Skip to main content

إقليم كردستان العراق: فتوى إيجابية عن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية لكنها ليست حاسمة

فتوى من علماء المسلمين بكردستان بأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية غير وارد في الإسلام لكنها لم تحظر هذه الممارسة

(بيروت، 18 يوليو/تموز 2010) – قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن الفتوى الدينية التي أصدرها اتحاد علماء المسلمين في إقليم كردستان بشأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ترسل رسالة واضحة مفادها أن هذه الممارسة غير واردة ضمن تعاليم الإسلام. لكن الفتوى الصادرة لا تطالب بحظر صريح على هذه الممارسة الضارة القديمة.

وكانت اللجنة العليا لإصدار الفتاوى بمجلس علماء المسلمين في إقليم كردستان، أعلى مرجعية إسلامية في كردستان العراق للفتاوى والأحكام الدينية، كانت قد أصدرت فتواها في 6 يوليو/تموز 2010، بشأن استمرار ممارسة تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في كردستان العراق. وورد في الفتوى أن هذه الممارسة غير واردة في الإسلام، بل تسبق ظهوره وتعود إلى الجاهلية. ولا تحظر الفتوى بشكل قاطع "ختان الإناث". وورد فيها أنه يحق للأبوين اختيار "ختان" بناتهن، لكن من الأفضل عدم اللجوء لهذه الممارسة لما لها من آثار صحية ضارة. وقد تم الاعتراف بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية على المستوى الدولي بصفته انتهاك لحقوق الفتيات والنساء، بما في ذلك حقهن في الحياة والحق في الصحة والحق في السلامة البدنية.

وقالت نادية خليفة، باحثة حقوق المرأة المعنية بمنطقة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "هذه الفتوى الخاصة بتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية هي جهد هام بذله المجتمع الديني الكردستاني من أجل فصل هذه الممارسة عن الإسلام، لكنها غير كافية". وتابعت: "تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية مهين وضار، وترك الاختيار للآباء في إجراء هذه العملية على بناتهن هو ببساطة أمر غير مقبول".

وكانت هيومن رايتس ووتش قد أصدرت في 16 يونيو/حزيران تقريرها "أخذوني ولم يخبروني بشيء: تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية في كردستان العراق" الذي يصف تجارب الفتيات الصغيرات والنساء اللاتي مررن بعملية قطع الأعضاء التناسلية والآُثار شديدة الضرر لهذه العملية على صحتهن البدنية والنفسية. وأشارت هيومن رايتس ووتش إلى أن هذه الممارسة منتشرة، بناء على دراسات إحصائية أجرتها الحكومة، على يد وزارة حقوق الإنسان السابقة، ودراسة أخرى من قبل منظمة غير حكومية محلية. الدراستان تظهران أن أكثر من خمسين في المائة من النساء والفتيات بين 14 و19 عاماً تعرضن لتشويه الأعضاء التناسلية.

ويضم التقرير مقابلات مع فتيات ونساء أشرن إلى هذه العملية على أنها "سنة نبوية". وكشفت نتائج هيومن رايتس ووتش عن أن النساء حائرات حول موقف الدين من هذه الممارسة. البعض قلن إن القيادات الدينية في مجتمعهن يشجعون على هذه الممارسة، فيما قالت أخريات إنهم لا يشجعون عليها.

وفي تقارير إعلامية ظهرت في 12 يوليو/تموز، قام الناطق باسم وزارة الأوقاف والشؤون الدينية، مروان نقشبندي، بمطالبة رجال الدين أن يوضحوا أثناء خطبة صلاة الجمعة أن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليس من الإسلام في شيء.

ودعت هيومن رايتس ووتش حكومة إقليم كردستان إلى دعم رجال الدين في كردستان في رفضهم لتشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية، وإلى أن تعد خطة طويلة الأمد للقضاء على هذه الممارسة. ومن المقرر أن تشمل الخطة قانوناً لحظر هذه الممارسة، مع حملة للتوعية تستهدف الأسر والقيادات الدينية والقابلات والعاملين بالمجال الطبي.

وقالت نادية خليفة: "يسرنا أن الوزارة أطلقت هذه الدعوة لأن دعمها ضروري للغاية للقضاء على هذه الممارسة". وأضافت: "والآن عليها أن تعمل على وصول هذه الدعوة إلى كل أسرة في المنطقة، بأن تشويه الأعضاء التناسلية الأنثوية ليس من الإسلام".

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة