تحدثه القنابل عند سقوطها، ولأنها تستغرق في السقوط وقتاً أطول من الصواريخ. كما قال سليم، وهو شاهد آخر، لـ هيومن رايتس ووتش إنه أدرك استخدام القنابل البرميلية في الهجوم بسبب صوتها ولأنه هو أيضاً شاهد القنبلة الثانية أثناء سقوطها.
شاهد أحمد سيدة وثلاثة آخرين من السكان المصابين جراء القنبلة الأولى. وقال: "كانت السيدة في الشارع بجوار المدرسة عند سقوط القنبلة". وقال إن القنبلة الثانية قتلت أيضاً ركاب ميني باص:
حين ذهبت إلى الميني باص رأيت رجلاً وقد بترت ساقه بفعل الشظايا. كان في أوائل العشرينات وكان بجوار الميني باص. كما رأيت رجلين مقتولين، وكلاهما من الركاب وفي الثلاثينات من العمر. ورأيت فتاة في نحو العاشرة وكانت مصابة وأبوها يحاول مساعدتها. كان مصاباً بدوره. وكانا أيضاً من ركاب الميني باص.
وصف سليم، الذي ذهب بدوره إلى مسرح الغارة بعد دقائق من سقوط القنبلة الثانية، وصف المشهد: "كان الميني باص مليئاً بالركاب. ذهبت إلى الميني باص وكانت كارثة. كان معظم الركاب قد قتلوا. نحو 12 قتيلاً فيما أظن. لم أر مصابين سوى طفلة وسيدة ورجلاً. كانت الطفلة في نحو الرابعة أو الخامسة. كففت عن التصوير وساعدتها. أخذناها إلى المستشفى الميداني. كانت مصابة في كل موضع من جسمها. كانت غارقة في الدماء".
وقد تم تحديد مقاطع فيديو وصور فوتوغرافية منشورة على يوتيوب وفيسبوك على أنها تظهر العربة التي أصيبت في الصاخور يوم 2 أبريل/نيسان. وفي العديد من هذه الصور يظهر سكان مصابون يجري انتشالهم من العربة، وبينهم فتاة واحدة. كما نشرت صوراً لفتاة أخرى مصابة. ويقول النص المصاحب للعديد من الصور الأخرى إنها تصور سكاناً ملفوفين أو مغطين بالأقمشة بعد مصرعهم في الغارة، وبينهم فتاة واحدة.
وأفاد مركز توثيق الانتهاكات بمقتل ستة مدنيين في غارات جوية يوم 2 أبريل/نيسان في الصاخور.
قال كل من أحمد وسليم لـ هيومن رايتس ووتش إن القنابل سقطت يوم 2 أبريل/نيسان بعيداً عن خط الجبهة، على بعد ما يقرب من كيلومتر واحد. وقال سليم لـ هيومن رايتس ووتش إنه كانت هناك نقطة تفتيش تتبع الجيش السوري الحر على بعد نحو 200 متر من مسرح الغارة.
وقال مروان، وهو أحد السكان المحليين، لـ هيومن رايتس ووتش إن قنابل برميلية سقطت أيضاً على حي الصاخور في 4 أبريل/نيسان فأصابت مسجد أبو بكر الصديق ودمرت 3 منازل. وقال إنه وصل إلى مسرح الحادث بعد دقائق من الغارة فشاهد فتاة في نحو الخامسة عشرة قتلت في الغارة، ومعها صبي في العاشرة أو الحادية عشرة، وإن نحو 5 أو 6 مدنيين آخرين ممن حوصروا مؤقتاً تحت الأنقاض قد أصيبوا بدورهم.
وتعكس مقاطع فيديو منشورة على يوتيوب تهدم مسجد ومنازل في الغارة، ما أدى إلى إصابة أطفال.
قال مروان لـ هيومن رايتس ووتش: "رأيت المروحية تحوم وكنت أنتظر لرؤية ما ستصيبه. لم أر القنبلة البرميلية تسقط لكن الدمار كان ناتجاً بوضوح عن قنبلة برميلية لأن المباني السكنية انهارت بالكامل".
وقد تعرف مركز توثيق الانتهاكات على 4 مدنيين، بينهم طفلان، قتلوا في غارات جوية يوم 4 أبريل/نيسان على الصاخور.
حي الحيدرية، 9 مارس/آذار
قال بسام، وهو ناشط إعلامي يعمل في حلب، لـ هيومن رايتس ووتش إنه شاهد مروحية تلقي بقنبلتين برميليتين بين التاسعة والعاشرة من صباح 9 مارس/آذار على حي الحيدرية. وقال إنه ذهب إلى مسرح الحادث بعد ذلك بقليل فرأى أشخاصاً بين جريح وقتيل، وبينهم علي مصطفى، وهو صحفي كندي قتل بفعل القنبلة الثانية. قال بسام إن هذه القنبلة البرميلية سقطت على الموقف الذي تتجمع فيه سيارات الأجرة والميني باص لنقل المدنيين بين مدينة حلب وريفها.
وقال فؤاد، وهو ناشط إعلامي آخر شهد الغارات يوم 9 مارس/آذار، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن القنبلة البرميلية الأولى سقطت على بعد نحو 100 متر من موضع سقوط الثانية، التي أصابت موقف الحيدرية. وقدر فؤاد مقتل ما لا يقل عن 20 شخصاً في الغارتين، بمن فيهم الصحفي وشخصين كانا من أوائل المستجيبين.
وذكر مركز توثيق الانتهاكات أسماء 12 مدنياً، بينهم طفلان، قتلوا في غارات جوية يوم 9 مارس/آذار على الحيدرية.
كما التقط نشطاء في مسرح الحادث صوراً فوتوغرافية لآثار الغارة، وبينها صور للجرحى وللقتلى.
قال بسام وفؤاد لـ هيومن رايتس ووتش إن الحي كان بعيداً عن خط الجبهة، بما لا يقل عن 3 إلى 5 كيلومترات. وقال بسام لـ هيومن رايتس ووتش إنه لم تكن هناك قواعد للجماعات المسلحة في محيط الغارات.
وكانت القوات الجوية السورية قد شنت هجمات متكررة على دوار الحيدرية، وهو تقاطع محوري على أحد الطرق الرئيسية التي تربط أجزاء حلب الخاضعة للمعارضة بريفها.
حي السكري، 7 مارس/آذار
قال شاهدان لـ هيومن رايتس ووتش إن اثنتين من القنابل البرميلية سقطتا على حي السكري في حلب يوم 7 مارس/آذار عند الظهيرة تقريباً. وقد رأى الشاهدان المروحية التي تلقي بالقنابل واستطاعا التعرف عليها كقنابل برميلية. وقال الشاهدان، اللذان زارا مسرح الغارة بعد وقوعها، إن القنبلة الأولى سقطت على بنايتين سكنيتين بشارع الوكالات، فدمرت المبنيين وأشعلت النار في السيارات. ويشار إلى مقطع فيديو منشور على يوتيوب على أنه يبين آثار هذه الغارة. قال خالد، أحد الشاهدين، إن القنبلة الثانية سقطت على بعد 150 متراً من الثانية وبعدها بدقائق، وأصابت بدورها بنايات سكنية فسوّتها بالأرض. ويبين مقطع فيديو منشور على يوتيوب الدمار الناجم عن تلك الغارة.
قال خالد: "أخبرني بعض السكان بأن عائلة محاصرة تحت الأنقاض ولم يستطيعوا إخراج أفرادها". وقال لـ هيومن رايتس ووتش إنه شاهد في موقع الغارتين عمال الدفاع المدني وهم ينقلون الجرحى والموتى إلى مستشفى ميداني. كما قال تامر، الشاهد الثاني، لـ هيومن رايتس ووتش إنه شاهد عدداً من المصابين، وبينهم سيدات وأطفال، بعد الغارتين.
وذكر مركز توثيق الانتهاكات أسماء 14 مدنياً قتلوا في السكري جراء هجمات جوية يوم 7 مارس/آذار، وبينهم 8 أطفال وسيدة. وكان خمسة من الأطفال أشقاء. وهناك رجل واحد نجا من الغارة، فقد كل أطفاله جراء الغارة.
وصف تامر السكري بأنه حي سكني به سكان مدنيون كثيرون ما زالوا يعيشون فيه نظراً لبعده عن خط الجبهة بكيلومترين. وقال الشاهدان إنه لم تكن هناك قواعد للجماعات المسلحة في الحي. قال تامر إنه يعتقد أن بعض الجماعات المسلحة استغلت بعض شقق السكري للمبيت فيها، لكنها لم تكن قريبة من الشارع الذي سقطت عليه القنابل.