Skip to main content

  الجنرال غابي أشكينازي

رئيس أركان الجيش الإسرائيلي

هكاريا

تل أبيب

الجنرال أشكينازي،

ترحب هيومن رايتس ووتش بإعلان الجيش الإسرائيلي - حسبما تناقلت وسائل الإعلام - أنه سيُصدر تعليمات جديدة بغية تحسين التحذيرات الممنوحة للمدنيين قبيل شن الهجمات. ولضمان أن تضم هذه التحذيرات المعلومات التفصيلية والدقيقة، ومنها شرح الاتجاهات التي يمكن أن يسلكها المدنيون للخروج إلى مناطق الآمان، لهو مما سيحسن كثيراً من احتمال أخذ المدنيين التحذيرات على محمل الجد؛ مما يساعد على الحفاظ على أرواح المدنيين أثناء أية نزاعات مسلحة في المستقبل.

وطبقاً لموضوع صدر في 29 يوليو/تموز 2009 في موقع الأخبار الإسرائيلي Ynet.com، فقد اتفق المسؤولون العسكريون الإسرائيليون، بعد مراجعة مسلك العمليات العسكرية في غزة في ديسمبر/كانون الأول ويناير/كانون الثاني، على أن على الجيش الإسرائيلي "أن يمنح تفاصيل دقيقة في التحذيرات الصادرة للفلسطينيين قبيل الغارات الجوية"، بما في ذلك عرض معلومات محددة عن "مواقيت الغارات التي ستُنفذ" وتحديد طرق يمكن اللجوء إليها للفرار من المنطقة. ومن المقرر أن تصبح منشورات التحذير "أكثر تفصيلاً في التوضيح للمدنيين أن حياتهم عرضة للخطر".

ويهمنا كثيراً معرفة المزيد عن هذه الإجراءات الجديدة التي يأمل الجيش الإسرائيلي في أن ينفذها، وأن نعرف التحسين الذي أدخلته على الإجراءات المطبقة حالياً. مثل هذه المعلومات مفيدة في معرفة إلى أي مدى بذل الجيش الإسرائيلي الجهد للوفاء بالتزاماته بموجب قوانين الحرب، في منح المدنيين تحذير مسبق فعال قبيل الهجمات، ما لم تسمح الظروف بذلك. ويحدونا الأمل في أن تصحح سياسة الجيش الإسرائيلي الجديدة الخاصة بالتحذيرات أوجه القصور التي وثقتها هيومن رايتس ووتش فيما يخص مئات الآلاف من التحذيرات التي ذكر الجيش الإسرائيلي أنه أصدرها لصالح مراكز تجمع المدنيين في قطاع غزة أثناء "عملية الرصاص المصبوب".

وقد انتهت بحوث هيومن رايتس ووتش إلى أن إسقاط منشورات من مقاتلات جوية إسرائيلية موجهة إلى "سكان المنطقة" من قيادة الجيش الإسرائيلي، وورد فيها "لسلامتكم نطلب منكم مغادرة المنطقة على الفور"، هي تحذيرات فضفاضة ومبهمة للغاية ولا توضح الوقت المتبقي على بدء الهجوم أو مكان وقوع الهجوم نفسه. وقابلت هيومن رايتس ووتش العديد من سكان غزة ممن قالوا إنهم تلقوا منشورات الجيش الإسرائيلي التحذيرية أثناء أعمال القتال لكن لم يتسن لهم الإخلاء لأنه تم توزيع المنشورات على نطاق منطقة واسعة للغاية، مما يعني أنهم لا يعرفون إن كان هذا الحي أو ذاك هو المقصود بالهجوم، أو ما هي المناطق الآمنة التي يمكن اللجوء إليها. كما قال سكان قطاع غزة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم تلقوا مكالمات هاتفية تحذيرية كي يغادروا منازلهم بسبب "نشاط إرهابي" في المنطقة، لكن هذه المكالمات لم تحدد لهم المسالك الآمنة التي يمكن اللجوء إليها بعد الإخلاء من أجل الخروج من المنطقة. كما قال بعض سكان غزة إنهم تلقوا التحذيرات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان كانت تصلهم عن طريق الراديو أو التلفاز، وورد فيها مطالبتهم بـ "الذهاب إلى مراكز المدن"، ثم هاجمت القوات الإسرائيلية مراكز المدن.

ولم تجر هيومن رايتس ووتش فحصاً شاملاً للهجمات الجوية والخسائر المدنية أثناء القتال الأخير. إلا أن أبحاثنا من الحرب في لبنان عام 2006 انتهت إلى أن الجيش الإسرائيلي - بعد إصداره التحذيرات للمدنيين في جنوب لبنان كي يغادروا - كان يعامل في أكثر الأحيان المنطقة التي يحذر سكانها على أنها منطقة خالية من المدنيين. وقد مكث العديد من المدنيين في جنوب لبنان طيلة فترات القتال، لكن القوات الإسرائيلية كثيراً ما لم تأخذ تواجدهم في الحسبان أثناء اتخاذ قرارات الاستهداف بالعمليات العسكرية. والنتيجة في أغلب الحالات كانت هجمات عشوائية لا تميز بين المقاتلين والمدنيين؛ مما أسفر عن عدد كبير من الخسائر في صفوف المدنيين.

وفيما يخص جهود الجيش الإسرائيلي المبذولة لتحسين نظام تحذيره المدنيين، من الأهمية ملاحظة أنه بموجب قوانين الحرب، فإن فعالية التحذير تتغير من حالة إلى أخرى حسب الظروف الخاصة بكل حالة، ويجب أن يُؤخذ في الحسبان عدد التحذيرات المسبقة وقدرة المدنيين على الفرار من المكان إلى ملاذ آمن. وفي حالات كثيرة، لم يتمكن المدنيون من المغادرة حتى مع إعطاء التحذير، على سبيل المثال بسبب التقدم في العمر أو العجز. وفي حالات أخرى، لا تُتاح للمدنيين سبل الفرار من مناطق الخطر، أو لا يكون لديهم مكان "آمن" يلجأون إليه.

كما أن القانون الدولي يحمي المدنيين الذين لا يخلون مساكنهم إثر التحذيرات. وحتى بعد إصدار تحذيرات فعالة، فعلى القوات المهاجمة ألا تفترض خلو المكان من المدنيين، وأن تبقى منتبهة لاحتمال تواجد مدنيين في المنطقة. ويظل المُهاجم مُلزماً بالتمييز بين الأهداف العسكرية والمدنية، وعليه اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لتفادي إلحاق الخسائر بأرواح وممتلكات المدنيين. وافتراض أن أي شخص يبقى في المنطقة بعد التحذيرات بالهروب هو هدف عسكري مشروع، هو خرق لقوانين الحرب. كما أنه لا يحق لأطراف القتال إجبار المدنيين على النزوح أو تهديدهم بإلحاق الأذى بهم عمداً إذا لم يلتزموا بالتحذيرات.

مجدداً، نُعرب عن دعمنا لهذه الخطوة التي تناقلت التقارير أن الجيش الإسرائيلي سيخطوها على مسار تحسين إجراءات التحذير الخاصة به، ونتطلع قدماً لمعرفة المزيد عن هذا الأمر منكم.

مع بالغ الاحترام والتقدير،

سارة ليا ويتسن

المديرة التنفيذية

قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا

هيومن رايتس ووتش

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة