نحن الموقعون أدناه، منظمات وأفراد حقوقيين ومدنيين في الولايات المتحدة وحول العالم، ندعو إدارة بايدن إلى العفو عن الأفراد الخمسة المنتمين إلى "مؤسسة الأرض المقدسة للإغاثة والتنمية" (مؤسسة الأرض). إن شكري أبو بكر، وغسان العشي، ومفيد عبد القادر، وعبد الرحمن عودة، ومحمد المزين هم فاعلو خير أمريكيون-فلسطينيون بارزون أداروا يوما ما أكبر جمعية خيرية إسلامية في الولايات المتحدة. أغلقت إدارة بوش مؤسسة الأرض وصنفتها كمنظمة إرهابية في أعقاب أحداث 11 سبتمبر/أيلول رغم تبرع المؤسسة بالأموال لجمعيات خيرية فلسطينية تدعمها الحكومة الأمريكية نفسها. يقضي قادة المؤسسة أحكاما تصل إلى 65 عاماً في السجن الفيدرالي.[1]
لم يُتهم المدعى عليهم في قضية مؤسسة الأرض أبدا بشكل مباشر بتمويلهم لمنظمات إرهابية أو هجمات إرهابية، ولم تُتهم الجمعيات الخيرية الفلسطينية التي يمولونها بذلك؛ لكنهم حوكموا بموجب قانون "الدعم المادي" الأمريكي بذريعة أن البرامج الاجتماعية التي يمولونها تساعد في إمالة "قلوب وعقول" الشعب الفلسطيني لصالح حماس.[2]
استندت قضية الحكومة الأمريكية جزئياً إلى الأدلة المتحصّل عليها عبر عمليات التنصت على المكالمات الهاتفية وفقا لـ "قانون مراقبة الاستخبارات الأجنبية"، وكذلك الأدلة المتحصل عليها من إسرائيل عبر معلومات استخباراتية أجنبية مشكوك فيها، وترجمات خاطئة، واتهامات من قبل شهود عسكريين إسرائيليين مجهولين زعموا أن الجمعيات الخيرية التي كانت تتلقى تمويلا من المؤسسة – ومن حكومة الولايات المتحدة نفسها - متورطة في "الإرهاب".[3]
هذه المزاعم المريبة تُحاكي المزاعم التي أطلقتها الحكومة الإسرائيلية لعقود ضد جماعات حقوقية ونشطاء فلسطينيين، بما في ذلك في أكتوبر/تشرين الأول الماضي عندما صنفت ست منظمات حقوقية فلسطينية كـ "إرهابية" كانت تعمل عن كثب مع المجتمع الدولي، مثيرةً إدانة دولية واسعة النطاق.[4] للمجموعات الست مكاتب في الضفة الغربية، وأمضت سنوات في توثيق وفضح عنف الجيش الإسرائيلي وكذلك السلطة الفلسطينية، بما في ذلك احتجاز الأطفال وتعذيبهم، والدعوة إلى سيادة القانون.[5]
في الملف الذي تمّ نشره، استخدمت الحكومة الإسرائيلية ضد هذه الجماعات مبررات مشابهة لتلك التي استُخدمت في محاكمة الأفراد الخمسة المنتمين لمؤسسة الأرض. زعمت أنّ بعض هذه المنظمات لها أهداف إنسانية، إلا أنّ بعض أموالها ذهبت إلى "منظمات إرهابية"، دون أن تقدم أي دليل يبرر هذه الادعاءات أو أدلة ذات مغزى تربط المنظمات بالعنف المسلح.[6] وفقا للمحامين عن المجموعات المستهدفة، تم الحصول على المعلومات التي قُدمت عن الجماعات على الأقل جزئيا عبر استخدام أساليب استجواب مسيئة.[7] كما عُثر أيضا على برمجية التجسس "بيغاسوس"، التي طورتها شركة "إن إس أو غروب" (NSO Group) الإسرائيلية، والتي أضافتها إدارة بايدن مؤخرا إلى قائمة القيود التجارية، على بعض هواتف النشطاء الفلسطينيين من المجموعات الست.[8] لم تُجب إن إس أو بشكل مباشر على هذه الادعاءات.9
في محاكمة الأفراد الخمسة المنتمين لمؤسسة الأرض، استندت الحكومة الأمريكية بالمثل إلى ادعاءات ضارة وغامضة أدلى بها ضابط استخبارات إسرائيلي سُمح له بالإدلاء بشهادته تحت اسم مزيف قال إنّه "يشم رائحة حماس" في الموضوع.[9] قد تكون هذه هي المرة الأولى التي يُسمح فيها لشاهد خبير بالإدلاء بشهادته تحت اسم مستعار في قاعة محكمة أمريكية.[10] رغم اعتراف الحكومة بذهاب الأموال المرسلة بالكامل كمساعدات إنسانية إلى الفلسطينيين المحتاجين، لا يزال الرجال الخمسة مدانين.[11]
أدان العديد من أعضاء الكونغرس القرار الإسرائيلي الأخير بتصنيف منظمات حقوقية فلسطينية كـ "إرهابية"؛[12] كما أدانته أيضا منظمات حقوقية دولية بارزة، مثل "منظمة العفو الدولية" و"هيومن رايتس ووتش"؛[13] والمفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان؛ والمقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية تكوين الجمعيات؛[14] والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية والممثل الخاص للاتحاد الأوروبي لحقوق الإنسان؛[15] ووزارة الخارجية الأيرلندية؛[16] ووزارة الخارجية الفرنسية؛[17] وما لا يقلّ عن 21 مجموعة حقوقية إسرائيلية؛[18] وعدد من المنظمات الخيرية والشخصيات العامة.[19]
لكن اليوم، هناك مواطنون أمريكيون من أصل فلسطيني في السجن لأن المدعين في عهد بوش قرروا أن أنشطتهم الخيرية كانت "إرهابية"، لأسباب منها استخدام مزاعم الحكومة الإسرائيلية وحتى شهود الحكومة الإسرائيلية المجهولين.
محاكمة مؤسسة الأرض شابها الخوف والشكوك في المسلمين في أعقاب هجمات 11 سبتمبر/أيلول، لكن قرار الجيش الإسرائيلي حظر جماعات حقوق الإنسان الفلسطينية بصفتها "إرهابية" يشير إلى أن هذه الاتهامات، وقتها وحاليا، هي ذات دوافع سياسية، وأن المواطنين الأمريكيين لا يستحقون السجن بسببها. على الرئيس بايدن العفو عن الأفراد الخمسة المنتمين لمؤسسة الأرض المقدسة.
للحصول على القائمة الكاملة للموقعين، يرجى النقر هنا.
[1] للحصول على ملخص شامل لأنشطة مؤسسة الأرض المقدسة والحملة القمعية للاستيلاء على أموالها وسجن مديريها، راجع Bridge Initiative Tea، Factsheet: Holy Land Foundation، 27 يناير/كانون الثاني 2020، المتوفر على https://bridge.georgetown.edu/research/factsheet-holy-land-foundation/. انظر أيضاً Nancy Hollander، The Holy Land Foundation Case: The Collapse of American Justice، 20 WASH. & LEE J. CIV. RTS. & SOC. JUST. 45 (2013)؛ وACLU، Blocking Faith، Freezing Charging: Chilling Muslim Charitable Giving in the ‘War on Terrorism Financing’ (يونيو/حزيران 2009)؛ و Miko Peled, Injustice: The Story of the Holy Land Foundation Five (فبراير/شباط 2018)؛ Emily Ratner, Anonymous Accusers in the Holy Land: Subverting the Right of Confrontation in the United States’ Largest Terrorism-Financing Trial, 13 Loy. J. Pub. Int. L. 575 (2012)، والمتوفر على https://law.loyno.edu/sites/law.loyno.edu/files/Ratner.formatted.pdf.
[2] انظر ACLU, supra note 1. انظر أيضا Human Rights Watch, Illusions of Justice: Human Rights Abuses in US Terrorism Prosecutions (2014), 60-74.
[3] Bridge Initiative Team, supra note 1.
[4] أسوشيتد برس، Israel designates 6 Palestinian human rights groups as terrorist organizations, NPR، 23 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متوفر على https://www.npr.org/2021/10/23/1048690050/israel-palestinian-human-right-groups . انظر أيضاً Diala Shamas, The Downstream Effects of Israel’s “Terrorist” Designation on Human Rights Defenders in the US, JustSecurity، 4 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، متوفر على https://www.justsecurity.org/78884/the-downstream-effects-of-israels-terrorist-designation-on-human-rights-defenders-in-the-us/؛ Eliav Lieblich and Adam Shinar, Counterterrorism Off the Rails: Israel’s Declaration of Palestinian Human Rights Groups as “Terrorist” Organizations JustSecurity، 24 أكتوبر/تشرين الأول، 2021، متوفر على https://www.justsecurity.org/78732/counterterrorism-off-the-rails-israels-declaration-of-palestinian-human-rights-groups-as-terrorist-organizations/.
[5] https://www.alhaq.org/ar؛ https://www.addameer.org/index.php/ar؛ http://www.bisan.org/?lang=ar؛ https://arabic.dci-palestine.org/id_na20122021?splash=1؛ https://www.uawc-pal.org/index.php?&lang=ar؛ و http://upwc.org.ps/.
[6] Yuval Abraham, Oren Ziv, and Meron Rapoport, “Secret Israeli Document Offers No Proof to Justify Terror Label for Palestinian Groups,” The Intercept، 3 نوفمبر/تشرين الثاني 2021؛ و Philip Weiss, “Israel’s secret ‘evidence’ against rights groups is based on torture and lies, and Europeans rejected it — Palestinian leaders tell a DC audience,” MondoWeiss؛ 2 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، متوفر على https://mondoweiss.net/2021/11/israels-secret-evidence-against-rights-groups-is-based-on-torture-and-lies-and-europeans-rejected-it-palestinian-leaders-tell-a-dc-audience/
[7] السابق
[8] انظر Front Line Defenders, “OPT/Israel Six Palestinian Human Rights defenders hacked with NSO Group’s Pegasus Software”، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، المتوفر على https://www.frontlinedefenders.org/sites/default/files/fld_pal_statement_-_final_-_5_nov_2021.pdf؛ منظمة العفو الدولية، "اختراق أجهزة المدافعين الفلسطينيين عن حقوق الإنسان ببرنامج التجسس بيغاسوس التابع لمجموعة “إن إس أو” NSO؛ 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، المتوفر على https://www.amnesty.org/ar/latest/research/2021/11/devices-of-palestinian-human-rights-defenders-hacked-with-nso-groups-pegasus-spyware-2/؛ هيومن رايتس ووتش، "استخدام برنامج تجسس لاختراق المدافعين الحقوقيين الفلسطينيين، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
[9] Frank Bajak and Joseph Krauss, “Report: NSO spyware found on 6 Palestinian activists’ phones,” Associated Press, ، 8 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.
[10] Hollander, supra note 1 at 56 and Peled, supra note 1
[11] Ratner, supra note 1.
[12] Letter from James P. McGovern, Member of Congress, to Anthony J. Blinken, Secretary of State، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، متوفر على https://mcgovern.house.gov/uploadedfiles/israel_2021_-_to_secy_blinken_-_designation_ngos_as_terrorists_8nov21.pdf؛ وCondemning the repressive designation by the Government of Israel of six prominent Palestinian human rights and civil society groups as terrorist organizations, and for other purposes, H.R. 751, 117th Cong. (2021) (Bill introduced by Betty McCollum, D-MN condemning the designation, co-sponsored by representatives Cori Bush, D-MO, Jesus G. Chuy Garcia, D-IL, Eleanor Holmes Norton, D-DC, Ayanna Pressley, D-MA, Alexandria Ocasio-Cortez, D-NY, Marie Newman, D-IL, Ilhan Omar, D-MN, Andre Carson, D-IN, Raul M. Grijalva, D-AZ, and Rashida Tlaib, D-MI).
[13] منظمة العفو الدولية وهيومن رايتس ووتش، "إسرائيل/فلسطين: تصنيف منظمات حقوقية فلسطينية على أنها “إرهابية” اعتداء على حركة حقوق الإنسان"، 22 أكتوبر/ تشرين الأول 2021، متوفر على https://www.amnesty.org/ar/latest/news/2021/10/israel-opt-designation-of-palestinian-civil-society-groups-as-terrorists-a-brazen-attack-on-human-rights/ وhttps://www.hrw.org/ar/news/2021/10/22/380223 .
[14] مكتب المفوض السامي لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة، "خبراء الأمم المتحدة يدينون تصنيف إسرائيل للفلسطينيين المدافعين عن حقوق الإنسان كمنظمات إرهابية"، https://www.ohchr.org/AR/NewsEvents/Pages/DisplayNews.aspx?NewsID=27702&LangID=A ؛ كليمون فول، المقرر الخاص للأمم المتحدة المعني بحرية تكوين الجمعيات، على تويتر، 24 أكتوبر/تشرين الأول 2021، https://twitter.com/cvoule/status/1452226671499751427?s=20. .
[15] الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، فلسطين: High Representative / Vice President Josep Borrell met with Prime Minister Mohammad Shtayyeh، 27 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متوفر على
https://eeas.europa.eu/headquarters/headquarters-homepage_en/106325/Palestine:%20High%20Representative/Vice-President%20Josep%20Borrell%20met%20with%20Prime%20Minister%20Mohammad%20Shtayyeh؛ و Eamon Gilmore, EU Special Representative for Human Rights، عبر تويتر، 5 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متوفر على https://twitter.com/EamonGilmore/status/1452600646243344393
[16] وزارة الخارجية، Statement by Minister Coveney on the designation of Palestinian NGOs as terrorist organizations,” October 27, 2021, available at https://www.dfa.ie/news-and-media/press-releases/press-release-archive/2021/october/statement-by-minister-coveney-on-the-designation-of-palestinian-ngos-as-terrorist-organisations.php.
[17] القنصلية العامة لفرنسا في القدس،"ONG palestiniennes, – extrait du point de presse," 26 أكتوبر/تشرين الأول2021، متوفر على https://jerusalem.consulfrance.org/ONG-palestiniennes-extrait-du-point-de-presse
[18] متنوع، "Joint Statement: Draconian measure against human rights"، 25 أكتوبر/تشرين الأول 2021، متوفر على https://www.btselem.org/press_releases/20211025_draconian_measure_against_human_rights
[19] Funders 4 Palestine،“Philanthropy Open Letter to Defend Democracy and the Rights of Palestinian Civil Society”،16 نوفمبر/تشرين الثاني 2021، متوفر على https://funders4palestine.com/؛ وDiEM25 Communications, More Than 100 Actors, Musicians, and Authors sign statement against Israel’s attack on Palestinian organizations،17 نوفمبر/تشرين الثاني 2021.