تحديث 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2020: ألقت قوات الأمن المصرية في 19 نوفمبر/تشرين الثاني القبض على المدير التنفيذي لـ "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" جاسر عبد الرازق من منزله بالقاهرة واقتادته إلى وجهة مجهولة. في 18 نوفمبر/تشرين الثاني، ألقت السلطات القبض على كريم عنارة، مدير وحدة العدالة الجنائية في المنظمة. ظهر عنارة في "نيابة أمن الدولة العليا" في القاهرة بعد 24 ساعة من اعتقاله، حيث أمر وكيل النيابة بحبسه احتياطيا 15 يوما.
(بيروت) - قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن قوات الأمن المصرية اعتقلت واحتجزت قياديا في جماعة حقوقية رائدة.
داهمت قوات الأمن منزل محمد بشير، مدير الموارد البشرية في "المبادرة المصرية للحقوق الشخصية" (المبادرة المصرية)، في الساعات الأولى من صباح 15 نوفمبر/تشرين الثاني 2020، واحتجزته على ما يبدو بتهم إرهاب تعسفية. جاء اعتقال بشير عقب اجتماع في 3 نوفمبر/تشرين الثاني استضافته المبادرة المصرية مع دبلوماسيين أوروبيين لمناقشة حقوق الإنسان في مصر.
قال عمرو مجدي، باحث في قسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "اعتقال مصر لمحمد بشير، من المبادرة المصرية للحقوق الشخصية، تصعيد خطير لحملة الحكومة ضد الجماعات الحقوقية. على السلطات الإفراج عن كل المحتجزين بسبب عملهم الحقوقي وإنهاء مضايقاتها للنشطاء والجماعات المستقلة".
قال مصدر في المبادرة المصرية لـ هيومن رايتس ووتش إن عناصر من الشرطة و"الأمن الوطني" "مدججين بالسلاح" اعتقلوا بشير من منزله في القاهرة، واحتجزوه في مكان غير معلوم 12 ساعة، واستجوبوه بشأن عمل المبادرة المصرية، بما فيه الاجتماع مع الدبلوماسيين.
نقلته السلطات بعد ذلك إلى نيابة أمن الدولة العليا شرق القاهرة. هناك، استجوبته النيابة بشأن المنشورات وأعمال المساعدة القانونية للمبادرة، وأمرت باحتجازه 15 يوما على ذمة التحقيق بشأن مزاعم "الانضمام لجماعة إرهابية" و "نشر أخبار كاذبة". قال المصدر إن السلطات لم تقدم أي دليل لتبرير التهمتين.
ضم اجتماع 3 نوفمبر/تشرين الثاني في مكتب المبادرة في القاهرة سفراء ودبلوماسيين من ألمانيا، وفرنسا، وهولندا، وإيطاليا وبلجيكا.
أضافت النيابة بشير إلى القضية رقم 855 لسنة 2020 التي أشخاص معتقلين ومتهمين ومحتجزين لشهور دون محاكمة. من بينهم مدافعون حقوقيون ومحامون مثل محمد الباقر وماهينور المصري، وصحفيون مثل إسلام محمد، وأستاذ العلوم السياسية حازم حسني.
المبادرة المصرية للحقوق الشخصية هي إحدى الجماعات الحقوقية الرائدة في مصر وكانت في صلب استهداف الحكومة بلا هوادة للجماعات الحقوقية والجماعات المستقلة الأخرى منذ 2013. جمّدت السلطات في 2016 أموال حسام بهجت، مؤسس المبادرة، ومنعته من مغادرة البلاد منذ ذلك الحين.
في 7 فبراير/شباط، احتجزت السلطات باتريك جورج زكي، الباحث في شؤون الجندر في المبادرة المصرية، في مطار القاهرة لدى عودته من إيطاليا حيث كان يدرس. قال محامو زكي إن عناصر الأمن الوطني احتجزوه بمعزل عن العالم الخارجي لنحو 24 ساعة وعذبوه، بما فيه بالصعق بالكهرباء. منذ ذلك الحين، جددت النيابة والقضاة بشكل روتيني حبسه الاحتياطي دون تقديم أي دليل على ارتكاب مخالفات.