Skip to main content
تبرعوا الآن
Domestic worker leaders chant “Up up domestic workers, down down with slavery” after the ILO vote to adopt the Domestic Workers Convention, June 16, 2011

الاحتفال بـ 10 سنوات من الحقوق العالمية للعاملات المنزليات

كيف تمكّنت قوى عاملة استُخف بها وحلفاؤها من تأمين حماية عمالية واسعة

قادة العاملات المنزليات يُنشدن "تحيا العاملات المنزليات وتسقط العبودية!" بعد تصويت منظمة العمل الدولية على اعتماد الاتفاقية بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين، في 16 يونيو/حزيران 2011. © 2011 جينيفر ناتالي فيش

قبل عشر سنوات، في 16 يونيو/حزيران 2011، اعتُمدت معاهدة دولية تاريخية للمساعدة في حماية العاملات المنزليات في جميع أنحاء العالم. "الاتفاقية 189 الخاصة بالعمل اللائق للعمال المنزليين" التي اعتمدتها "منظمة العمل الدولية" غيّرت بشكل جذري كيفية تقدير العمال المنزليين – ومعظمهم نساء وفتيات – وتقدير عملهم داخل المنزل والاعتراف بهم وحمايتهم. تحدثت بيرغيت شفارتز إلى نيشا فاريا، مديرة المناصرة في قسم حقوق المرأة في "هيومن رايتس ووتش"، حول تكريسها جزءا كبيرا من حياتها المهنية للعمل في مجال حقوق العاملات المنزليات، وكيف وصلت الحكومات والنقابات وأصحاب العمل إلى اتفاق على معايير عالمية لحقوق العمال لقوى عاملة غير مرئية في الغالب، وما الذي نحتفل به اليوم.

لماذا نحتاج معاهدة عالمية لحماية العاملات المنزليات؟

واحدة من كل 25 عاملة حول العالم هي عاملة منزلية. مع ذلك، في الوقت الذي كنا نتفاوض فيه على الاتفاقية، كان 10% فقط من العاملات المنزليات في جميع أنحاء العالم يتمتعن بنفس الحماية القانونية التي يتمتع بها العمال الآخرون. لم يكن لدى معظمهن أنظمة حد أدنى للأجور أو تنظيم لساعات العمل. لم يفكر أحد بسلامتهن وصحتهن المهنية. كن متواريات في منازل خاصة، وكن في الغالب غير مرئيات وتحت رحمة أصحاب عملهن كليا، ونتيجة لذلك، غالبا ما كن يتعرضن للاستغلال وسوء المعاملة.

لقد كانت مشكلة عالمية تتعلق بعشرات الملايين من النساء والفتيات اللواتي يعملن مربيات أو مدبرات منازل أو مقدمات رعاية، وعلى هذا النحو تطلّب الوضع معايير دولية من شأنها أن تضمن الاعتراف بهؤلاء النساء والفتيات وحمايتهن كعاملات.

عاملات منزليات يحتفلن بإقرار اتفاقية منظمة العمل الدولية بشأن العمل اللائق للعمال المنزليين، في جنيف، سويسرا، يونيو/حزيران 2011.  © 2011 جينيفر ناتالي فيش

ما الذي دفعك إلى التحقيق في محنة العاملات المنزليات؟

الانخراط مع منظمة محلية من العاملات البنغلادشيات المهاجرات في نيويورك فتح عيني على الواقع. علمت أن العاملات المنزليات استُبعِدن من الحماية ضد التحرش الجنسي. كان الكثير منهن يعملن من طلوع الفجر حتى وقت متأخر من الليل، دون أيام عطلة، ويتقاضَين رواتب أقل بكثير من الحد الأدنى للأجور. مع ذلك، وعلى عكس قصص الاتجار بالبشر، لم تكن محنة هؤلاء النساء اللواتي يعملن لساعات بلا هوادة داخل المنزل، ويتولَيْن رعاية الأطفال، وتنظيف المنازل، والطهي، تتصدر عناوين الصحف.

انتهى بي المطاف في العمل في مجال حقوق العاملات المنزليات لأكثر من 20 سنة ، بما في ذلك المفاوضات بشأن "اتفاقية منظمة العمل الدولية رقم 189 بشأن العمل اللائق للعاملين المنزليين" في 2010 و2011. أجريت إلى جانب العديد من زملائي في هيومن رايتس ووتش، تحقيقات في أكثر من 15 دولة، ووجدنا ظروف متشابهة جدا من السعودية إلى سنغافورة، والمملكة المتحدة إلى المغرب، للعاملات المنزليات اللواتي يعملن على مدار الساعة مقابل أجر ضئيل أو دون أجر، وغالبا ما يعشن ظروف رهيبة، ويكُنّ عرضة بشدة لخطر الإساءات اللفظية والجسدية، والاعتداء الجنسي.

ما كانت أسوأ الانتهاكات التي وثقتها؟

في لبنان، كشفنا عن عدد مروّع من العاملات المنزليات اللواتي فقدن حياتهن، وكن يلقين حتفهن بمعدل يزيد عن واحدة في الأسبوع – بما في ذلك عن طريق القفز من الشرفات للفرار. في سنغافورة، وجدنا أن نحو 150 عاملة منزلية سقطن وتوفين، العديد منهن بعد أن طُلب منهن تنظيف النوافذ خارج المباني الشاهقة. صادفنا عاملات منازل مهاجرات احتُجزن من قبل أصحاب عملهن ولم يُسمح لهن بالعودة إلى ديارهن. كانت هناك نساء مصابات بحروق في جميع أنحاء أجسادهن، نتيجة قيام أصحاب العمل بإلقاء الماء المغلي عليهن في نوبة من الغضب. كان هناك عاملة منزلية دُقت مسامير في جسدها.

بعض هذه الحالات ظهرت في الأخبار وساعدتنا في تسليط الضوء على محنة العاملات المنزليات. لكن أسوأ حالات الإساءة هذه لا ينبغي أن تلقي بظلالها على الانتهاكات اليومية المستمرة، والاستغلال، والعزلة التي تعاني منها العديد من العاملات المنزليات.

ما الذي تغيّر بالنسبة للعاملات المنزليات منذ اعتماد المعاهدة؟

ما كان من المثير أن نشهده هو الحشد المتزايد، والقوة، والوصول إلى حركة العاملات المنزليات. قبل سنوات، كانت هناك مناطق بأكملها لم تكن فيها منظمات للعاملات المنزليات على الإطلاق. اليوم، يضم "الاتحاد الدولي للعمال المنزليين" أكثر من نصف مليون عضو حول العالم.

إحدى التغييرات التي بدأنا نراها أن السلطات أصبحت تُحقق في حالات الانتهاكات، الأمر الذي كان نادرا ما يحدث عندما كنت أقوم بأبحاثي.

حتى الآن، صادقت 32 دولة على الاتفاقية، وأجرت عشرات الدول تعديلات قانونية لتحسين حقوق وتدابير حماية العاملات المنزليات. في الأرجنتين، مثلا، يحق للعاملات المنزليات الآن التمتع بنفس الحقوق التي يتمتع بها جميع الموظفين الآخرين، بما في ذلك أيام الإجازة مدفوعة الأجر، والإجازة المرضية، وحماية الأمومة. الحكومات مُلزمة بمعالجة الحد الأدنى لسن الأطفال في العمل المنزلي والتأكد من ذهابهم إلى المدرسة، حيث إن لجميع الأطفال الحق في التعليم. حسّنت دول مثل إندونيسيا وسريلانكا، التي لديها مئات الآلاف من النساء اللواتي يبحثن عن عمل كعاملات منزليات في الخارج كل عام، مراقبة وكالات التوظيف وتوفير المزيد من الخدمات للنساء. في الشرق الأوسط، حيث كانت البلدان قبل الاتفاقية تتمتع بأضعف تدابير الحماية، أصبح لدى العديد منها الآن قوانين محددة تحمي العاملات المنزليات.

التنفيذ لا يزال يمثل مشكلة في كل مكان. لكن وجود قانون قابل للتنفيذ ورؤية العاملات المنزليات ينظّمن أنفسهن، وينشرن الوعي، ويسمعن أصواتهن، يحدث فرقا حقيقيا.

سونو دونوار شوداري، الناشطة التي كانت عاملة منزلية في طفولتها، تتحدث في مظاهرة في مؤتمر العمل الدولي في جنيف، سويسرا، في يونيو/حزيران 2010.  © 2010 جينيفر ناتالي فيش

ما الذي ساهم في تحقيق هذا النجاح؟

لا يزال العمل الذي أدى إلى الاتفاقية أحد أكثر الأمثلة إلهاما على التعاون عبر الحركات التي عشتها في مسيرتي المهنية في مجال حقوق الإنسان. لكن الأمر استغرق الكثير من الجهد لرفع الوعي قبل أن يدرك النقابيون أن العمل المنزلي هو عمل حقيقي، وبالتالي هو قضية عمالية، وأن تنظر منظمات حقوق المرأة إليه على أنه قضية تتعلق بحقوق المرأة.

أعددنا مواد إعلامية تسلط الضوء على الظروف والانتهاكات التي يعاني منها الملايين من العاملات المنزليات في جميع أنحاء العالم، وأرسلنا رسائل بالنتائج والتوصيات الرئيسية إلى الحكومات قبل مفاوضات المعاهدة. أعرب الكثيرون في البداية عن معارضتهم لاتفاقية مُلزمة قانونا، بحجّة أن مراقبة العمل في المنازل الخاصة أمر غير قابل للتطبيق. لكن توثيقنا للنمط الواسع للانتهاكات وكشْفنا للثغرات المنهجية في القوانين القائمة، كان أمرا بالغ الأهمية لكسب الدعم لفكرة أن العاملات المنزليات يجب أن يتمتعن بالحق في المساواة والحماية.

كان هناك أيضا الكثير من الضغط أثناء المفاوضات من ممثلي أصحاب العمل فيما يتعلق بتنظيم مكاتب استقدام العاملات المنزليات. غالبا ما تكون هذه المكاتب متورطة بممارسات مسيئة، حيث تفرض رسوما باهظة تجعل العاملات المنزليات مدينات، وبالتالي تُجبرهن على البقاء لدى أصحاب عمل مسيئين. كانت المفاوضات صعبة. لكن لأن هيومن رايتس ووتش منظمة مستقلة، كانت في موقف فريد مكّنها من التواصل مع أصحاب العمل هؤلاء وشرح أن وجود إطار قانوني أقوى للعاملات المنزليات يصبّ في مصلحتهم.

ما هو الدور الذي لعبته العاملات المنزليات خلال المفاوضات؟

لعبت العاملات المنزليات دورا كبيرا من العملية. فقد طالبن بحقوقهن، وتحدثن عن تجاربهن الخاصة، وأظهرن قيادة عظيمة. كانت شهادتهن مهمة جدا، لأنها أعطت وجها للقضايا المطروحة وسلطت الضوء على ما تعنيه الحماية القانونية لحياتهن اليومية. منذ ذلك الحين، أصبحت الطريقة التي قادت وشاركت فيها العاملات المنزليات في العملية نموذجا يحتذى به للحركات العمالية الأخرى.

كيف تحتفلين بالذكرى السنوية العاشرة للمعاهدة؟

قمنا مع شركائنا الاتحاد الدولي للعمال المنزليين، و"الاتحاد الدولي لنقابات العمال" و"منظمة المرأة في العمالة غير الرسمية: العولمة والتنظيم"، بتجميع مقطع فيديو للذكرى السنوية يبرز أصوات العاملات المنزليات في كل منطقة في العالم ويتحدثن فيه عن وقت المفاوضات وما أُنجِز منذ ذلك الحين. يُعَدّ الفيديو تذكيرا بأنه رغم أن الانتهاكات قد تبدو متجذرة ومتفشية، إلا أن التغيير ممكن، والحركات مهمة.

لكن للمضي قدما، يظل دعم العاملات المنزليات ومنظمتهن أمرا بالغ الأهمية. يتعين على المزيد من البلدان المصادقة على الاتفاقية 189 وإنفاذها. ينبغي لأصحاب العمل أن يصبحوا أكثر وعيا بمسؤولياتهم. وعلينا أن نغيّر المواقف لضمان الاعتراف بأن العمل المنزلي عمل قيّم ومهم.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.