10 يناير/كانون الثاني 2023
لورانس باكو
رئيس جامعة هارفرد
Harvard University
Massachusetts Hall
Cambridge, MA 02138 USA
عبر البريد الإلكتروني
حضرة الرئيس باكو،
أكتب إليكم نيابة عن "هيومن رايتس ووتش" للتعبير عن قلقنا بشأن قرار العميد دوغلاس إلمندورف من "كلية هارفرد كينيدي" بمنع تعيين المدير التنفيذي السابق لـ هيومن رايتس ووتش كينيث روث ضمن زمالة "مركز كار لسياسات حقوق الإنسان". استخدم العميد إلمندورف، بحسب التقارير الإخبارية، التي لم ينكرها العميد إلمندورف ولا المتحدث باسم الكلية، حق النقض ضد التعيين بسبب انتقاد السيد روث وهيومن رايتس ووتش لانتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل حكومة إسرائيل.
وفقا لوكالة "أسوشيتد برس"، قالت أستاذة كرسي "راين فاميلي" لسياسات حقوق الإنسان في كلية كينيدي كاثرين سيكينك إن العميد إلمندورف قال لها إنهم "لن يوافقوا على الزمالة لأنهم يعتبرون هيومن رايتس ووتش وروث متحيزَين ضد إسرائيل". قال مدير مركز كار ماتياس ريس، في بيان أًرسل إلى الأشخاص المرتبطين بالمركز وحصلت أسوشيتد برس على نسخة منه، إن قرار الكلية باستخدام حق النقض ضد موافقة المركز على زمالة روث كان "لحظة حزينة للغاية".
سيكون لقرار جامعة هارفرد، وهي إحدى أكثر المؤسسات الأكاديمية احتراما، بمنع تعيين ناشط حقوقي معروف في منصب متعلق بحقوق الإنسان بسبب انتقاده للحكومة الإسرائيلية، تأثير دائم على الباحثين والنشطاء، وخاصة الفلسطينيين، الذين يجب ألا يخشوا أي تداعيات مهنية من جامعة هارفرد أو أي مؤسسة أخرى جرّاء كتاباتهم أو انتقاداتهم للحكومة الإسرائيلية. وبشكل أهم، يبعث رفض زمالة السيد روث بسبب عمله بشأن بلد محدد برسالة تخويف إلى جميع الباحثين والدعاة، بغض النظر عن المكان الذي يتركّز عليه عملهم، مفادها أن جامعة هارفرد قد لا تحكم عليهم من خلال جودة عملهم، بل من خلال ما يدّعيه المنتقدون الذين لديهم تمويل جيد.
للأسف، يقلل قرار العميد إلمندورف من شأن إعلان كلية هارفرد كينيدي حول التنوع، والذي يقول: "تسعى كلية كينيدي بشكل حثيث إلى توسيع وحفظ جو يرحب بالأفكار الجديدة – حتى تلك غير الشعبية أو المثيرة للجدل – ويشجع على التبادل الفعال والنشط لوجهات النظر في بيئة يظلها الاحترام المتبادل".
تحقق هيومن رايتس ووتش في انتهاكات حقوق الإنسان الدولية في أكثر من 100 دولة حول العالم وتوثقها. وفي حالات النزاع المسلح، نوثق انتهاكات القانون الإنساني الدولي التي ترتكبها الدول والجماعات المسلحة من غير الدول. في حالة إسرائيل وفلسطين، كما هو الحال في أي سياق آخر نعمل عليه، نطبق منهجية صارمة مبنية على الحقائق الميدانية ونوثق الانتهاكات الحقوقية الجسيمة التي يرتكبها الطيف الواسع من الجهات الفاعلة.
في العام 2021، خلصت هيومن رايتس ووتش، في تقرير مؤلف من 213 صفحة، إلى أن السلطات الإسرائيلية ترتكب الجريمتين ضد الإنسانية، كما يُحددهما القانون الدولي، المتمثلتين في الفصل العنصري والاضطهاد، ضد ملايين الفلسطينيين؛ وهي نتيجة تتفق مع ما توصلت إليه مؤسسات مرموقة أخرى عدة، مثل منظمتي "بتسيلم" و"ييش دين" الحقوقيتين الإسرائيليتين، وكذلك "منظمة العفو الدولية"، والعديد من آليات "الأمم المتحدة" و"عيادة حقوق الإنسان الدولية" في كلية الحقوق بجامعة هارفرد. أشارت أصوات بارزة أخرى، بما في ذلك المدير العام السابق لوزارة الخارجية الإسرائيلية، والأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون، وحكومتي جنوب أفريقيا وناميبيا، ووزيري خارجية لوكسمبورغ وفرنسا، إلى الفصل العنصري على خلفية معاملة إسرائيل للفلسطينيين.
سيكون بلا شك لقرار كلية كينيدي بحرمان السيد روث من فرصة الانضمام إلى مركز كار بسبب عمله تداعيات على الحرية الأكاديمية في عموم جامعة هارفرد، وقد يتسبب في تلطيخ سمعة هارفرد اللامعة في جميع أنحاء العالم ما لم تتم معالجته. أحثكم على مراجعة القرار واتخاذ الإجراءات اللازمة لدعم قيم الحرية الأكاديمية.
سأكون سعيدة بمناقشة هذه القضايا في الوقت الذي يناسبكم.
تفضلوا بقبول فائق الاحترام،
تيرانا حسن
المديرة التنفيذية بالإنابة
نسخة إلى: كلودين غاي، الرئيسة القادمة، جامعة هارفارد
دوغلاس إلمندورف، عميد كلية جون ف. كينيدي للإدارة الحكومية
