الإغلاق الناجم عن وباء فيروس "كورونا" المستجد (Covid-19) دفع الناس حول العالم إلى استبدال التواصل الشخصي بمحادثات الفيديو عبر الإنترنت. بالنسبة إلى سكان غزة المحاصرين منذ أكثر من 13 عاما جراء إغلاق إسرائيل للقطاع، كانت محادثات الفيديو منفذهم الوحيد إلى العالم الخارجي.
في 6 أبريل/نيسان، شارك رامي أمان (38 عاما) ونشطاء فلسطينيون آخرون في دردشة فيديو على تطبيق "زووم" أجابوا خلالها على أسئلة إسرائيليين حول الحياة في غزة في ظل الوباء. ينتمي النشطاء إلى "لجنة شباب غزة" التي سبق لها تنظيم مؤتمرات فيديو مماثلة وأصبحت هذا الشهر عضوا في "التحالف من أجل السلام في الشرق الأوسط".
في 9 أبريل/نيسان، اعتقلت سلطات "حماس" أمان. بعد يومين، اعتقلت ستة آخرين شاركوا أيضا في الدردشة، حسبما قال أحد أصدقائهم لـ "هيومن رايتس ووتش".
صرحت السلطات علنا بأنها اعتقلت أمان والآخرين بسبب إقامة نشاط "تطبيعي"، في إشارة إلى الأنشطة التي تُقام مع إسرائيليين وغير المرتكزة على مواجهة قمع الحكومة الإسرائيلية. يُشبّه البيان التطبيع بـ"التخابر" و"الخيانة". تُجرِّم القوانين التي أصدرتها سلطات حماس في غزة جميع الأنشطة الاجتماعية، والثقافية، والسياسية، والاقتصادية، والرياضية وغيرها التي تُقام مع "العدو الصهيوني".
في يوليو/تموز 2019، احتجزت السلطات أمان لأكثر من أسبوعين بسبب تنظيمه ماراثون الدراجات الهوائية "ركوب من أجل السلام" بالتنسيق مع دراجين إسرائيليين. قال أحد أقاربه إن السلطات احتجزت أمان في أبريل/نيسان 2019 لمدة ثلاثة أيام بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي ينتقد فيها التعذيب الذي ترتكبه قوات الأمن التابعة حماس.
وثَّقت هيومن رايتس ووتش قيام سلطات حماس بانتظام باعتقال المنتقدين والمعارضين تعسفيا وتعذيبهم. في مارس/آذار 2019، اعتقلت أكثر من ألف فلسطيني خلال مظاهرات ضد ارتفاع تكلفة المعيشة في غزة، وفقا لـ"الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان (ديوان المظالم)"، جماعة مراقبة قانونية فلسطينية.
ينتهك اعتقال النشطاء بسبب محادثة فيديو المبادئ الأساسية للقانون الدولي لحقوق الإنسان، التي قالت سلطات حماس إنها ملتزمة به. القوانين التي تحظر "الاتصال بالعدو" أو جهود معارضة التطبيع ينبغي ألا تقيّد التعبير السلمي أو التواصل بين الأشخاص العاديين. قرار حماس باحتجاز الأشخاص لممارستهم حقوقهم الأساسية يُثير القلق خصوصا في خضم وباء عالمي دفع بلدان عديدة إلى إطلاق سراح سجنائها للحد من خطر العدوى.
قال قريب أمان إن الأسرة لم تسمع أخباره منذ اعتقاله. على سلطات حماس الإفراج عنه والنشطاء الآخرين فورا وبلا شروط.