Skip to main content
تبرعوا الآن

سوريا ـ شهود يؤكدون صحة مزاعم حول عمليات قتل جماعية أثناء الاحتجاز

معتقلون مُفرج عنهم يتحدثون عن أعمال تعذيب وقتل في سجن صيدنايا

(نيويورك) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن محتجزين سابقين في سوريا قدّموا روايات مروّعة أكّدت مزاعم أحد العسكريين المنشقين بحصول عمليات قتل جماعي في حق محتجزين. وتحدث أربعة محتجزين مُفرج عنهم من سجن صيدنايا العسكري في 2014 عن عمليات قتل داخل السجن، وظروف احتجاز قاسية، جاءت متناسبة بشكل كبير مع إدعاءات العسكري المنشق الذي نشر صور آلاف الجثث في مستشفيات عسكرية في دمشق.

في يناير/كانون الثاني، نشر فريق من محامين دوليين بارزين وخبراء في الطب الشرعي تقريرًا خلُص إلى أن السلطات السورية قامت بتعذيب وقتل محتجزين بشكل ممنهج. واستنادًا إلى التقرير، قام جندي منشق، أطلق عليه اسم قيصر، بأخذ 55 ألف صورة لما يقارب 11 ألف جثة في مستشفيات عسكرية وأماكن أخرى في دمشق. وظهرت على الجثث علامات التجويع والضرب الوحشي والخنق وغير ذلك من أشكال التعذيب والقتل.

قال أولي سولفانغ، باحث أول في الطوارئ لدى هيومن رايتس ووتش: "أضفت الروايات التي قدمها الأشخاص الأربعة المُفرج عنهم حديثًا، والذين أجرينا معهم مقابلات، مصداقية أكبر على أدلة الإدانة المتوفرة بشأن عمليات القتل الجماعي في سجون سوريا. وعندما تتم محاسبة السلطات السورية، ستكون عمليات القتل أثناء الاحتجاز واحدة من الجرائم الأولى التي سيتعين عليها الإجابة عنها".

قال المحتجزون السابقون الأربعة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا محتجزين آخرين يموتون في سجن صيدنايا في دمشق بسبب الضرب والتعذيب وسوء التغذية والمرض. كما تحدث المحتجزون السابقون، وجميعهم احتجزوا لفترة تتراوح بين 21 و30 شهرًا، أمضوا أغلبها في سجن صيدنايا، عن ظروف قاسية جدًا، مثل الاكتظاظ، ونقص الغذاء، ونقص التدفئة والتهوية، والخدمات الطبية السيئة، والظروف الصحية المتردية، مما جعلهم يعانون من الإسهال والأمراض الجلدية.  وقالوا جميعًا إنهم فقدوا الكثير من وزنهم أثناء فترة الاحتجاز. وأضاف أحدهم أنه فقد أكثر من نصف وزنه فصار يزن 50 كيلوغرامًا فقط عندما أطلق سراحه.

قالت هيومن رايتس ووتش إن روايات الشهود المتعلقة بخسارة الوزن تتطابق مع الصور التي التقطها قيصر. فالجثث المصورة بدت هزيلة جدًا، واتسمت ببروز الضلوع وعظام الورك ووجود تجويفات على مستوى الوجه. وقال أحد المحتجزين السابقين عن صديق له كان معه في نفس الزنزانة وتوفي بسبب الإسهال: "كان يشبه الجثث الموجودة في صور قيصر". يُذكر أن هيومن رايتس ووتش قامت بمراجعة بعض الصور، ولكنها لم تقم بتحليلها بشكل مستقل ومعمق.

وقال اثنان من المحتجزين السابقين إنهما شاهدا نقل الجثث من سجن صيدنايا إلى مستشفى تشرين العسكري، المعروف بالمستشفى 607، شمال دمشق، وهو ما يتناسب مع مزاعم قيصر بأنه تم تجميع بعض الجثث في هذا المستشفى، وإن صوره التقطت هناك.

كما قال محتجز سابق إنه كانت توجد سبع جثث في الشاحنة التي نقلته إلى مستشفى تشرين لتلقي العلاج. بينما تحدث محتجز آخر عن وجود جثتين في العربة التي نقل فيها إلى مستشفى تشرين للمرة الثانية. وقال إن حراس السجن أجبروه على وضع قرابة 20 جثة في أكياس بلاستيكية أثناء فترتي إقامته في المستشفى.

وقال المحتجزون السابقون إن سلطات السجن كانت تضع أرقام هوية على السجناء وأيضا على الجثث أثناء نقلها إلى المستشفى، وكثيرا ما تكتب هذه الأرقام على الجبين. ويظهر في صور قيصر التي قامت هيومن رايتس ووتش بمراجعتها شخص وهو يمسك ورقة عليها رقم، بينما يظهر الرقم في صور أخرى مكتوب بشكل مباشر على الجثة.

كما قال المحتجزون السابقون لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا وعانوا من أعمال تعذيب مروعة في سجن صيدنايا وغيره من فروع أجهزة الأمن التي احتجزوا فيها في البداية، بما في ذلك فروع المخابرات العسكرية 293 و215، المعروفة بفرع فلسطين، وفرع المخابرات الجوية في المزة، وفرع المخابرات العسكرية في اللاذقية. وكانت هيومن رايتس ووتش قد وثقت في تقريرها أقبية التعذيب، الذي أصدرته في 2012، استخدام التعذيب بشكل ممنهج وعلى نطاق واسع في 27 مركز احتجاز تابع لأجهزة الأمن السورية، بما فيها هذه المراكز الخمسة.

وبسبب مداخلة حول صور قيصر، صوّت مجلس الأمن في 22 مايو/أيار على سؤال يتعلق بإحالة الملف السوري إلى المحكمة الجنائية الدولية التي لها صلاحية التحقيق في الانتهاكات المزعومة التي ارتكبتها جميع الأطراف في سوريا. وكانت أكثر من مائة منظمة غير حكومية قد دعت المجلس إلى تمرير القرار، ودعمته أكثر من ستين دولة، وصوتت لصالحه  13 دولة من بين 15 دولة عضوا في المجلس. ولكن روسيا والصين منعتا تمرير القرار باستخدام حق النقض.

قالت هيومن رايتس ووتش إن على الحكومة السورية السماح لمراقبين دوليين مستقلين ولجنة تقصي الحقائق في سوريا بزيارة جميع مراكز الاحتجاز. كما يتعين على سوريا الامتثال للقرار رقم 2139 الذي دعا إلى الكف عن أعمال التعذيب في السجون السورية، والإفراج عن جميع الأشخاص المحتجزين تعسفًا.

وقال أولي سلوفانغ: "لقد تم توثيق جرائم الحكومة السورية بشكل جيد، إلا أن هذه الصور تقدم دليلا قويا آخر عن المعاملة الرهيبة التي يلقاها معارضو الحكومة. لن يحتاج مجلس الأمن إلى أدلة أكثر قوة لاتخاذ إجراءات دولية تردع سوريا عن ارتكاب مزيد من الجرائم".

لمزيد من المعلومات حول ظروف سجن صيدنايا، وعمليات القتل فيه، ونقل الجثث إلى مستشفى تشرين العسكري، يُرجى متابعة القراءة أسفل هذا.

التعذيب وظروف الاحتجاز في سجن صيدنايا
يوجد تطابق بين روايات الشهود الأربعة الذين تقابلت معهم هيومن رايتس ووتش مؤخرًا والصور التي التقطها العسكري المنشق المعروف بـ قيصر. وأطلق سراح اثنين منهم من سجن صيدنايا شمال دمشق في يناير/كانون الثاني 2014، والاثنين الآخرين في يونيو/حزيران، بموجب عفو حكومي. وأجريت مقابلة مباشرة مع اثنين منهم، بينما تم الاتصال بالآخرين عبر الهاتف. يُذكر أنه تم تغيير أسماء المحتجزين الأربعة حفاظا على سلامتهم.

يخضع سجن صيدنايا لمراقبة الجيش، ويتكون من مبنيين اثنين على الأقل. وكان قبل الانتفاضة السورية في 2011 مركز احتجاز سابق للمحاكمة يأوي الأشخاص الذين تحتجزهم المخابرات العسكرية، ومخابرات سلاح الجو وأمن الدولة، والأشخاص الصادرة في حقهم أحكام من محكمة امن الدولة التي ألغيت في 2011. ومنذ بداية الأزمة، صار السجن يأوي متظاهرين مدنيين، ونشطاء سياسيين، وكذلك منشقين، بمن فيهم الأشخاص الذين حوكموا في محكمة مكافحة الإرهاب في المحكمة العسكرية الميدانية.

قال المحتجزون لـ هيومن رايتس ووتش إن سلطات سجن صيدنايا وضعتهم عند قدومهم إلى هناك في زنزانات صغيرة أعدت للحبس الانفرادي في الطابق الأرضي أو في واحد من طابقين تحت الأرض. كما قالوا إنه كان يوجد في كل زنزانة، في مساحة تقلّ عن مترين مربعين، ما بين خمسة وتسعة محتجزين. وقال سمير لـ هيومن رايتس ووتش، وكان محتجزًا في زنزانة انفرادية مع أربعة أشخاص آخرين:

كنا كلما نام اثنان منا، بقي الاثنان الآخران واقفين. كنا مجردين من ملابسنا باستثناء الملابس الداخلية. وكان يتعين علينا النظر إلى الجدار كلما فتح الباب. كان حراس السجن يضربوننا بالخراطيم والكابلات، وأحيانًا يصبون علينا الماء، فنشعر بالبرد الشديد لأن درجة الحرارة كانت دون عشر درجات مئوية في ذلك الوقت. وكانوا يلقون علينا الأكل، أو يضعونه على ثقب المرحاض وسط الغرفة فنضطر إلى أخذه من هناك.

أمضى سمير، وهو ضابط في القوات السورية الخاصة، واعترف فور اعتقاله أنه كان يخطط للانشقاق، أمضى خمسة أيام فقط في الزنزانة، بينما أمضى المحتجزون الآخرون الذين تقابلت معهم هيومن رايتس ووتش فترات أطول من ذلك. وأمضى خالد، وهو طالب وعمر 22 سنة، 17 يومًا في زنزانة للحبس الانفرادي مع ثمانية أشخاص آخرين. كما أمضى جلال وعامر خمسة أشهر هناك مع ثمانية أشخاص آخرين.

وفي وقت لاحق، قامت سلطات السجن بنقل المحتجزين إلى زنزانات أكبر أو إلى الطوابق العليا. وكان طول الزنزانة الواحدة ثمانية أمتار وعرضها سبعة أمتار، وفي كل واحدة منها 27 أو 28 أو 25 محتجزًا. وقال سمير:

في البداية، كان يدخل علينا 15 حارسًا إلى الزنزانة ويجلبوا لنا الأكل. وكانوا كل مرة يقومون بضربنا إلى أن ندمى، وقد يستمر ذلك لخمس أو عشر دقائق. كانوا يستخدمون العصي الكهربائية والخراطيم المعدنية والبلاستيكية. وبعد ذلك، صاروا يأتوننا مرة واحدة في اليوم. وكان الضرب يختلف بحسب شدة القتال في الخارج، وكلما أحرزت المعارضة تقدمًا، كنا نتعرض إلى ضرب أكثر.

شاهد باحثو هيومن رايتس ووتش ندوب وكدمات على ظهور المحتجزين الذين أجريت معهم مقابلات مباشرة، وقاموا بتوثيقها. وكانت هذه العلامات متناسبة مع روايات الشهود حول تعرضهم إلى الضرب على يد الحراس بالخراطيم. وتظهر العلامات التي يحملها أحدهما أثر الضرب بشيء طويل مثل الخرطوم.

انتشار الأمراض ونقص المساعدة الطبية اللازمة
تسببت ظروف الاحتجاز في سجن صيدنايا وغيره من مراكز الاحتجاز الأخرى التي نقل إليها المحتجزون في البداية في حالات إسهال خطيرة، وحالات جرب وقروح. وقال المحتجزون السابقون إن البراغيث كانت تسببت لهم في رغبة ملحة في حكّ الجلد. قال خالد: 

بدأت تظهر لي قروح في كامل جسمي، وكانت شبيهة بثقوب ناتجة عن الحكّ المتواصل. كنا أحيانًا لا نكف عن الحكّ حتى تظهر عظامنا.

كما قال المحتجزون إنهم لم يحصلوا على مساعدة طبية فعالة. وقال جلال إن طبيبين كان يقومان بفحص المرضى كل أسبوعين. وكان احدهما يقدم مساعدة طبية محدودة، بينما كان الآخر يقوم بضرب المحتجزين إذا طلبوا دواءً أو اشتكوا من الآلام.

إضافة إلى الظروف الصحية السيئة، كان المكان يفتقر إلى الهواء النقي. وقال سمير، الذي أمضى سنتين ونصف في سجن صيدنايا، إنه يذكر أن الحراس سمحوا له بمغادرة الزنزانة خمس مرات فقط: مرة لحضور جلسة في المحكمة العسكرية في القابون، وثلاث مرات للاستحمام في حمام في نفس الطابق، ومرة عندما نقل إلى المستشفى بسبب مشاكل حادة في معدته. وقال عامر، الذي أمضى خمسة أشهر في زنزانة انفرادية، إنه غادر الزنزانة مرتين فقط لمقابلة عائلته التي كانت تدفع المال لذلك.

وقال اثنان من المحتجزين السابقين إن عائلتيهما كانتا تؤدي إليهما زيارات مدفوعة الثمن.

حالات الوفاة ونقل الجثث
قال المحتجزون الأربعة لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا محتجزين آخرين يموتون في سجن صيدنايا.

وتحدث كلّ من عامر وجلال، وكانا معًا في نفس الزنزانة في سجن صيدنايا، عن وفاة شخصين كانا محتجزين في زنزانتهما. وقالا إن مصطفى داوبيل، من مواليد 1985، توفي في بداية نوفمبر/تشرين الثاني 2013. وقال عامر:

توفي محمد بسبب نوع من العدوى في فمه. كانت فيه تقرحات، وتطورت إلى منعته من الأكل. قبل وفاته بأسبوع، بدأت القروح الظاهرة في جسمه تفرز مادة سائلة. كنا نقوم بغسله كلّ يوم، ولكن الرائحة كانت لا تطاق.

وقال الرجلان إن الشخص الثاني كان اسمه محمد طابا، من مواليد 1987، وتوفي في أكتوبر/تشرين الأول 2013، وكان يعاني من سوء التغذية والإسهال والجرب. وقال عامر: "كان بالضبط مثل الجثث التي ظهرت في صور قيصر".

كما قال عامر إن صديقه علي شاهين توفي هو الآخر أثناء احتجازهم لمدة خمسة أشهر في الزنزانة الانفرادية:

عانى علي من الإسهال لمدة شهرين اثنين دون أن يُعرض على طبيب. كان أيضًا يعاني من قروح وينام على المرحاض لأنه لم يكن يوجد مكان آخر. وكانت القروح في ظهره تفرز مادة سائلة. أخبرنا الحراس أنه مريض، ولكنهم لم يفعلوا شيئًا.  

وقال عامر إن رجلا يُلقب بـ أبو عقبة العابد، من مواليد 1981، توفي في الزنزانة أيضا، ولكنه لم يعرف اسمه الحقيقي. كما قال إن المحتجزين كانوا يخشون إعلام الحراس بتدهور حالة أحدهم لأنهم يقومون بضربهم، وإنهم تلقوا تعليمات متكررة من الحراس بان لا يتصل بهم احد إلا إذا توفي أحدهم. وقال عامر: "كان الحراس يصرخون كل يوم: من مات اليوم؟ وإذا أجابهم أحدنا: الرقم 7، سيدي، فإن ذلك يعني إن شخصًا في الزنزانة 7 لقي حتفه".

يُذكر أن مركز توثيق الانتهاكات، وهو منظمة مراقبة محلية، سجّل أسماء طابا وداوبيل وشاهين في قاعدة البيانات الخاصة بالذين قتلوا أثناء الاحتجاز.

قال خالد لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع أثناء فترة احتجازه في زنزانة انفرادية لمدة 17 يومًا الحراس يقولون إن شخصًا توفي في إحدى الزنزانات الأخرى. ويعتقد خالد إن ما لا يقل عن 20 شخصًا ربما لقوا حتفهم في الجناح الذي كانت فيه زنزانته أثناء فترة بقائه هناك لمدة سنة وثلاثة أشهر.

وقال سمير، وهو ضابط، لـ هيومن رايتس ووتش إن شخصًا واحدا من بين 28 شخصًا في زنزانته توفي. كما قال إن سلطات السجن قامت بنقل عبد العزيز محرز إلى المستشفى لأنه كان يعاني من إسهال متواصل لعدّة أيام. وقال محتجز آخر، كان قد نقل إلى المستشفى، لـ سمير، عند عودته، إن عبد العبد العزيز محرز سقط من الشاحنة عندما وصل إلى المستشفى لأنه لم يقوى على الوقوف. كما قال له إن حراس السجن قاموا بعد ذلك بضرب محرز إلى أن لقي حتفه، ثم أجبروا المحتجزين الآخرين على وضعه في كيس للجثث.

نقل الجثث إلى مستشفى تشرين العسكري
قال ثلاثة من المحتجزين السابقين لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شاهدوا أو سمعوا من محتجزين آخرين إن جثث المحتجزين المتوفين في السجن كانت تنقل إلى مستشفى تشرين العسكري في نفس العربات التي كانت تستخدم لنقل المحتجزين للعلاج. ويوجد مستشفى تشرين شمال دمشق، على بعد 20 كيلومترا من سجن صيدنايا.

قال سمير لـ هيومن رايتس ووتش إنه سمع أول مرة بالجثث من محتجز آخر كان مريضًا، ونُقل إلى مستشفى تشرين. كما قال إن المحتجز المريض أخبره عند عودته إنه كانت توجد عديد الجثث على متن الشاحنة التي نقلتهم إلى المستشفى.

وقال سمير إنه كان يعاني من مرض شديد في آخر أبريل/نيسان، قبيل نهاية فترة الاحتجاز:

كنا أربعة مرضى، وتم نقلنا إلى مستشفى تشرين في ذلك اليوم. كان معنا على متن الشاحنة نفسها سبع جثث. وعندما وصلنا على المستشفى، قام الحراس برفع العصابات عن أعيننا، وفكوا الأغلال من أيدينا. قاموا بإلقاء الجثث على الأرض، وأجبرونا على نقلها جانبًا. وبعد ذلك، قمنا بفتح الأكياس وقراءة الأرقام المكتوبة على الجثث، بينما كان ضابط يقوم بتدوينها في قائمة.

وقال خالد في مقابلة منفصلة مع هيومن رايتس ووتش إن زميله في نفس الزنزانة قال له بعد عودته من مستشفى تشرين حيث كان يتلقى علاجًا إنه كانت توجد 15 جثة على متن الشاحنة التي نقلته إلى المستشفى. كما قال خالد لـ هيومن رايتس ووتش إن زميله شاهد أرقامًا مكتوبة على جبين الجثث عندما قاموا بإنزالها في المستشفى.

كما قال عامر لـ هيومن رايتس ووتش إن حراس السجن أجبروه في المستشفى على وضع حوالي 20 جثة في أكياس الموتى أثناء إقامته في مستشفى تشرين لتلقي علاج لمرض الجرب في مناسبتين اثنتين:

كانت الجثث عارية. تعرفت إلى أحدها وكانت لرجل محتجز معي في الفرع 291، ولكني لا أعرف اسمه. كانوا كلهم رجالا تتراوح أعمارهم بين 20 و50 سنة. وبعد أن وضعنا الجثث في أكياس، قمنا بنقلها إلى سيارة، ولا نعلم ما لذي حلّ بها بعد ذلك.

ورغم أن جلال لم يذهب إلى مستشفى تشرين، إلا أنه قال لـ هيومن رايتس وووتش إنه شاهد عديد الجثث الملفوفة في القماش في إحدى غرف السجن في ثلاث مناسبات مختلفة بينما كان ينتظر زيارات عائلية.                      
 

 

 

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.