قال اللواء أحمد العسيري، المتحدث باسم الجيش السعودي للإذاعة الوطنية العامة (إن بي آر)، في مقابلة بثّتها صباح اليوم: "لا يوجد فريق لـ هيومن رايتس ووتش على الأرض".
جاء ذلك رداً على سؤال حول غارة جوية استهدفت في 15 مارس/آذار 2016 سوق بلدة مستباء شمال اليمن، قتل فيها 97 مدنيا على الأقل. زرت وزميلي الموقع أواخر شهر مارس/آذار، ووجدنا فيه بقايا قنبلة تزن 2000 رطل، زودتها الولايات المتحدة للسعودية، وهي واحدة فقط من عدة قنابل استخدمت في الهجوم. صوّرنا فيديو في السوق المدمّرة. قلت أمام الكاميرا: "أنا أقف هنا، على أنقاض ما تبقى من سوق مستباء"...
نشرت هيومن رايتس ووتش تقريرا عن النتائج التي توصلنا إليها، داعية السعوديين للتحقيق في هجوم غير قانوني على ما يبدو، أو جريمة حرب محتملة. كانت هذه واحدة من أكثر الهجمات دموية في حملة قوات التحالف التي تقودها السعودية للإطاحة بالمتمردين الحوثيين في الشمال، وحلفائهم في العاصمة صنعاء ومناطق أخرى. قُتِل 3 آلاف مدني على الأقل العام الماضي، أكثرهم بسبب الضربات الجوية.
ضغطت مقدمة البرامج ماري لويز كيلي على اللواء بشأن نتائج هيومن رايتس ووتش وقالت له: "ذهبوا، رأوا ذلك."
أجاب العسيري: "لا، لا أحد يصل إلى اليمن دون إذن من قوات التحالف"، وأضاف أنه يأمل "أن تأتي هيومن رايتس ووتش، وغيرها من المنظمات غير الحكومية، وتطلب من التحالف الحصول على إذن. سنرسلهم ليحققوا".
في الواقع، كانت هذه رابع رحلة – واستمرت أسبوعين – تقودني لليمن منذ بداية الحرب في مارس/آذار 2015. نظرا إلى ما أعانيه للوصول الى اليمن، كان تصريح العسيري مثيرا للضحك. تحطّ كل رحلات شركة "اليمنية" للطيران منذ بداية الحرب في السعودية، ويدخل ضباط هجرة سعوديون الطائرة ويفتشون الأمتعة، ويستجوبون الركاب بشكل انتقائي. كنت بين الركاب الذين تصادر جوازات سفرهم أثناء توقف الرحلة، دون كلمة تفسير واحدة. السعوديون يعلمون بكل زياراتي لليمن.
لكن لا يوجد ما يثير الضحك حول الوضع في اليمن. حقّقت خلال رحلاتي في عشرات الغارات الجوية لقوات التحالف، والتي أسفرت عن مقتل 670 مدنيا على الأقل، فضلا عن غيرها من الانتهاكات الخطيرة من قبل جميع أطراف النزاع. كنا على الأرض وحققنا نحن وغيرنا من منظمات حقوق الإنسان في هذه الانتهاكات. السعودية وشركاؤها في التحالف ملزمون بموجب قوانين الحرب بالتحقيق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها قواتهم - ولكن ليس هناك إشارة إلى أنهم فعلوا ذلك.
كان اللواء العسيري في واشنطن هذا الشهر، لحشد الدعم دون شك لإعادة تزويدهم بقنابل كتلك التي أسقطوها على مستباء وغيرها، وأسلحة أخرى. ليس هناك سبب للاعتقاد بأن ما يقوله عن فظائع التحالف المزعومة أكثر دقّة من توصيفه لتحقيقات هيومن رايتس ووتش. ربما على المشرّعين الأمريكيين المهتمين حقا بسلامة الشعب اليمني ونظرته للولايات المتحدة أخذ هذا بالاعتبار.