هذا الأسبوع، أكدت فيديوهات، يبدو أنها مسربة وملتقطة من كاميرات مراقبة في سجن إيفين الإيراني في العاصمة طهران، أنماطا عديدة من سوء المعاملة وانتهاك الاجراءات القانونية الواجبة كانت المجموعات الحقوقية توثقها على مدى عقود. يبدو أن هذه المقاطع التُقِطت في عنابر تخضع لمراقبة هيئة السجون الإيرانية وتُظهر بعض الحراس يضربون أو يسيئون معاملة السجناء بطرق أخرى، بالإضافة إلى عدة حوادث اعتداء سجناء على زملائهم وسجناء آخرين يؤذون أنفسهم بدون أي تدخل من مسؤولي السجن على ما يبدو.
طوال عقدين تقريبا، منعت السلطات المراقبين المستقلين من زيارة السجون الإيرانية. رفضت التحقيق الجدي في الانتهاكات المزعومة وحاكمت السجناء الذين أبلغوا عن تعرضهم للتعذيب. رغم هذه القيود، تستمر المجموعات الحقوقية والناشطون المسجنون لنشاطهم السلمي بالإبلاغ عن انتهاكات ممنهجة للإجراءات الواجبة والتعرض للتعذيب في السجون الإيرانية.
في 24 أغسطس/آب، اعتذر رئيس هيئة السجون الإيرانية محمد مهدي حج حسيني بعد مواجهته بأدلة موثوقة، ووعد بالتحقيق في الانتهاكات ومنع المزيد من التجاوزات. لكن يصعب تصديقه. في السنوات الثلاث الماضية فقط، توفي خمسة سجناء على الأقل في ظروف مريبة، ولم تجرِ السلطات أي تحقيق شفاف أو تحاسب أحدا. في قضيتين على الأقل، اتهمت السلطات أشخاصا بلّغوا عن التعذيب أو سوء المعاملة في السجن.
تقدم الفيديوهات هذه لمحة عما يحدث خلف القضبان في إيران، لكنها على الأرجح ليست سوى جزء صغير من الحقيقة. فهي لا تشمل لقطات من عنابر سجنين تسيطر عليهما الأجهزة الاستخبارية الإيرانية العنيفة، حيث غالبا ما يتعرض السجناء السياسيون لإساءة معاملة خطيرة، منها الحبس الإنفرادي المطول وتعصيب العينين. وفق إفادات سجناء، في سجن إيفين، حيث يُحتجز معظم الموقوفين البارزين، ثمة معايير عالية من النظافة والرعاية الصحية مقارنة مع السجون الأخرى، لاسيما تلك البعيدة عن العاصمة.
لو كانت السلطات صادقة قليلا بوعودها الفارغة عادة، لكانت أسقطت كافة التهم الموجهة إلى السجناء لإبلاغهم عن الانتهاكات. عليها دعوة السجناء الذين تعرضوا لإساءة المعاملة إلى تقديم شكوى والسماح للجنة محايدة من محامين حقوقيين محترمين على أرض الواقع بالتحقيق في معاملة السجناء عبر السماح لهم بزيارة سجن إيفين ومراجعة الفيديوهات كاملة.