Skip to main content

إيران تمنع النساء من حضور بطولة العالم لكرة الطائرة الشاطئية

إبعاد الجمهور النسائي يخرق ضمانات الاتحاد الدولي

(نيويورك) – إن قرار السلطات الإيرانية بمنع النساء من حضور  مباريات "بطولة العالم المفتوحة للكرة الطائرة الشاطئية" للرجال، خلال الأسبوع الحالي، انتكاسة مخيبة للآمال بشأن حصول النساء على فرص متساوية في حضور الأحداث الرياضية العامة. يأتي المنع رغم ضمانات سابقة. تستضيف إيران، لأول مرة، إحدى بطولات الكرة الطائرة الشاطئية للرجال، في جزيرة كيش، من 15 إلى 19 فبراير/شباط 2016.

رغم الحظر الرسمي منذ 2012 على حضور الإيرانيات مباريات الكرة الطائرة، أعلن الاتحاد الدولي لهذه الرياضة في 7 فبراير/شباط 2016، أنه تلقى ضمانات من منظمي "بطولة كيش المفتوحة" أن "هذا الحدث سيكون مفتوحا للجماهير من جميع الأجناس والفئات العمرية، بما يشمل الأسر والنساء". قوبل هذا الإعلان بتفاؤل حذر من دعاة حقوق المرأة الإيرانيات والإيرانيين. يدرك هؤلاء المدافعون أنه حتى رفع الحظر رسميا، ما زالت النساء اللواتي يسعين لحضور مباريات الكرة الطائرة أو غيرها من الأحداث الرياضية عرضة للاعتقال، أو المضايقة، أو غيرهما من أشكال الانتقام.

قالت منكي وردن، مديرة برنامج المبادرات العالمية : "الإيرانيات الشجاعات اللواتي صدقن الاتحاد الدولي للكرة الطائرة، أُبعدن عند البوابات هذا الأسبوع. هذا عار على الكرة الطائرة، وانتكاسة لحقوق النساء في إيران. هذه الحادثة المؤسفة تسلط الضوء على أوجه الخلل في استراتيجية الاتحاد الدولي للكرة الطائرة مع الحكومة الإيرانية وتتناقض مع مزاعم الجهتين بأن جميع المشجعين الإيرانيين محل ترحيب".

قالت إيرانية سعت لحضور مباراة في بطولة كيش لـ هيومن رايتس ووتش: "ذهبنا إلى هناك و(عنصر) الأمن قال لي: أين تذهبين؟ قلت: لمشاهدة المباريات. قال: ممنوع".

أضافت المرأة أن مجموعة من النساء ذهبن لمشاهدة لحضور البطولة، تجمعن على سطح مقهى قريب يطل على الملاعب، في محاولة لمشاهدة المباريات.

تبين صور ومقاطع فيديو بثها الحساب الرسمي للاتحاد الإيراني للكرة الطائرة على تويتر مدرجات نصف خاوية في اليوم الثاني للبطولة؛ لا يوجد إلا رجال يتفرجون.

رد الاتحاد الدولي للكرة الطائرة على هذه الحادثة قائلا: "سررنا لرؤية هذا النجاح. رغم ذلك، حصل سوء تفاهم بسيط من أفراد الأمن صباح الثلاثاء، لكنه حُلَّ الآن".

قالت وردن: "هذه الواقعة أخطر من أن تكون سوء تفاهم بسيط. فهي تسلط الضوء على المخاطر الأوسع لحظر 2012 على المرأة الإيرانية التي تسعى لحضور مباريات الكرة الطائرة. ليس من الإنصاف أن يُطلب من النساء مشاهدة المباريات دون توفير حماية لهن والتخطيط لاحتمال أن يواجهن متاعب عند المداخل، كما في السنوات الماضية".

مُنعت النساء من حضور مباريات الكرة الطائرة في 2012، عندما وسعت وزارة الشباب وشؤون الرياضة الحظر المفروض منذ 1979 على مشاهدة الإيرانيات مباريات كرة القدم في الملاعب. منذ أكثر من عقد، تكافح النساء الإيرانيات لاستعادة حقهن في حضور جميع المناسبات الرياضية العامة. هذا الحق يكفله أيضا الميثاق الأولمبي وميثاق الاتحاد الدولي للكرة الطائرة اللذين ينصان على عدم التمييز. هذا الحظر مجرد مثال على أشكال التمييز على أساس الجنس التي تعاني منها المرأة الإيرانية من الناحيتين القانونية والعملية.

في يونيو/حزيران 2014، أوقفت السلطات الإيرانية غنتشه قوامي وعدة نساء أخريات حين حاولن حضور مباراة في "الدوري العالمي للكرة الطائرة" في مجمّع آزادي (الحرية) الرياضي في طهران. أفرج عن معظم المقبوض عليهن بعد وقت وجيز، لكن السلطات أوقفت قوامي مجددا، ووجهت لها تهمة "الدعاية ضد الدولة"، واحتجزتها في سجن إيفين قرابة 5 أشهر، قضت جزءا منها في الحبس الانفرادي.

في أكتوبر/تشرين الأول 2014 ونوفمبر/تشرين الثاني 2015، التقت هيومن رايتس ووتش مسؤولين من الاتحاد الدولي للكرة الطائرة في لوزان لحثهم على الدفاع عن المساواة بين الجنسين وتبني قضية حق النساء في حضور البطولات الدولية التي ينظمها الاتحاد. تسلط حملة #Watch4Women الأضواء على شجاعة وتصميم الإيرانيات، اللواتي يعرفن حقوقهن ويتحملن مخاطر ممارستها.

قالت وردن: "منح الاتحاد الدولي للكرة الطائرة إيران حق استضافة بطولة كيش العالمية للطائرة الشاطئية، ثم بطولة الدوري العالمي في يونيو/حزيران 2016 في طهران. الآن، الكرة في ملعبه ليكفل التزام إيران بالشروط الدولية. تهميش المرأة على هذا النحو يوفر مزيدا من الأسباب ليضغط الاتحاد الدولي للكرة الطائرة على السلطات الإيرانية، لترفع هذا الحظر التمييزي".

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة