اتُخذت خطوة صغيرة إضافية في الكفاح ضد أحد أسوأ السجون المصرية سمعة، حيث يُحتجز العديد من المعتقلين السياسيين.
فـ "هيئة مفوضي الدولة" التابعة للقضاء الإداري قبلت رسميا شكوى من أهالي السجناء و7 منظمات غير حكومية تطالب الحكومة بإغلاق "سجن طرة شديد الحراسة"، المعروف بـ "سجن العقرب". المفوضون، الذين يعدون آراءهم غير الملزمة لصالح القاضي المسؤول عن القضية، أمروا يوم الثلاثاء 24 أكتوبر/تشرين الأول بانتداب لجنة من خبراء الطب والهندسة وحقوق الإنسان من "جامعة القاهرة" لتقييم "ملائمة" السجن لاستضافة السجناء.
أصبح لدى مئات العائلات ممن قضى أقاربهم سنوات داخل السجن سببا للأمل.
أظهر تقرير صدر عن "هيومن رايتس ووتش" في سبتمبر/أيلول 2015 أن المحتجزين، الذين ينام أغلبهم على أرضيات إسمنتية دون مراتب ويتعرضون للضرب أحيانا، يُحرمون من زيارات الأهالي والمحامين لشهور. ممنوع عنهم الأغراض الشخصية، حتى فرشاة الأسنان ومواد النظافة الشخصية الأساسية. النوافذ ضئيلة والتهوية سيئة، لا تأخذ في الحسبان أن الزنازين شديدة الحرارة في صيف مصر وشديدة البرودة في الشتاء. لعل الأسوأ هو أن العديد من النزلاء محرومون من العلاج والرعاية الطبية، وهو ما أسهم ربما في وفاة بعضهم. مات 6 نزلاء في 5 شهور، بين مايو/أيار وأكتوبر/تشرين الأول 2015.
أي تحقيق مستقل ومحايد حقا في شأن سجن العقرب، الذي تديره وزارة الداخلية، سوف يتوصل إلى تفشي هذه الانتهاكات.
أحد نزلاء السجن حاليا هو المحامي عصام سلطان، نائب رئيس "حزب الوسط" المعتدل. احتُجز في يوليو/تموز 2013 بعد أسابيع من إطاحة الجيش بالرئيس السابق محمد مرسي. اتُهم سلطان بمحاولة قلب نظام الحكم الجديد والتحريض على العنف في اعتصام رابعة، حيث تجمع أنصار مرسي للتظاهر ضد سيطرة الجيش على البلاد. فقد سلطان وعيه أثناء محاكمته يوم الثلاثاء – نفس يوم إعلان تقرير هيئة المفوضين – وبعد أسبوع من بداية إضرابه عن الطعام احتجاجا على شهور من الحبس الانفرادي والحرمان من التريض وعدم توفر المياه النظيفة. لكن القاضي رئيس الجلسة، الذي يمكنه بموجب القانون التفتيش على السجن أو الأمر بتحقيق في سوء المعاملة المحتملة ولم يفعل، قال باستهانة: "هاتوا للمتهم بسكوته".
تقع الهوة بين اليأس والأمل في مصر حاليا بين قاض ينادي مطالبا بالبسكويت وهيئة قضائية أخرى قررت تقييم ما إذا كان سجن العقرب ملائما للاستخدام الآدمي. والمعركة مستمرة بالنسبة للشجعاء من محامين ونشطاء وأهالي النزلاء الذين مروا بكل هذا حتى الآن.