(بيروت، 4 يوليو/تموز 2012) ـ قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن سلطات البحرين عليها التحقيق في تصرفات الشرطة في أثناء المظاهرات الأخيرة التي جرحت ناشطة وكادت تجرح صحفية.
في 27 يونيو/حزيران، وبعد تفريق مظاهرة، ألقت شرطة مكافحة الشغب عبوة غاز مسيل للدموع فجرحت زينب الخواجة، ناشطة حقوق الإنسان البارزة، في ساقها، حسب تصريحها لـ هيومن رايتس ووتش. في واقعة منفصلة قالت ريم خليفة، مراسلة الأسوشيتد برس، قالت لـ هيومن رايتس ووتش إن أحد رجال الشرطة قذفها بقنبلة صوتية يوم 29 يونيو/حزيران بينما كانت تقف مع صحفيين آخرين على بعد بضعة مئات من الأمتار من موقع مظاهرة أخرى. لم تصب ريم خليفة بسوء. في 22 يونيو/حزيران أطلقت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع كما قذفت القنابل الصوتية من مدى قريب لتفريق مظاهرة سلمية في المنامة.
قال إريك غولدستين، نائب مدير قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "هذه المرة الثالثة في الآونة الأخيرة التي تقوم فيها الشرطة بإلقاء أشياء من مدى قريب يمكنها التسبب في إصابات جسيمة. على السلطات أن تفتح تحقيقاً مستقلاً، وإذا اتضح قيام الشرطة باستهداف صحفية ومتظاهرة سلمية عمداً فإن عليها محاسبة للمسؤول عن هذا".
وقع حادث 27 يونيو/حزيران عقب قيام شرطة مكافحة الشغب بتفريق مظاهرة في قرية بوري القريبة من مدينة عيسى. قالت زينب الخواجة إن أحد رجال الشرطة أطلق عبوة الغاز المسيل للدموع عليها مباشرة من مسافة "سبعة إلى عشرة أمتار"، فأصابتها في الساق اليمنى. ونقلت الأسوشيتد برس أن "الصور الملتقطة بعد الحادث بقليل تظهر زينب الخواجة وهي تعرج والدم يتقاطر على ساقها اليمنى". قالت زينب الخواجة إن الأطباء وضعوا جبيرة على ساقها ونصحوها بالراحة في الفراش لمدة طويلة.
كانت السلطات قد احتجزت زينب الخواجة في 21 أبريل/نيسان بتهمة "تعطيل حركة المرور، والتجمع غير المشروع، والاعتداء على موظف عمومي" بعد قيامها باعتصام فردي على طريق رئيسي. كانت زينب الخواجة تطالب بالإفراج عن أبيها، القيادي بحركة الاحتجاجات والناشط الحقوقي البارز عبد الهادي الخواجة، الذي واجه حكماً بالسجن المؤبد في يونيو/حزيران 2011 على دوره في احتجاجات 2011 المطالبة بالديمقراطية. تواجه زينب عدة تهم تتعلق بالمشاركة في "تجمعات غير مشروعة".
قالت ريم خليفة لـ هيومن رايتس ووتش إن ثلاث سيارات تابعة للشرطة توقفت بالقرب منها على طريق البُديع الرئيسي يوم 29 يونيو/حزيران بينما كانت تحادث أحد زملائها هاتفياً. قالت ريم: "قام رجل شرطة من السيارة الثانية، لم يكن يرتدي زي شرطة مكافحة الشغب، بإلقاء قنبلة صوتية عليّ مباشرة. كان على بعد مترين أو ثلاثة فقط".
شهد الواقعة زميل لريم لا يرغب في كشف هويته، وقال لـ هيومن رايتس ووتش: "انتحت ريم جانباً قبل انفجار القنبلة الصوتية؛ وإلا كانت لتصيب ساقها".
في 22 يونيو/حزيران استخدمت شرطة مكافحة الشغب الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية لتفريق مظاهرة سلمية في حي البلد القديم بالمنامة، كانت قد دعت إليها حركة الوفاق، أكبر تجمعات المعارضة البحرينية. قال أربعة شهود لـ هيومن رايتس ووتش إن شرطة مكافحة الشغب أطلقت القنابل الصوتية والغاز المسيل للدموع مباشرة على المحتجين بلا استفزاز [من جانب المحتجين].
جرحت شرطة مكافحة الشغب أربعة أشخاص، بمن فيهم علي الموالي الذي أصيب في رأسه بعبوة غاز مسيل للدموع أطلقت من مسافة بضعة أمتار فقط، كما قال بعض الشهود لـ هيومن رايتس ووتش. ويجري علاج علي الموالي في مجمع السلمانية الطبي.
تلتزم البحرين، كدولة طرف في العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، تلتزم بحماية حق الجميع في حرية التعبير والتجمع السلمي. كما أنها ملتزمة بالمباديء الأساسية للأمم المتحدة بشأن استخدام القوة والأسلحة النارية، والتي تُلزم مسؤولي إنفاذ القانون باستخدام القوة فقط بعد توجيه تحذيرات بأنهم يوشكون على استخدامها. تلك المباديء تُلزم الحكومات أيضاً "بمعاقبة الاستخدام التعسفي أو المسيء للقوة أو الأسلحة النارية من قِبل مسؤولي إنفاذ القانون، ومعاقبته كجريمة بموجب قوانينها".