(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش'' اليوم إن ناشطا بيئيا إيرانيا يحمل الجنسيتين الأمريكية والبريطانية، كان قد أُدين في إيران بتهم زائفة تتعلق بالأمن القومي، أنهى إضرابه عن الطعام الذي استمر أسبوعا. بدأ مراد طهباز إضرابا عن الطعام بعد انتهاء الإفراج المؤقت عنه فجأة قبل حلول العام الإيراني الجديد. على السلطات الإيرانية أن تطلق سراحه فورا دون قيد أو شرط، وسراح نشطاء حماية البيئة الآخرين المسجونين معه ظلما.
في 16 مارس/آذار 2022، أفرجت السلطات الإيرانية عن طهباز وسمحت له بالذهاب إلى منزل عائلته في طهران. لكنها احتجزته فجأة مرة أخرى بعد يومين، رغم اتفاق واضح بين السلطات الإيرانية والبريطانية لضمان مغادرته، ما دفعه إلى الإضراب عن الطعام.
قالت تارا سبهري فر، باحثة أولى في الشؤون الإيرانية في هيومن رايتس ووتش: "من المشين أن يواصل المسؤولون الإيرانيون استخدام المواطنين مزدوجي الجنسية والأجانب المحتجزين في إيران كورقة مساومة. الخيبة الأكبر أن السلطات البريطانية لم تفعل ما يكفي لضمان التزام إيران بالشروط التي وافقت عليها للإفراج عن طهباز".
احتجزت هيئة الاستخبارات التابعة لـ"الحرس الثوري الإسلامي" الإيراني طهباز وزملائه في "مؤسسة إرث الحياة البرية الفارسية" التي تُعنى بالحفاظ على البيئة في إيران منذ يناير/كانون الثاني 2018، متهمة إياهم باستخدام مشروع بيئي كغطاء للتجسس. على مدى السنوات الأربع الماضية، عذّبت السلطات المحتجزين وارتكبت انتهاكات جسيمة أخرى بحقهم في الإجراءات القانونية الواجبة والمحاكمة العادلة، بينما لم تقدم أي دليل يدعم المزاعم الزائفة ضدهم.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2019، حكمت محكمة ثورية إيرانية في طهران على طهباز وزملائه بالسجن بين أربع وعشر سنوات بتهم تشمل "التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية المُعادية". في فبراير/شباط 2020، أيدت محكمة الاستئناف الحكم بالسجن عشر سنوات على طهباز، إضافة إلى دفع مبلغ 680 ألف دولار أمريكي، رغم أن محكمة البداية برّأته من تهمة "الدخل غير المشروع".
في 16 مارس/آذار، أفرجت السلطات الإيرانية عن المواطن الإيراني البريطاني أنوشه عاشوري، وسمحت له بمغادرة البلاد مع نازنين زاغري راتكليف، وهي عاملة اجتماعية إيرانية-بريطانية احتُجزت في إيران لأكثر من خمس سنوات. جاء الإفراج عنهما بعد أن سددت الحكومة البريطانية دينا بقيمة 400 مليون جنيه إسترليني من صفقة أسلحة فاشلة قبل 40 عاما. في ذلك اليوم، غرّدت ليز تراس، وزيرة الخارجية البريطانية، قائلة: "يمكنني أن أؤكد عودة نازنين زاغري راتكليف وأنوشه عاشوري إلى المملكة المتحدة اليوم، وتم إطلاق سراح مراد طهباز من السجن مؤقتا. سيتم لم شملهما مع عائلاتهم في وقت لاحق اليوم".
قال مصدر مطلع لـ هيومن رايتس ووتش إنه في 16 مارس/آذار، نقلت السلطات طهباز إلى منزله، برفقة عدد من عملاء الحكومة، الذين مكثوا في منزله 48 ساعة، ثم اقتادوه مجددا إلى مكان غير معروف. في 21 مارس/آذار، قال متحدث باسم وزارة الخارجية وشؤون الكمنويلث والتنمية البريطانية إن طهباز نُقل إلى غرفة في فندق في طهران. قال المصدر المطلع إنه بعد أن رفضت عائلة طهباز مقابلته في الفندق خوفا من أن تستغل السلطات الإيرانية الموقف للترويج لنفسها، أعادت السلطات طهباز إلى السجن.
يعاني طهباز من السرطان وأصيب بفيروس "كورونا" مرتين أثناء احتجازه، لكنه لم يتلق رعاية طبية كافية.
في 10 فبراير/شباط 2018، أفاد أفراد عائلة كافوس سيد إمامي، وهو أستاذ جامعي إيراني-كندي اعتُقل مع طهباز وأعضاء آخرين من المؤسسة، بأن سيد إمامي توفي أثناء الاحتجاز في ظروف مريبة. زعمت السلطات الإيرانية أنه مات منتحرا، لكنها لم تجر تحقيقا محايدا في وفاته. كما منعت السلطات زوجته من السفر حتى أكتوبر/تشرين الأول 2019.
في مناسبات عدة، أشار كبار المسؤولين في الحكومة الإيرانية إلى أنهم لم يجدوا أي دليل يشير إلى أن النشطاء المحتجزين جواسيس. في 22 مايو/أيار 2018، أفادت "وكالة أنباء الطلبة الإيرانية" أن عيسى كلانتاري، الرئيس السابق لـ"منظمة حماية البيئة" الإيرانية، قال خلال كلمة ألقاها في مؤتمر للتنوع البيولوجي إن الحكومة شكلت لجنة تتألف من وزراء المخابرات والداخلية والعدل ونائب الرئيس للشؤون القانونية، وأنهم خلصوا إلى عدم وجود دليل يشير إلى أن المعتقلين كانوا جواسيس.
قالت سبهري فر: "على الحكومات التي تتعامل مع السلطات الإيرانية الضغط عليها للإفراج عن النشطاء المحتجزين ظلما".