Skip to main content

إسرائيل/غزة: يجب حماية المدنيين من الهجمات

حماس تستهدف حافلة مدرسية والهجمات الإسرائيلية تقتل المدنيين وتصيب المسعفين

(القدس) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن تصعيد القتال بين إسرائيل والجماعات المسلحة الفلسطينية في غزة يجب ألا يكون على حساب المدنيين. وأضافت المنظمة أن الهجمات التي بدأت منذ 7 أبريل/نيسان 2011 - من قبل حماس وقوات إسرائيلية - يبدو أنها استهدفت مدنيين أو خرقت قوانين الحرب بأشكال أخرى.

جناح حماس المسلح - كتائب القسام - أعلن المسؤولية عن هجوم على حافلة مدرسية إسرائيلية في 7 أبريل/نيسان أسفر عن إصابة شخصين، بينما أطلقت الجماعات الفلسطينية المسلحة قذائف الهاون والصواريخ عمداً أو بشكل عشوائي لا يفرق بين المدنيين والعسكريين على مراكز سكانية إسرائيلية. الهجمات الإسرائيلية على غزة في 7 و8 أبريل/نيسان يبدو أنها استهدفت سيارة إسعاف، مما أودى بحياة أم وابنتها في هجمة عشوائية، وأدى لمقتل وإصابة مدنيين آخرين في القطاع دون اتخاذ الاحتياطات اللازمة لتقليص الضرر اللاحق بالمدنيين، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "استهداف حماس لحافلة مدرسية هو ببساطة عمل رهيب. لكنه ليس مبرراً لاستهداف القوات الإسرائيلية سيارات الإسعاف أو شنها هجمات عشوائية على غزة. جميع المدنيين - فلسطينيين أو إسرائيليين - يستحقون الحماية من أعمال الحرب".

أعلنت كتائب القسام التابعة لحماس أنها الطرف المسؤول عن الهجوم الذي استهدف حافلة مدرسية إسرائيلية، وألحق إصابات جسيمة بصبي في السادسة عشرة من عمره - وكان الراكب الوحيد - وأصاب سائق الحافلة. أصيبت الحافلة في تمام الساعة 3 مساءً على مقربة من تقاطع سعد، على مسافة أكثر من 3 كيلومترات من الحدود الإسرائيلية مع القطاع. الصور المنشورة للحادث في وسائل الإعلام تُظهر الضرر الجسيم الذي لحق بخلفية الحافلة صفراء اللون، التي تهشمت نوافذها.

وفي بيان نشرته كتائب القسام على موقعها، أعلنت المسؤولية عن إطلاق قذائف "هاون" و"استهداف الحافلة" انتقاماً من هجوم إسرائيلي أودى بحياة ثلاثة مقاتلين من حماس في 5 أبريل/نيسان. قال مسؤولون إسرائيليون إن الحافلة أصيبت بصاروخ مضاد للدبابات. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من جانبها من التأكد من نوع السلاح المستخدم. الصواريخ المضادة للدبابات تحتاج في العادة من مُطلقها لأن يتابع الصاروخ بعينيه حتى يرتطم بالهدف. على كل حال، فإنه من الواضح أن المقاتلين المنتمين لحماس قد استهدفوا عمداً حافلة المدرسة، وهي غرض مدني تحميه قوانين الحرب، في عمل يرقى لكونه من جرائم الحرب.

وأعلنت كتائب القسام وجماعات فلسطينية مسلحة أخرى المسؤولية عن إطلاق العديد من الهجمات بقذائف الهاون والصواريخ منذ 7 أبريل/نيسان. بعض بيانات هذه الجماعات أعلنت استهدافها لمراكز عسكرية إسرائيلية، لكن أصابت بعض قذائف الهاون تجمعات مدنية إسرائيلية قريبة من الحدود مع القطاع، وأطلقت جماعات مسلحة الصواريخ على مراكز سكانية إسرائيلية، منها مدينة عسقلان. وقد أطلقت الجماعات المسلحة الفلسطينية أكثر من 45 صاروخاً و100 قذيفة هاون على إسرائيل في عام 2011، حتى اليوم السابق على 7 أبريل/نيسان. من بعدها، أطلقت الجماعات المسلحة حوالي 120 صاروخاً وقذيفة هاون، منها أكثر من 12 صاروخ "جراد" سوفيتي الصنع، بحسب مصادر إسرائيلية ومصادر أخرى. الهجمات العشوائية أو العمدية على المدنيين انتهاكات جسيمة لقوانين الحرب، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

ومنذ 7 أبريل/نيسان، قامت القوات الإسرائيلية بضرب قطاع غزة بـ 30 غارة جوية على الأقل والعديد من عمليات القصف بالدبابات، طبقاً لمصادر إسرائيلية حكومية وتقارير إخبارية، مما أودى بحياة 5 مدنيين و8 من الجماعات الفلسطينية المسلحة. لم تتوصل التقارير الإعلامية إلى جميع حوادث القتل. وحسب التقارير ألحقت الهجمات الإصابات بأكثر من 40 فلسطينياً في غزة، منهم عدد مجهول من المدنيين.

حققت هيومن رايتس ووتش في حادثين يبدو فيهما أن القوات الإسرائيلية استهدفت طاقم سيارة إسعاف فلسطينية وشنت هجمة عشوائية أودت بحياة أم وابنتها، وواقعتين آخريين قُتل فيهما فلسطينيين مدنيين بسبب ضربات إسرائيلية، في خرق واضح لقوانين الحرب.

في الواقعة الأولى، بتاريخ 7 أبريل/نيسان، ضرب صاروخ يبدو بوضوح أنه إسرائيلي، سيارة إسعاف، مما ألحق إصابات بمسعف وأضر بالسيارة، وكان واضحاً من مظهرها أنها سيارة إسعاف، بينما أخرج العاملون بالسيارة رجلين يبدو أنهما أصيبا في الغارة الإسرائيلية. وقع الهجوم بالقرب من مطار غزة المتوقف عن العمل، في جنوب شرق غزة، شرقي مدينة رفح وعلى مقربة من الحدود مع مصر. وقالت تقارير أمنية مستقلة إن دبابة إسرائيلية سبق لها إطلاق قذائف على المنطقة مما ألحق إصابات برجلين، وأن مروحية قامت فيما بعد بإطلاق صواريخ على المنطقة نفسها.

سائق الإسعاف، موسى عبيد، 35 عاماً، قال لـ هيومن رايتس ووتش إن الطاقم تلقى مكالمة حوالي الساعة 5:45 مساءً للذهاب لأخذ عدة رجال مصابين من المنطقة. قال عبيد إن المنطقة لم تكن ضمن "المنطقة العازلة" القريبة من السياج الحدودي، حيث يحتاج المسعفين أولاً للتنسيق للدخول إليها قبل الوصول، بالاتصال باللجنة الدولية للصليب الأحمر، التي تنسق بدورها مع الجيش الإسرائيلي.

وقال: "كانت السماء عامرة في ذلك التوقيت بمختلف أنواع الطائرات الحربية، لكننا لم نتردد، وكانت المنطقة مليئة بالمدنيين عندما وصلنا. كنا على مسافة عدة أمتار من رجل مصاب وعلى وشك الخروج من الإسعاف عندما وقع انفجار مجاور لنا مباشرة".

أدى الهجوم لإصابة حسن الحيلة، 41 عاماً، وهو من الفريق الطبي، في ساعده الأيمن، وأدى لتهشم نافذتين من نوافذ السيارة. لم يلحظ طاقم السيارة ما الذي أصابهم، لكن القصف الوحيد الذي تم الإبلاغ عنه في هذه المنطقة في ذلك التوقيت (عصراً ومساءً) كان نيران الدبابات والطائرات. لا توجد تقارير عن صواريخ أو قذائف هاون فلسطينية في المنطقة في ذلك التوقيت. لاحظت هيومن رايتس ووتش وجود عدة ثقوب صغيرة بين 3 إلى 5 ملم في جانب الإسعاف، لدى مركز الهلال الأحمر بخربة العدس، حيث انتقل طاقم السيارة. يبدو الدمار اللاحق بالسيارة متسقاً مع كونه شظايا من صاروخ أو مقذوفة صغيرة. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من فحص عينات للشظايا، لكن الضرر الذي لاحظته يتسق مع كونه جراء شظايا مكعبة الشكل صغيرة الحجم، من النوع المستخدم في صواريخ طائرات الزنانة، التي سبق وفحصتها هيومن رايتس ووتش في نزاع غزة إبان 2008 و2009.

قوانين الحرب العرفية تنص على أن الوحدات الطبية - وتشمل المسعفين وسيارات الإسعاف - يجب أن تُحترم وهي مستحقة للحماية في كل الظروف. العاملون الطبيون المنخرطون بشكل حصري في العمل الطبي في وجود مقاتلين لا يفقدون الحماية المخولة لهم، ولا يفقدون حمايتهم إلا في حالة قيامهم - بعيداً عن مهمتهم الإنسانية - بالتحرك بشكل يضر بالعدو. الهجوم المتعمد على طاقم طبي أو سيارة إسعاف مستخدمة فقط لغرض عمليات النقل الطبية يمكن أن يشكل خرقاً جسيماً لقوانين الحرب، ويرقى لكونه جريمة حرب.

وقالت سارة ليا ويتسن: "قوانين الحرب تحمي العاملين بالمجال الطبي من الهجمات منذ نحو 150 عاماً. رد الفعل الإسرائيلي على الهجمات الفلسطينية يجب ألا يظهر فيه أي لامبالاة بالمدنيين أو تهور فيما يخصهم".

وفي واقعة ثانية، بتاريخ 8 أبريل/نيسان، حوالي الساعة 12:30 مساءً، أصاب صاروخ إسرائيلي منزلاً في بلدة عبسان جنوبي غزة، مما أودى بحياة نجاح قديح، 41 عاماً، وابنتها نهال، 19 عاماً، مع إصابات جسيمة لحقت بالابنة الثانية، نداء، 17 عاماً، وما زالت في غيبوبة لم تفق منها.

خال نضال، فايز قديح، 45 عاماً، قال لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع صفير قذائف الهاون التي تطلقها جماعات فلسطينية مسلحة من مكان قريب، حوالي الساعة 12:15 بعد ظهر ذلك اليوم، رغم أنه لم يتمكن من تحديد مكان انطلاقها بشكل دقيق.

وقال: "بعد ذلك هدأ الوضع تماماً. ذهب والد نضال وأخويها إلى المسجد لحضور صلاة الجمعة، بينما راحت الأم والبنات الأربع يحضرن الغداء، ثم وقع الهجوم".

قال الخال وفتحي قديح، أحد الأقارب، ويقيم على الطرف الآخر من الشارع، وكذلك أحد الجيران، وتمت مقابلته على انفراد، قالوا إنه لم يكن هناك أي عمل عسكري بين انطلاق قذائف الهاون ولحظة إصابة البيت بعد 10 إلى 15 دقيقة. قال الرجال إن النساء قُتلن أثناء جلوسهن على عتبة البيت، على مسافة 1.4 كيلومتراً تقريباً من السياج الحدودي.

وقال فتحي قديح لـ هيومن رايتس ووتش: "هرعت إلى البيت ورأيت نضال وقد ماتت عندما وصلت. رأيت نجاح مصابة إصابات جسيمة وتدعو الله. استغرقت سيارة الإسعاف 10 دقائق حتى تقلها للمستشفى، حيث ماتت". أضاف الأقارب إن نضال كانت مخطوبة وتستعد للزواج بعد شهرين.

رصدت هيومن رايتس ووتش وجود ثقوب صغيرة سببها الشظايا على جدران البناية، ولوحة مفاتيح كهربية وبقايا حطام أخرى يبدو منها أن الهجوم كان بمقذوفة أو صاروخ تم إطلاقه من طائرة.

لم تعلن حماس أو أية جماعات فلسطينية أخرى عن مقتل مقاتلين لها أو إصابتهم في الهجوم.

الهجوم الإسرائيلي الذي أودى بحياة السيدتين يبدو أنه قد تم دون تمييز بين المقاتلين والمدنيين، في خرق للحظر الدولي على الهجمات العشوائية، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

وفي واقعة ثالثة بتاريخ 7 أبريل/نيسان، أدت هجمات إسرائيلية استخدمت أسلحة لم يتم التعرف عليها، في مقبرة بحي الشجاعية شرقي مدينة غزة، إلى وفاة مقاتل من الجهاد الإسلامي وصبي يبلغ من العمر 10 أعوام. أحد العاملين بسيارة إسعاف وصلت لنقل المصابين لحقت به إصابات، وأصيب 9 أشخاص آخرين حسب التقارير.

قال سكان الشجاعية لـ هيومن رايتس وتش إن أعضاء الجناح المسلح للجهاد الإسلامي أطلقوا قذائف هاون من المقبرة في وسط الحي، حوالي 1.5 كيلومتراً من السياج الحدودي. بعد هجوم الهاون بقليل، حوالي الساعة 7 مساءً، أصاب هجوم إسرائيلي المقبرة ولم يتسبب في إصابات، على حد قول السكان. حوالي 10 إلى 15 صبياً من المنطقة هرعوا إلى المقبرة بحثاً عن موقع الهجوم. بعد خمس دقائق، بحسب السكان، أصاب هجوم ثاني المنطقة، مما أودى بحياة طفل، هو محمود وائل الجارو، وعضو من الجهاد الإسلامي يُدعى بلال العرير.

زارت هيومن رايتس ووتش موقع الهجوم، حيث رأت بوضوح بقايا الدم وقطع من القماش الممزق. عم محمود، علاء الجارو، قال إن السلاح الإسرائيلي الذي أصاب المنطقة سقط على مسافة 150 متراً من حيث أطلق المقاتلون قذيفة الهاون. قال صبي صغير لـ هيومن رايتس ووتش إنه كان على مسافة قريبة للغاية من محمود عندما قُتل، لكن شواهد القبور حمت الأطفال الآخرين من الإصابة. وصف الشهود رؤية قطع من الشظايا فاتحة اللون كل منها بحجم اليد، في الموقع، يبدو أنها من معدن شبيه بالألمونيوم. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من فحص الشظايا.

أدى هجوم إسرائيلي لاحق على المقبرة إلى إصابة أحد العاملين بسيارة إسعاف. قال رامي دبابش، 28 عاماً، وهو من العاملين الطبيين، لـ هيومن رايتس ووتش، إنه تلقى اتصالاً بطلب إسعاف حوالي الساعة 7:30 مساءً، للذهاب إلى المصابين من هجوم المقبرة. قال دبابش إنه لم يتصل باللجنة الدولية للصليب الأحمر لطلب التنسيق مع الجيش الإسرائيلي لأن المقبرة في وسط منطقة سكنية بعيدة عن الحدود. قال إنه وصل إلى المدخل الشمالي للمقبرة حوالي الساعة 7:35 مساءً.

وقال: "لم أر أي بوادر على وجود نشاط عسكري في ذلك التوقيت، لكن كان هناك عدد كبير من الأشخاص وسيارات إلى جوار المقبرة". الهجوم الجديد تم بعد أن دخل المقبرة، فأصابه هو وآخرين. قال إنه يعتقد أنه صاروخ أطلقته طائرة زنانة. وقال: "لولا شواهد القبور التي حمتنا، لكان مات عدد كبير من الناس".

رصدت هيومن رايتس ووتش إصابات دبابش، منها عدد من الإصابات الصغيرة في الفخذ والرقبة والوجه والذراع اليمنى، وحفرة صغيرة قال إن سببها شظية مرقت من خلال معطف الإسعاف برتقالي اللون الذي يرتديه. لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من فحص شظايا من الهجوم، لكن الإصابات بدت متسقة مع كون السبب وراءها شظايا مكعبة الشكل من الصواريخ التي تطلقها طائرات الزنانة، مثل التي وثقتها هيومن رايتس ووتش إبان نزاع غزة في 2008 و2009. لم تظهر تقارير عن هجمات فلسطينية بالهاون أو الصواريخ قد تكون أصابت المنطقة وقت وقوع الانفجار.

المقاتلون الفلسطينيون الذين أطلقوا قذائف هاون من مقبرة وسط حي سكني مزدحم عرضوا المدنيين لخطر الإصابة بهجمات مضادة على نحو لا ضرورة له. على أطراف القتال أن تتخذ الاحتياطات المستطاعة لحماية المدنيين الخاضعين لها من آثار الهجمات وأن تتجنب إلى أقصى حد الانتشار في مناطق مأهولة بالسكان أو بالقرب منها - والإخفاق في الالتزام بهذا يعتبر خرق لقوانين الحرب.

مثل هذه الخروقات لا تبرر لإسرائيل الهجوم دون مراعاة وجود المدنيين. الهجمات الإسرائيلية على المقبرة التي استمرت بعد أن دخل الأطفال والطاقم الطبي إلى المنطقة تُظهر الإخفاق في اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة لضمان مهاجمة الأهداف العسكرية دون غيرها، وربما ترقى لكونها هجوم عشوائي، على حد قول هيومن رايتس ووتش.

وفي حادث رابع، بتاريخ 7 أبريل/نيسان، أصابت قذائف دبابة إسرائيلية منطقة قريبة من بيت محمود منصور المناصرة، 55 عاماً، في الشجاعية، وأودت بحياته وألحقت إصابات خفيفة بابنه فؤاد المناصرة، 17 عاماً، وشقيقه ناصر المناصرة، 44 عاماً. لم تتوصل هيومن رايتس ووتش إلى وجود أدلة توحي بأن هؤلاء الرجال مقاتلين فلسطينيين، ولم تبلغ الجماعات المسلحة الفلسطينية عن أية إصابات من الهجوم الإسرائيلي.

كمال المناصرة، أحد الأقارب وهو أيضاً من الجيران، وسامي حرازين، جار آخر قابلته هيومن رايتس ووتش على انفراد، قالا إن حوالي الساعة 3 مساءً سمعا ما يبدو أنه صاروخ صغير ينطلق من مكان قريب أو داخل الحي. حرازين يعتقد أن المقاتلين الفلسطينيين أطلقوه من موقع على مسافة مئات الأمتار. بعد ذلك بقليل، سمعوا قذائف تنفجر قرب بيت محمود المناصرة.

وقال كمال المناصرة: "بعد دقيقتين من الصاروخ، سمعت قذيفة تصيب بيت عمي [محمود]. ذهب عمي وابنه وشقيقه لفحص البيت، وفيما كانوا في طريق العودة، سقطت قذيفة أخرى على عمي وقتلته". أدلى حرازين برواية مشابهة، رغم أنه يعتقد أن الرد الإسرائيلي جاء بعد أقل من دقيقة من انطلاق الصاروخ.

رصدت هيومن رايتس ووتش وجود شظايا وثقوب نافذة في جدران بيت محمود المناصرة - أقرب بناية في الحي إلى السياج الإسرائيلي على مسافة كيلومتر واحد تقريباً منه - وتتفق مع كونها بسبب هجوم من دبابة، من الفوهة الرئيسية للدبابة.

لم تتمكن هيومن رايتس ووتش من التأكد من موقع انطلاق الصاروخ الفلسطيني. إذا كان مقاتلون فلسطينيون قد أطلقوا صاروخاً من وسط منطقة سكنية مزدحمة، فقد عرضوا المدنيين لخطر لا ضرورة له يتمثل في الهجوم المضاد المتوقع، والإخفاق في بذل كل المستطاع لفصل القوات العسكرية عن المدنيين هو خرق لقوانين الحرب. هذا الخرق لا يبرر الهجمات الإسرائيلية غير القانونية.

التبرير القانوني للهجوم الإسرائيلي غير واضح. قوانين الحرب تطالب بأن يتم التعرف في الهدف المقصود على هدف عسكري، قبل الهجوم عليه. في حالة الشك، فإن المستهدفين يُفترض فيهم كونهم مدنيين. وقالت هيومن رايتس ووتش إن ثمة تحقيقات إضافية مطلوبة لتحديد ما إذا كان قد تم اتخاذ جميع الاحتياطات المستطاعة قبل الهجوم وإن كان طاقم الدبابة قد أخفق في التمييز بين المقاتلين والمدنيين، في خرق جسيم لقوانين الحرب.

وقالت سارة ليا ويتسن: "تحتاج إسرائيل وحماس على حد سواء لفعل ما هو أكثر من لوم الجانب الآخر على الخسائر في صفوف المدنيين". وأضافت: "عليهما وضع حد لانتهاكات قوانين الحرب التي ترتكبها قوات كل من الطرفين".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة