(بيروت) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن على قطر السماح بدخول رجل عالق على حدودها مع السعودية منذ 17 يونيو/حزيران 2017.
تزعم السلطات القطرية أن الرجل، زايد المري، مواطن سعودي، لكنه يقول إنه قطري جُرّد من جنسيته وعاش في السعودية منذ العام 1996. على قطر السماح له بالدخول لمراجعة قرار تجريده من جنسيته، وإعادتها إليه وما يصاحبها من حقوق، إن كان قرار سحبها تعسفيا. في 5 يونيو/حزيران، قطعت السعودية والبحرين والإمارات علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، وأمرت بطرد المواطنين القطريين وعودة مواطنيها من قطر خلال 14 يوما. طرد السعودية للقطريين تعسفي وغير إنساني، ويجب إبطاله دون تأخير.
قالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "لا تبرر التظلمات القطرية في النزاع الخليجي تشريد المستضعفين في الصحراء. على السعودية وقطر ألا تتقاذفا الحياة البشرية كمن يلعب كرة الطاولة".
قال عضو في "اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان" القطرية لـ هيومن رايتس ووتش إن قضية المري 1 من 10 قضايا على الأقل لعائلات من عشيرة الغفران، المتنازع على جنسيتها. عبر أفراد العشيرة الآخرون معبر سلوى الحدودي السعودي وسُمح لهم بالدخول من معبر أبو سمرة القطري. قالت اللجنة إن قطر سمحت للجميع بالدخول باستثناء زايد المري، الذي تدعي قطر أنه مواطن سعودي.
قال المري لـ هيومن رايتس ووتش إن قطر أسقطت عنه الجنسية في عام 1996، وقدم صورة لجواز سفره القطري المنتهية صلاحيته. قال إن الأسرة عاشت حياة الترحال الجزئي في السعودية منذ ذلك الحين. في عام 2004، أسقطت قطر الجنسية عما يصل إلى 6000 شخص من عشيرة الغفران. قال ممثلان عن العشيرة لـ هيومن رايتس ووتش إنهما يعتقدان أن الإجراء يتعلق بمشاركة بعض أفراد العشيرة في انقلاب فاشل عام 1996 ضد الأمير حمد آل ثاني، الذي كان قد خلع والده خليفة آل ثاني قبل عام.
قال المري لـ هيومن رايتس ووتش: "عندما بدأت الأزمة، قالت لي الحكومة السعودية: عُد إلى بلادك. وصلت قطر [في 17 يونيو/حزيران]، وقالوا إن جواز سفري منته، والآن أنا عالق بين الحدود السعودية والقطرية". قال إن سلطات الحدود السعودية لم تكن لتسمح له بعبور الحدود إلى الجانب القطري لو اعتقدت أنه يحمل الجنسية السعودية.
في 20 يونيو/حزيران، قال إن سلطات الحدود القطرية قدمت له الطعام والماء وعالجته في عيادة الحدود من ضربة شمس: "كنت أشعر بشعور فظيع. أخذني رجل يقطع الحدود إلى الجانب القطري، وعولجت في العيادة. قال الطبيب إنه يتعين نقلي إلى مستشفى داخل الدوحة ولكن لم يسمح الحراس بذلك. قالوا إنني لا أملك هوية وأعادوني إلى هنا... لا أستطيع احتمال ذلك أي دقيقة إضافية". أخبر أحد أفراد العائلة هيومن رايتس ووتش إن السلطات القطرية أخذته من الحدود إلى مستشفى في الدوحة لتلقي العلاج مساء 22 يونيو/حزيران، لكنها أعادته إلى المنطقة الحدودية في اليوم التالي.
قال إنه حاول دخول السعودية بعد أن رفضت قطر دخوله، لكن قال له حرس الحدود السعودي: "أنت قَطري، كيف يُفترض أن نسمح لك بالدخول؟". طلبوا منه العودة إلى حرس الحدود القطرية وطلب منهم أن يسمحوا له بالدخول.
قدمت السلطات القطرية لـ هيومن رايتس ووتش نسخة من جواز سفر سعودي لرجل يحمل اسم زايد نصار ح. المري. يقول المري إن ذاك الشخص مواطن سعودي، وإن جوازه سفره القطري منتهي الصلاحية يحمل اسم زايد ناصر ح. شافعة، مع إقراره بأن المري هو اسم عائلته. لا يتطابق تاريخا الميلاد في الوثيقتين. قال المري لـ هيومن رايتس ووتش إنه يتشارك ذات الاسم مع الشخص الذي يحمل جواز السفر السعودي ولكنهما ليسا الشخص ذاته.
تواصلت هيومن رايتس ووتش هاتفيا مع زايد المري بين 18 و23 يونيو/حزيران، بعد ذلك فُقدت على ما يبدو إمكانية الاتصال بهاتفه الجوال. لا يزال عالقا على حدود أبو سمرة، لكن لا تعرف هيومن رايتس ووتش إن كان مسموحا له بالبقاء في الداخل. بلغت درجات الحرارة في المنطقة الحدودية 49 درجة مئوية في يونيو/حزيران.
من المرجح أن يكون المري على الأراضي القطرية، حيث يقع معبر أبو سمرة القطري على مسافة 8 كيلومترات من معبر سلوى السعودي. لذا، فإن قطر ملزمة بكفالة حقه في حرية التنقل والوصول إلى حقوقه الأساسية كالطعام والماء والمأوى. كما أن لكل شخص الحق في جنسية.
تحدثت هيومن رايتس ووتش أيضا مع عائلة قطرية أخرى من عشيرة الغفران ممن تقطعت بهم السبل في المنطقة الحدودية بين 13 و15 يونيو/حزيران، ثم سمحت لهم السلطات القطرية بالدخول. قالت عائلة مكونة من 8 أفراد، بينهم 4 أطفال بعمر 5 سنوات، وامرأة حامل في شهرها الثامن، إنهم انتظروا قرب الجانب القطري من الحدود في درجات حرارة وصلت إلى أكثر من 45 درجة مئوية ليومين دون الوصول بشكل منتظم إلى الطعام والماء.
قال أحد أفراد العائلة إن عائلته كانت قطرية أصلا ولكنها عاشت في السعودية منذ عام 2006. في عام 2004، سحبت قطر الجنسية من جميع أفراد أسرته وآلاف أعضاء عشيرته الغفران. قال إنه وأفراد عائلته لا يحملون الجنسية السعودية، ويواجهون صعوبات في الذهاب إلى المدرسة والعمل في السعودية دون وثائق قانونية. قال: "عشنا في السعودية تماما مثل البدون [عديمي الجنسية في الخليج]. لم يُعترف بنا. لا ندرس ولا نمتلك أي ممتلكات ولا يمكننا الزواج، ولا يمكننا العمل بحرية".
قال إنه فر إلى الحدود في 11 يونيو/حزيران 2017، خوفا من احتجازه في السعودية، التي شنت حملة واسعة لتحديد أماكن الأجانب الذين ينتهكون قوانين الإقامة وترحيلهم. انضمت والدته و6 أشقاء إليه على الحدود الساعة 3 عصرا يوم 13 يونيو/حزيران. أصغر أشقائه هما توأم عمرهما 5 سنوات.
قال إنه عندما وصل الحدود، لم تسمح له سلطات الحدود القطرية بالدخول، ومنعه حرس الحدود السعودي من العودة إلى السعودية.
قالت ويتسن: "تحتاج دول الخليج إلى التوقف وتأمل المصاعب التي يفرضها هذا النزاع على من يحاولون عيش حياتهم بسلام. على دول الخليج تفضيل رفاه الناس وحقهم في الجنسية على النزاعات السياسية".