Skip to main content
تبرعوا الآن

إيران: حرمان نشطاء محتجزين من الرعاية الطبية

تهديد صحة السجناء جراء عقاب المعارضة

مشهد خارجي لسجن إيفين. © Wikipedia

(بيروت) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن حالات عديدة مؤخرا تؤكد استمرار سياسة إيران طويلة الأمد المتمثلة في استخدام حرمان السجناء السياسيين من الرعاية الطبية لإسكات المعارضة. يؤدي ذلك إلى تفاقم الظروف الصحية للمحتجزين الذين كان يجب ألا يُسجنوا أساسا، ويسبّب معاناة لا داع لها، ويتسبب في وفيات كان يمكن تلافيها.

أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات مع مصدرَيْن مطّلعَيْن حول غياب الرعاية الطبية في سجن إيفين حيث يُحتجز الآلاف، منهم نشطاء بارزون عدة ومواطنون مزدوجو الجنسية مسجونون ظلما. وثّقت منظمات حقوقية لسنوات قيام السلطات الإيرانية بشكل ممنهج بتقييد الرعاية الصحية للمحتجزين. يستخدم مسؤولو السجن هذه القيود سلاحا دون الخضوع للمساءلة. انتهجت السلطات الإيرانية عدم التحقيق في حالات الإهمال الطبي أو محاسبة المسؤولين عنها.

قالت ناهيد نقشبندي، باحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: "تعرض العديد من هؤلاء السجناء لمحاكمات جائرة، في حين كان يجب ألا يكونوا خلف القضبان أساسا. لكن لم يُسجنوا فحسب، بل يواجهون أيضا الحرمان من الرعاية الطبية، ما ينتهك حقهم في الصحة ويعرض حياتهم لخطر جسيم".

راحله راحمي بور (72 عاما)، وهي ناشطة حقوقية مدنية ومحتجزة في سجن إيفين، لديها وضع صحي خطير، يشمل ورما في الدماغ، لكنها حُرمت مرارا من تلقي الرعاية الطبية المتخصصة. ورغم تدهور حالتها، عندما نُقلت إلى مستوصف السجن في 24 نوفمبر/تشرين الأول، أعيدت على عجل إلى جناحها بدون تلقي العلاج المناسب. وفي أغسطس/آب، كشف التصوير بالرنين المغناطيسي عن نمو ورم في الدماغ وتكوّن ورم جديد، ما أدى إلى تورم الجمجمة ومضاعفات صحية أخرى.

اعتُقلت راحمي بور في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 وحكمت عليها المحكمة الثورية في طهران لاحقا بالسَّجن ست سنوات بتهمة "التواطؤ والدعاية ضد الدولة". خلال سجنها، تعرضت لنوبات قلبية متعددة تطلبت علاجا طارئا، شمل قسطرة الشرايين، حسبما أفادت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" (هرانا). في سبتمبر/أيلول، رفضت النيابة العامة إحالتها إلى لجنة طبية، وهو ما كان سيسمح بالبدء في تلقي العلاج الطبي المطلوب.

قضت زينب جلاليان، وهي سجينة سياسية كردية حُكم عليها بالسجن المؤبد، 17 عاما في سجون مختلفة في جميع أنحاء إيران وهي الآن في سجن يزد المركزي. أفادت "شبكة حقوق الإنسان في كردستان" أن لديها آلاما متفاقمة في خاصرتها اليمنى منذ يونيو/حزيران، لكنها حُرمت من الرعاية، رغم تأكيدها على حقها القانوني كسجينة في تلقي هذه العناية. في 26 سبتمبر/أيلول، نُقلت تحت قيود ثقيلة وهي مكبلة بالأصفاد في يديها وكاحليها، إلى مستشفى فرُخي في يزد لإجراء فحص بالأشعة المقطعية. رغم احتجاجاتها، أجبرها حراس السجن وموظفو المستشفى على الخضوع للفحص وهي مقيدة.

اعتقلت السلطات الإيرانية جلاليان في مارس/آذار 2008 بسبب أنشطتها الاجتماعية والسياسية كعضوة في "حزب الحياة الحرة الكردستاني" (بيجاك). وفي عام 2009، حكم قاضي محكمة الثورة في محاكمة موجزة بدون إبلاغ محاميها على جلاليان بالإعدام بتهمة "المحاربة"، أو العداء لله. وفي ديسمبر/كانون الأول 2011، عُدّل حكم الإعدام للسجن مدى الحياة.

خلال سجنها، مرّت جلاليان بمشاكل طبية عدة، مثل ضعف البصر، والتهاب الأسنان، ومشاكل الكلى والجهاز الهضمي، والإصابة بفيروس "كورونا". ورغم حاجتها إلى العلاج الطبي، بما يشمل خدمات لا تتوفر في السجن، فرض مسؤولو السجن قيودا شديدة على نقلها إلى المستشفيات واستخدموا ذلك للضغط عليها للاعتراف بتهم أخرى. ورغم نقلها أحيانا إلى المستشفيات، كانت السلطات تعيدها دائما إلى الاحتجاز، في حالات شملت معارضة توصيات طبيبها باستمرار بقائها في المستشفى.

وريشه مرادي، وهي ناشطة سياسية كردية محتجزة في سجن إيفين، حرمت من الرعاية الطبية والزيارات العائلية منذ اعتقالها في مدينة سنندج بمحافظة كردستان في أغسطس/آب 2023، بحسب شبكة حقوق الإنسان في كردستان. وفي 10 أكتوبر/تشرين الأول، أضربت عن الطعام 20 يوما احتجاجا على أحكام الإعدام الصادرة بحق سجينتين أخريين، فعانت فقدانا كبيرا في الوزن وآثارا صحية خطيرة.

أفادت "بي بي سي فارسي" أنه كان من المقرر نقل مرادي إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية في 12 نوفمبر/تشرين الثاني على نفقة أسرتها. ولكن في 10 نوفمبر/تشرين الثاني حكمت المحكمة الثورية الإيرانية في طهران على مرادي بالإعدام بتهمة "التمرد المسلح ضد الدولة". ولم تسمح السلطات لمرادي بالدفاع عن نفسها ولم يسمح القاضي الذي ترأس الجلسة لمحاميها بتقديم دفاعها. وبعد صدور الحكم عليها، ألغي على نحو مفاجئ نقلها إلى المستشفى لإجراء فحوصات طبية.

مطّلب أحمديان، وهو سجين سياسي كردي يقضي عامه الـ 15 في سجن إيفين، لديه ظروف صحية خطيرة قد تؤدي إلى الوفاة. أفادت شبكة حقوق الإنسان في كردستان أن أمراض أحمديان التي لم تعالج أدت إلى تورم شديد في البطن، ما ضغط على رئتيه ومعدته. واعترف الطاقم الطبي في السجن بعدم قدرتهم على علاجه، ولكن رُفض طلبهم نقله إلى المستشفى. اعتقلت قوات الأمن أحمديان في 5 أكتوبر/تشرين الأول 2010. وحُبس انفراديا 230 يوما تعرض خلالها لتعذيب شديد.

في 4 ديسمبر/كانون الأول، أُبلغت عائلة مهْوَش ثابت، وهي شاعرة بهائية عمرها 73 عاما في سجن إيفين، بأنها ستخضع لجراحة القلب المفتوح في الأيام المقبلة، بحسب وكالة هرانا. وبعد تأخير طويل في تلقي الرعاية الطبية، نُقلت إلى المستشفى في 30 نوفمبر/تشرين الثاني للخضوع لتصوير للأوعية الدموية وتقييم الحاجة إلى الجراحة.

حكمت المحكمة الثورية في طهران في ديسمبر/كانون الأول 2022 على ثابت، العضوة السابقة في قيادة الطائفة البهائية في إيران المعروفة باسم "ياران إيران"، بالسَّجن 10 سنوات بتهمة "تشكيل وإدارة مجموعة أو تجمع لزعزعة الأمن القومي". وجدت هيومن رايتس ووتش أن القمع المنهجي الذي مارسته السلطات الإيرانية على مدى عقود من الزمن بحق البهائيين لمجرد انتمائهم إلى جماعة دينية يرقى إلى الجريمة ضد الإنسانية المتمثلة في الاضطهاد.

بموجب "قواعد الأمم المتحدة الدنيا النموذجية لمعاملة السجناء"، يجب نقل السجناء المرضى الذين يحتاجون إلى علاج متخصص إلى مؤسسات متخصصة أو مستشفيات مدنية.

قالت نقشبندي: "على السلطات الإيرانية أن تضمن فورا تلقي جميع السجناء المحتاجين إلى رعاية طبية العلاج الذي يستحقونه. ينتهك حرمان السجناء من الرعاية الطبية حقهم الإنساني في الصحة ويهدد حياتهم".

Correction

This news release was adjusted to reflect the correct spelling of Raheleh Rahemi-Pour's and Mahvash Sabet's names. 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة