(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن السلطات الإيرانية بحسب تقارير اعتقلت بتهم باطلة أو هددت أو ضايقت أفراد عائلات عشرات الأشخاص الذين قُتلوا أو أُعدموا أو سُجنوا أثناء الاحتجاجات على مدار العامين الماضيين. بعد عامين على اندلاع احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في 2022، تواصل السلطات الإيرانية إسكات ومعاقبة أفراد العائلات الذين يطالبون بالمحاسبة عن الانتهاكات ضد أحبائهم.
ذكرت"بي بي سي الفارسية" في 16 أغسطس/آب 2024 أن المحكمة الجنائية في نزار آباد في محافظة البرز في شمال إيران حكمت على ماشالله کرمي را بالسجن لمدة 8 سنوات و10 أشهر بتهمة "المشاركة في غسيل الأموال" و"اقتناء ممتلكات بوسائل غير مشروعة". أُعدِم ابن كرمي، محمد مهدی کرمي، في 7 يناير/كانون الثاني 2023، لمشاركته في الاحتجاجات. يواجه والده أيضا غرامة ومصادرة أصول كجزء من عقوبته. في مقابلة مع صحيفة "شرق ديلي"، قال محاميه علي شریف زاده اردکاني إن الأموال والأصول كانت تبرعات عامة لدعم كرمي، ولم يرفع أي مانح دعوى قضائية لاستعادتها.
قالت ناهيد نقشبندي، باحثة إيران بالإنابة في هيومن رايتس ووتش: "تعنّف السلطات الإيرانية الناس مرتين، مرة بإعدام أو قتل أحد أفراد أسرتهم، ومرة باعتقال أحبائهم لمطالبتهم بالمساءلة. ينبغي للقضاء الإيراني الإفراج فورا عن أفراد الأُسر المحتجزين على نحو غير قانوني وضمان محاكمات عادلة وعملية قضائية شفافة لأي شخص متهم بارتكاب جريمة".
ذكرت"حالوش"، وهي جماعة حقوقية بلوشية، أن المحكمة الخاصة للقاصرين في محافظة خراسان رضوى في 27 أغسطس/آب أصدرت حكما بالسجن لمدة ثمانية أشهر على فرامرز براهویي (آبیل) (15 عاما)، شقيق اسماعیل آبیل (براهویي) الذي كان ضحية حملة "الجمعة الدامية" ضد المتظاهرين في زاهدان. كان فرامرز براهویي قد اعتُقل بعد زيارته لقبر شقيقه في 4 أغسطس/آب 2023 حسبما ذكرت حالوش.
أفادت "شبكة كردستان لحقوق الإنسان" أن عناصر الأمن داهموا في 3 سبتمبر/أيلول منزل عائلة زانیار ابوبکري، الذي قُتل بالرصاص خلال احتجاجات "المرأة، الحياة، الحرية" في مهاباد في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2022، واعتقلت شقيقه راميار(16 عاما).
ذكرت شبكة كردستان لحقوق الإنسان أن قوات الأمن داهمت في 3 سبتمبر/أيلول أيضا منزل سیاوش سلطانی، ابن کبری شیخه سقا، التي قُتلت في احتجاجات أكتوبر/تشرين الأول 2022 في مهاباد، واعتقلت سياوش بعنف دون مذكرة.
أفادت "وكالة أنباء نشطاء حقوق الإنسان" أن قوات الأمن اعتقلت رعنا کورکور في منزلها في باكدشت في 4 يوليو/تموز بعد انتقادها سير الانتخابات الرئاسية وإدانتها للحكومة لحكمها على شقيقها عباس (مجاهد) کورکور بالإعدام بتهمة "المحاربة " و"الفساد في الأرض". أفرجت السلطات عن رعنا في 10 أغسطس/آب. أبرمت المحكمة العليا حكم عباس في ديسمبر/كانون الأول 2023
أفادت منظمة "كوردبا لحقوق الإنسان" أن قوات الأمن اعتقلت أحمد حسن زاده وابنته سولماز في 30 يوليو/تموز أثناء إحياء ذكرى ميلاد ابن أحمد، محمد حسن زاده، الذي قُتل بالرصاص خلال احتجاجات 2022. في اليوم التالي، أُطلِق سراح أحمد حسن زاده بكفالة، لكن نُقلت سولماز إلى سجن أورميه، حيث بدأت إضرابا عن الطعام في 6 أغسطس/آب احتجاجا على استمرار احتجازها.
كانت سولماز ووالدها قد استُدعيا سابقا للاستجواب في مكتب استخبارات بوكان في 5 سبتمبر/أيلول 2023. اعتقلت قوات الأمن سولماز عند نقطة تفتيش بين بوكان وسقز في 27 سبتمبر/أيلول 2023، لكن أطلقت سراحها بعد فترة قصيرة.
في 29 أغسطس/آب، ذكرت كوردبا إطلاق سراح حسن أميني، الذي قُتل شقيقه محمد خلال احتجاجات 2022، من سجن سنندج مع وضعه تحت المراقبة الإلكترونية. حكم الفرع 101 من محكمة بوكان الجنائية على أميني في 5 يوليو/تموز 2023 بالسجن ستة أشهر ونصف و40 جلدة بتهمة "الإخلال بالنظام العام". اعتُقل أميني في 9 يونيو/حزيران 2023، مع عائلات ضحايا آخرين، بعد حضوره مراسم تأبين قتلى احتجاجات 2022 في مقابر سقز وبوكان.
لدى السلطات الإيرانية سجل طويل في الضغط على العائلات التي قُتل أحباؤها على يد قوات الأمن أو أُعدموا على يد المحاكم الإيرانية. يشمل ذلك تهديد السلطات الإيرانية وضغطها على عائلات ضحايا احتجاجات عام 2019، وكذلك عائلات قتلى الرحلة "بي إس 752"، وهي رحلة تابعة للخطوط الجوية الأوكرانية أسقطها "الحرس الثوري الإيراني" في 2020، وذلك بغية ردع العائلات عن المطالبة بالمساءلة.
قالت نقشبندي: "من المهم للغاية أن تدين الحكومات التي تتعامل مع إيران علنا هذه المظالم المروعة ضد الأشخاص الذين واجه أحباؤهم بالفعل انتهاكات خطيرة على يد الحكومة الإيرانية القمعية".