يتعيّن على نجوم الموسيقى العالميين الذي من المفترض أنهم سيقدمون عروضا ضمن مهرجان "مدل بيست ساوندستورم" القادم في السعودية إما التحدث عن حقوق الإنسان أو عدم المشاركة. يتعين أيضا على من سيقدمون عروضهم في الحدث الذي ترعاه الحكومة السعودية، وكذلك المؤثرون (الإنفلوينسرز) الذين يروّجون له، النأي بأنفسهم عن محاولات البلاد تلميع سجلها الحقوقي المروع.
في إطار "رؤية 2030" للحكومة السعودية، دعا " مدل بيست "، الذي يستضيف النسخة الثالثة من مهرجان الموسيقى الراقصة الرائد بين 16 و19 ديسمبر/كانون الأول، أكثر من 200 من أفضل منسقي الأغاني (دي جي) وفناني الأداء من جميع أنحاء العالم لتقديم عروض، بما في ذلك ديفيد غيتا وأليسو ودي جي سنايك.
استعان "مدل بيست" منذ إطلاقه في 2019 بالإنفلوينسرز والمشاهير في صناعة الموسيقى لتلميع صورة البلاد. بحسب تقارير، عُرض على عشرات المشاهير والموسيقيين وشخصيات وسائل التواصل الاجتماعي قبيل مهرجان 2019 مبالغ تقدر بمئات الآلاف كي يتحدثوا عن تجربتهم في المهرجان عبر الإنترنت مع توجيهات خاصة بوسائل التواصل الاجتماعي من شركات العلاقات العامة التي ترعاها الدولة. رفض بعض المشاهير، مثل إميلي راتاجكوفسكي، هذه الفرصة، مشيرين إلى مخاوف حقوقية. تبدو استراتيجية الترويج للمهرجان لهذا العام مشابهة.
بينما يضاعف "صندوق الاستثمارات العامة" السعودي، الذي يرأسه ولي العهد المسيء محمد بن سلمان، هذه الجهود لتنظيم فعاليات أكبر وأفضل في البلاد، كثفت الحكومة من قمعها للمعارضة السلمية. ما يزال عشرات النشطاء والحقوقيين السعوديين مسجونين ظلما، وتعرّض بعضهم لتعذيب مروّع. لا ترقى الإصلاحات الاجتماعية الأخيرة، رغم أهميتها، إلى مستوى امتثال السعودية للمعايير الدولية الحقوقية أو أنها تقدم حريات سطحية فقط.
ينبغي للفنانين والمروجين في مهرجان مدل بيست ساوندستورم استخدام الميكروفونات والمسارح والمقابلات للتحدث علنا عن الانتهاكات الحقوقية في السعودية أو رفض المشاركة في أحد المخططات السعودية الأخرى لتلميع صورتها.