خلال النسخة الأولى من مهرجان "هاي أبو ظبي" الأدبي التي جرت مؤخرا، استخدمت الروائية المصرية البارزة أهداف سويف منبرها بشجاعة لتسليط الضوء على محنة أحمد منصور، أحد النشطاء الإماراتيين العديدين القابعين ظُلما في سجون الإمارات العربية المتحدة لمجرد التعبير عن آرائهم. كلمات سويف اكتسبت أهمية أكبر كون استضافة الفعاليات الثقافية ورعايتها هي تحديدا الطريقة التي تستخدمها الإمارات لتلميع سجلها الحقوقي الرهيب.
"من المهم جدا ألا تُستَغَل الفعاليات الثقافية للتعتيم على أوجه الظلم التي انتهت بهم إلى السجن، بل أن تُستخدم لتسليط الضوء على قضاياهم... أتحدث تحديدا عن رجل هو نفسه شاعر ومهندس معماري وناشط حقوقي محترم للغاية، وهو أحمد منصور".
الإدلاء بمثل هذا التصريح الجريء لا يأتي دون مخاطرة، خاصة بالنسبة إلى روائية مصرية يشتهر بلدها باضطهاد النشطاء والمتظاهرين والمنتقدين.
خلال العقدين الماضيين، خصّصت الإمارات موارد هائلة لخلق صورة لها كدولة تقدمية ومتسامحة تحترم الحقوق. أدت سنوات من تلميع صورتها إلى إضعاف الوعي العالمي بالانتهاكات المروعة في الإمارات، وأخفت الحاجة إلى إصلاحات حقيقية.
استخدام الفعاليات الرياضية والثقافية والتكنولوجية والأكاديمية الدولية من أهم الأساليب التي تتبعها الإمارات لتلميع صورتها أملا بأن ذلك قد يُضفي بعض الاحترام على نظام قمعي لا يرحم.
استضافةُ المهرجانات الأدبية – وهي فعاليات ملتزمة في ظاهرها بتعزيز النقاش وحرية التعبير، هي أحد الأمثلة على محاولة الإمارات التعتيم على سجلها بينما يقمع حكامها في الوقت نفسه السكان الذين يناضلون لممارسة هذه القيم تحديدا.
منذ 2011، تنتهك سلطات الإمارات باستمرار حرية التعبير عبر سجن كل من يتجرأ على انتقاد الأسرة الحاكمة أو سياساتها.
من خلال تسليط الضوء على أحمد منصور وآخرين، حرصت أهداف سويف على أن يكون هذا المهرجان تحديدا منصة لحرية التعبير بحق. مهدت الطريق لمن لديهم منصات في فعاليات ثقافية أخرى ترعاها الحكومة لكي يغتنموا الفرصة ليدعموا ويدافعوا عن الإماراتيين الشجعان الذين لا يستطيعون التعبير عن أنفسهم، مثل أحمد منصور.