في "مؤتمر القمة العالمي للابتكار في الرعاية الصحية" في الدوحة في 7 أكتوبر/تشرين الأول، صرّح جياني إنفانتينو، رئيس "الاتحاد الدولي لكرة القدم" (’الفيفا‘)، مرارا أن "كأس العالم 2002" للرجال في قطر سيكون "أفضل بطولة على الإطلاق".
أشاد بالملاعب "المتطورة"، ونظام النقل الذي "يعمل بشكل مثالي" وأماكن الإقامة "الرائعة". بذلك، أقر إنفانتينو عن وجه حق أن تنظيم كأس العالم لا يتعلق فقط بالملاعب في قطر، لكن أيضا بالبنية التحتية المحيطة. لكنه لم يقل شيئا عن الانتهاكات التي واجهها العديد من العمال الوافدين أثناء بناء كل ذلك. الأسوأ من ذلك أنه مع اقتراب موعد انطلاق البطولة بعد أقل من 50 يوما، لم يلتزم إنفانتينو والفيفا بعد بمعالجة الانتهاكات التي يواجهها العمال الوافدون الذين جعلوا البطولة ممكنة.
كان موضوع المؤتمر هو "نحو مستقبل مفعم بالحياة". لكن طوال الـ 12 عاما الماضية، ضحّى عشرات الآلاف من العمال على الأقل بصحتهم وهم يكدحون في الحرارة الشديدة في قطر، أو عانوا من مشاكل جسدية أو نفسية بسبب سرقة الأجور وغيرها من الانتهاكات، أو ماتوا بطريقة غير مبررة، أو كان من الممكن تفاديها، أو لم يُحقّق فيها. لا يمكن أن يتعافوا هم وعائلاتهم دون معالجة الانتهاكات التي تعرّضوا لها، بما في ذلك من خلال تقديم التعويض المالي لهم. جاءت الإصلاحات التي أدخلتها السلطات القطرية في السنوات الأخيرة متأخرة جدا بالنسبة للكثيرين منهم لمنع هذه الأضرار أو معالجتها بشكل مناسب.
مع ذلك، يُغفل إنفانتينو علنا واقع العمال الوافدين. في مايو/أيار، أهان العمال بقوله: "عندما تمنح شخصا ما عملا، فأنت تمنحه الكرامة والفخر، حتى لو كانت الظروف صعبة". لا كرامة في عمل حافل بالأجور المسروقة ويكون فيه لأصحاب العمل المسيئين سلطة مطلقة على العمال.
من خلال عدم الالتزام علنا بمعالجة الانتهاكات السابقة، لا تلتزم الفيفا بقوانينها ومسؤولياتها بموجب "مبادئ الأمم المتحدة التوجيهية بشأن الأعمال التجارية وحقوق الإنسان". يتجاهل إنفانتينو أيضا الدعوة المتزايدة للتعويض من مختلف الجهات المعنية التي تُعتبر الفيفا مسؤولة أمامهم، مثل المشجعين، والرعاة، واتحادات كرة القدم، والرياضيين، الذين لا يريدون أن يكون لهم صلة بالانتهاكات التي لطخت اللعبة.
يواصل إنفانتينو تسليط الضوء على الوضع الذي جاء بتكلفة بشرية عالية. صرّح مبتهجا: "تعتبر الفيفا منذ إنشائها في 1904 مزودا رسميا للسعادة". بالنسبة لبعض الأشخاص الأكثر تهميشا الذين تضرروا لجعل البطولة ممكنة، فإن هذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. تحتاج الفيفا إلى تغيير مسارها واتخاذ إجراءات تصحيحية لمعالجة الانتهاكات، وإلا فلن يكون هناك الكثير للاحتفال به في هذه البطولة.