Skip to main content

لا تزال إسرائيل تمنع وصول المساعدات إلى المدنيين في غزة

العقاب الجماعي للفلسطينيين جريمة حرب

فلسطينيون في مأوى للأمم المتحدة يحضرون وجبات طعام لتوزيعها على النازحين في رفح، جنوب قطاع غزة في 23 أكتوبر/تشرين الأول 2023. © 2023 محمد عبد/وكالة الصحافة الفرنسية عبر غيتي إيمدجز

تتعمد الحكومة الإسرائيلية تعميق معاناة المدنيين في غزة من خلال رفضها إعادة تدفق المياه والكهرباء، ومنع وصول شحنات الوقود. تعتبر عرقلة وصول إمدادات الإغاثة عن عمد جريمة حرب لأنها تعاقب المدنيين جماعيا على أعمال الجماعات المسلحة.

في 7 أكتوبر/تشرين الأول، دخل مقاتلون بقيادة حماس من غزة إلى جنوب إسرائيل، وارتكبوا مجازر بحق المدنيين هي الأفظع في تاريخ إسرائيل، وأطلقوا النيران على العائلات، وأحرقوا الناس في بيوتهم، وأخذوا أكثر من 200 رهينة. جميع هذه الفظائع كانت جرائم حرب.

ارتكاب المقاتلين الفلسطينيين جرائم حرب لا يمكن وصفها ضد مدنيين إسرائيليين لا يبرر ارتكاب السلطات الإسرائيلية جرائم حرب ضد مدنيين فلسطينيين.

تعتمد البنى التحتية في غزة على تدفق الكهرباء ومياه الشرب من إسرائيل وشاحنات الإمدادات التي تدخل عبر المعابر الإسرائيلية، لكن إسرائيل قطعت هذه الإمدادات بعد الهجمات. تعاقب إسرائيل المدنيين في غزة جماعيا، بسبب هجمات حماس، عبر منع وصول المواد الضرورية للبقاء على قيد الحياة عن 2.2 مليون شخص، نصفهم أطفال.

تفرض اتفاقيات جنيف على إسرائيل، بصفتها سلطة احتلال في غزة، أن تضمن حصول المدنيين على المواد الأساسية، وبصفتها طرف في نزاع مسلح، أن تُسهّل مرور المساعدات الإنسانية. وهي استمرت، خلال الأعمال العدائية السابقة، في تزويد غزة بالكهرباء والمياه ووجدت سبلا لفتح معابر الشاحنات. لكن ليس هذه المرة. أعلن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الأسبوع الماضي "لن نسمح بدخول المساعدات الإنسانية من غذاء ودواء من أرضنا إلى قطاع غزة".

حتى 24 أكتوبر/تشرين الأول، سمح الجيش الإسرائيلي بعبور ما مجموعه 34 شاحنة مساعدات من معبر رفح بين مصر وغزة، تحت إشراف وكالات "الأمم المتحدة"، وهو رقم أقل بكثير من الـ 100 شاحنة التي تقول وكالات الإغاثة إنها الحد الأدنى المطلوب. رفضت إسرائيل أيضا السماح بدخول الوقود متذرعة بأن حماس قد تستخدمه لأهدافها الخاصة. هناك حاجة ملّحة إلى الوقود من أجل مولدات المستشفيات، ومضخات المياه ومياه الصرف الصحي، وتوزيع المساعدات. تسمح قوانين الحرب للأطراف المتنازعة باتخاذ إجراءات تضمن عدم وجود أسلحة في الشحنات، إلا أنها تحظر العرقلة المتعمدة لإمدادات الإغاثة.

أسباب العنف في إسرائيل وفلسطين متعددة ومترسخة؛ أشعلت فظائع 7 أكتوبر/تشرين الأول فتيل جولة جديدة من العنف والمآسي على المدنيين في إسرائيل وفلسطين. يتعين على جميع الأطراف احترام القانون الإنساني الدولي وعدم ارتكاب هجمات غير قانونية ضد المدنيين. يتعين على حماس والجماعات الفلسطينية المسلحة الأخرى الإفراج فورا عن جميع الرهائن المدنيين. ينبغي لإسرائيل إعادة إمدادات المياه والكهرباء، والسماح بالدخول الخاضع للرقابة للوقود إلى غزة عبر معبر رفح، واتخاذ الخطوات الضرورية لفتح معابرها إلى غزة أمام المساعدات الإنسانية.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة