Skip to main content

إيران: يجب الإفراج فوراً عن المدافعات عن حقوق المرأة

الاعتقالات الجماعية تشير إلى مستوى جديد من القمع

قالت هيومن رايتس ووتش اليوم أن على الحكومة الإيرانية الإفراج فوراً عن 26 من ناشطات حقوق المرأة البارزات اللواتي تعرضن للاعتقال في 4 مارس/آذار، وكذلك الكف عن اضطهاد جميع أنصار حقوق المرأة وملاحقتهم قضائياً. وتشعر هيومن رايتس ووتش بقلقٍ عميق إزاء حالة المحتجزات الصحية وسلامتهنّ؛ وتُحمّل الحكومة الإيرانية كامل المسؤولية عن وضعهن.

وكانت السلطات قد رفضت الكشف عن أية معلومات رسمية بشأن اعتقال 26 امرأة يوم 4 مارس/آذار، أو السماح للأسر والمحامين بزيارتهن. وفي يوم الثلاثاء 6 مارس/آذار، بدأت المُعتقلات إضراباً عن الطعام داخل السجن احتجاجاً على الاحتجاز التعسفي، وتوجد واحدة على الأقل من المعتقلات في الحبس الانفرادي، وهي شهلا انتصاري.

وقالت سارة ليا ويتسن، مديرة قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "ترفع هذه الاعتقالات القمع الذي تمارسه إيران بحق الناشطين المسالمين إلى مستوى جديد"، وتابعت تقول بأنه "لا توجد إطلاقاً أية أسسٍ قانونية لاعتقال هؤلاء النساء، لا بموجب القانون الدولي ولا الإيراني".

وفي الأسابيع الأخيرة الماضية، زادت الحكومة كثيراً من مضايقة ناشطات حقوق المرأة ومحاولات تخويفهن. ففي صبيحة يوم 4 مارس/آذار، انعقدت محكمةٌ من أجل أربع ناشطات نسائيات متهمات "بالعمل ضد الأمن القومي من خلال المشاركة في تجمعٍ غير قانوني". وكان التجمع المذكور تظاهرةً سلمية جرت يوم 12 يونيو/حزيران 2006 احتجاجاً على القوانين التمييزية ضد المرأة.

وقال المحاميان نسرين ستوده ومحمد دادخواه اللذان يدافعان عن النساء الأربع لـ هيومن رايتس ووتش إن السلطات القضائية أمرت بعقد جلسة مغلقةً، ولم تسمح بوجود المتهمات في قاعة المحكمة. ومع أن السلطات سمحت للمحاميين بدخول القاعة، فإنها لم تسمح لهما بالاطلاع على ملفات الاتهام، ولم تصدر المحكمة قرارها في القضية حتى الآن.

واحتجاجاً على الاضطهاد الممارس بحق المتهمات الأربع، نظمت عشرات المدافعات عن حقوق المرأة، وبينهن محامين وصحفيين وناشطين وأصحاب مدونات، احتجاجاً صامتاً أمام مبنى المحكمة.

وقال شهود عيان لـ هيومن رايتس ووتش إن المحتجات كنّ مسالمات ومنظمات؛ فقد وقفن على الرصيف حاملاتٍ لافتاتٍ تقول: "حرية التجمع السلمي حقٌّ لنا". وعمدت قوات الأمن تكراراً إلى مضايقة المحتجات في محاولةٍ لتفريقهن. وعند مغادرة المتهمات الأربع قاعة المحكمة للانضمام إلى نصيراتهن، أوقفت شاحنات الشرطة حركة المرور في الشارع، ثم قام رجال الأمن بإجبار 34 امرأة، من بينهن المتهمات الأربع، على الصعود إلى سيارات نقل حملتهن إلى مركز اعتقال في "شارع وزراى" بطهران.

وفي مساء 4 مارس/آذار، نقلت السلطات المحتجزات إلى الجناح 209 من سجن أوين سيئ السمعة في طهران. وتتولى وزارة المعلومات، التي تمارس أعمالاً استخبارية فعلياً، إدارة الجناح 209 الذي يضم كثيراً من السجناء السياسيين.

وفي 6 مارس/آذار، أفرجت السلطات عن النساء الثماني الأصغر سناً دون توجيه تهمة، إلا أنها لم تقدم لأسر باقي المحتجزات أية معلومات.

وقالت سارة ليا ويتسن: "تحاول حكومة الرئيس أحمدي نجاد إلغاء الحريات المتواضعة التي ظفر بها المجتمع المدني في إيران خلال العقد الماضي".

وتشير هيومن رايتس ووتش إلى أن يوم 8 مارس/آذار يصادف يوم المرأة العالمي الذي يجري الاحتفال به في تجمعاتٍ شعبية في إيران. وهي تدعو الحكومة الإيرانية إلى احترام حق المواطنين في التجمع السلمي، وإلى كفالة أمن وسلامة أي شخص يود الاحتفال بيوم المرأة العالمي.

ويعد الحق في حرية الاجتماع واحدٌ من الحقوق الأساسية التي يكفلها القانون الدولي؛ فممارسة حق التجمع السلمي واردةٌ في المادة 20 من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو حق مكفول أيضاً في العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وإيران طرفٌ فيه وملزمةٌ به قانونياً. وتنص المادة 21 من هذا العهد على أنه " ولا يجوز أن يوضع من القيود على ممارسة هذا الحق إلا تلك التي تفرض طبقا للقانون وتشكل تدابير ضرورية، في مجتمع ديمقراطي، لصيانة الأمن القومي أو السلامة العامة أو النظام العام أو حماية الصحة العامة أو الآداب العامة أو حماية حقوق الآخرين وحرياتهم".

وينص الدستور إيراني أيضاً على حق التجمع السلمي. فالمادة 27 من الدستور تنص على أن: "يمكن إقامة التجمعات العامة والمسيرات بحريّة، شريطة عدم حمل الأسلحة، وشريطة عدم تعارضها مع مبادئ الإسلام الأساسية".

والنساء المحتجزات هنّ: نوشين أحمدي خراساني؛ وبروين أردلان؛ وسوسن طهماسبي؛ وناهيد كشاورز؛ ومحبوبه حسين زاده؛ وآسيه أميني؛ وشادى صدر؛ ومينومرتاضى لنكرودي؛ وفاطمة كوارايي؛ وشهلا انتصاري؛ ومحبوبه عباسقلي زاده؛ ومريم ميرزا؛ ومريم حسين خواه؛ وناهيد جعفري؛ وآزاده فرقاني؛ وزيلا بني يعقوب؛ والناز أنصاري؛ وجلوه جواهري؛ وزهرا أمجديان؛ وزينب بيغمبرزاده؛ ونسرين أفضلي؛ ومهناز محمدي؛ وسميه فريد؛ ورضوان مقدم؛ وسارا لقماني؛ ومريم شادفر.

للاطلاع على صور بعض النساء المعتقلات وسيرهن الذاتية، يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/photos/2007/iran03/index.html

لمزيد من المعلومات عن اضطهاد المدافعات عن حقوق المرأة في إيران في الآونة الأخيرة، يرجى زيارة الرابط:
https://www.hrw.org/english/docs/2007/02/27/iran15416.htm

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة