Skip to main content

"كأس العالم" الأولى في العالم العربي تلطخها الانتهاكات ضد العمال الوافدين

كثيرون ممن جعلوا الحدث ممكنا ظلوا دون تعويض إلى حد كبير

عمال بناء في الدوحة، قطر، 16 نوفمبر/تشرين الثاني 2022.  © 2022 ddp images via AP Photo

كأردنية، أردتُ أن أفتخر بأن دولة عربية وذات أغلبية مسلمة تستضيف "كأس العالم 2022". لهذا الحدث التاريخي أهمية كبيرة للجماهير في جميع أنحاء الجنوب العالمي. إلا أن أن البطولة أثارت تدقيقا عالميا غير مسبوق، لا سيما بسبب معاملة العمال الوافدين، ومجتمع الميم، والنساء.

ردا على ذلك، اتَهمتْ قطر منتقديها بالعنصرية، بينما ألقى رئيس "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (الفيفا) جياني إنفانتينو خطابا هجوميا لاذعا لتشتيت الانتباه العالمي. لا شك أنه كان هناك تصوير عنصري لقطر والعرب والمسلمين في وسائل الإعلام ويجب انتقاده. إلا أنه من الهام أن ندرك أن إرث أول كأس العالم في منطقتنا مبني على نظام عرقي لإدارة العمل ويتيح انتهاكات واسعة ضد العمال الوافدين، الذين ساعدوا في بناء وإنجاز الحدث الضخم والذين جرى استغلالهم دون عقاب لمستغليهم أو تعويض لهم.

على مدى السنوات العديدة الماضية، عملت بالبحث والمناصرة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان في قطر ومنطقة الخليج الأوسع. عندما أرى مجتمعي يتجاهل الانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها العمال الوافدون، بمن فيهم من الشرق الأوسط، لجعل كأس العالم ممكنا، لا يسعني إلا أن أتذكر أصوات ووجوه كثير من العمال الذين أخبروني عن أحلامهم التي دمرت، وعن استغلال عملهم، وأشعر بالعار بدل الفخر.

بدل تجاهل النقد العالمي لسجل قطر الحقوقي باعتباره مجرد هجمات ذات دوافع عنصرية، علينا أن نفكر بكيفية معاملة العمال الوافدين في جميع أنحاء منطقتنا. سلّط كأس العالم الضوء على نظام الكفالة المنتهِك، الذي يمنح أصحاب العمل سيطرة مفرطة على العمال الوافدين، ما يسمح لهم باستغلالهم وإساءة معاملتهم مع الإفلات من العقاب. أجرت قطر إصلاحات مهمة على نظام الكفالة في السنوات الأخيرة، لكن هذه الإصلاحات ببساطة لم تكن كافية للتصدي للانتهاكات المتفشية.

إلى أن يحصل الرجال والنساء الذين غادروا ديارهم للعمل في قطر وجلبوا هذه البطولة المحبوبة عالميا إلى منطقتنا على تعويض عادل عن الانتهاكات التي تعرضوا لها، وإلى أن تُفكك أنظمة الكفالة التي تؤدي إلى سوء المعاملة والاستغلال، يجب ألا نترك قطر تتفادى مسؤوليتها لمجرد أنها أول دولة عربية وذات أغلبية مسلمة تستضيف كأس العالم.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة