Skip to main content

رأي- المستوطنات الإسرائيلية تقوض الأمن

جعل رئيس وزراء إسرائيل جدول أعمال زيارته إلى واشنطن، العاصمة: أثر نهج إدارة أوباما حيال برنامج إيران النووي على أمن إسرائيل. ربما تهيمن الخلافات حول إيران على أبرز العناوين، إلا أنه يجب على الديمقراطيين والجمهوريين الذين يشعرون بالقلق حيال أمن إسرائيل إدراك أن المستوطنات هي مشكلة الأمن للإسرائيليين والفلسطينيين على حد سواء.

وعادة ما تعزو إسرائيل سياساتها القاسية في الضفة الغربية لأسباب أمنية، ولكن منذ تولي بنيامين نتنياهو السلطة في 2009، بدأت إسرائيل في بناء أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية هناك للمدنيين الإسرائيليين.

تعين إسرائيل الجنود لحماية هؤلاء المدنيين، الذين من أجل سلامتهم تعلن الحاجة إلى بناء الطرق والجدران ونقاط التفتيش الخاصة والمكلفة. غير أن هذه التدابير أخفقت خلال هذا الصيف، عندما خطف مسلحون فلسطينيون وقتلوا ثلاثة من المراهقين الاسرائيليين في الضفة الغربية – ما أدى إلى عملية عسكرية واسعة النطاق.

يعاني الفلسطينيون من انعدام الأمن عندما تغتصب إسرائيل أرضهم وتحولها لمستوطنات. تسيطر إسرائيل بصورة حصرية على أكثر من 60٪ من الضفة الغربية. وخصصت حوالي 1٪ من تلك الأراضي لأغراض التنمية الفلسطينية، و70% منها للمستوطنات. كما وتمنع إسرائيل الفلسطينيين في تلك المنطقة من الزراعة أو بناء المنازل دون تصاريح عسكرية، ولكن الجيش يرفض تقريبا جميع طلبات الفلسطينيين للحصول على تصاريح وتهدم المنازل "غير القانونية" - تاركة 5450 شخصا بلا مأوى خلال فترة حكم نتنياهو. وفي الوقت نفسه يحظى بعض المستوطنين بوفرة من الأراضي الزراعية بحيث أنهم يؤجرون بعضها للفلسطينيين بعد ذلك.

تعد المستوطنات، على نحو غير مثير للدهشة، بؤرا للمواجهة؛ فالعديد من عمليات الاعتقال بحق الأطفال الفلسطينيين، والتي غالبا ما تكون لرميهم الحجارة، تحدث بالقرب من المستوطنات. وعندما يهاجم الفلسطينيون المستوطنين فإنهم يخضعون لنظام القضاء العسكري الذي يجد 99.74% من المشتبه بهم مذنبا.

ولكن عندما يقوم المستوطنون بالهجوم، تطبق إسرائيل القوانين الجنائية المحلية عليهم، موفرة بذلك الحماية التي حرمت الفلسطينيين منها، وتكون التحقيقات عندها شكلية. كما تغلق الشرطة حوالي 91% من هذه التحقيقات دون تقديم لوائح اتهام. والنتيجة هي أن المستوطنين، دونما رادع لهم، واصلوا هجماتهم في الضفة الغربية – مدمرين قرابة 54 ألف شجرة زيتون فلسطينية منذ 1 يناير/كانون الثاني 2010.

إن من شأن ممارسة الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لتفكيك المستوطنات أن يساعد على تعزيز الأمن، لا تهديده. وعليها أن تمارس هذا الضغط بما يتفق مع القانون الدولي، الذي يحظر نقل المدنيين إلى أراض محتلة باعتبار ذلك جريمة حرب. كما وعليها أن تضع نهاية للإعفاءات الضريبية على التبرعات للمنظمات الأمريكية المسجلة التي تدعم المستوطنات غير المشروعة.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

المنطقة/البلد

الأكثر مشاهدة