Skip to main content

الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: الولايات المتحدة توقف تقديم القنابل العنقودية

حظر التصدير الأميركي يجب أن يدفع الدول إلى التوقيع على معاهدة حظر الأسلحة العنقودية

(نيويورك، 18 مارس/آذار 2009) - قالت هيومن رايتس ووتش اليوم إن قانوناً أميركياً جديداً يحظر بشكل دائم كل صادرات القنابل العنقودية من الولايات المتحدة، من شأنه أن يضع النهاية لفترة طويلة شهدت نقل هذا السلاح إلى إسرائيل وغيرها من الدول في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وقالت هيومن رايتس ووتش إن هذا الإجراء من شأنه أن يدفع دول المنطقة وكذلك الولايات المتحدة إلى الانضمام إلى المعاهدة الدولية لحظر الذخائر العنقودية.

وورد حظر الولايات المتحدة هذا ضمن مشروع قانون شامل خاص بالميزانية (HR 1105) وقع عليه الرئيس باراك أوباما ليتحول إلى قانون في 11 مارس/آذار 2009. وبموجب هذا القانون، لا يمكن للولايات المتحدة أن تُصدر من الذخائر العنقودية إلا ما يتمتع منها بنسبة أقل من 1 في المائة من القنابل غير المتفجرة لدى الارتطام. وتُعتبر هذه القنابل غير المتفجرة لدى الارتطام بمثابة ألغام أرضية، وتنفجر حين يلامسها المدنيون غير المنتبهين لوجودها. كما دعى التشريع الدول المستقبلة للذخائر العنقودية إلى الموافقة على أن هذه الذخائر العنقودية "لن تُستخدم في الأماكن المعروف فيها وجود المدنيين". ونسبة ضئيلة للغاية من الذخائر العنقودية في ترسانة أسلحة الولايات المتحدة هي التي تفي بنسبة الواحد في المائة المذكورة.

وقالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في هيومن رايتس ووتش: "أدت الذخائر العنقودية التي قدمتها الولايات المتحدة إلى إلحاق دمار واسع في صفوف المدنيين في لبنان والعراق والصحراء الغربية وأماكن أخرى في المنطقة". وتابعت قائلة: "وعلى هذه البلدان أن تعتبر حظر التصدير خطوة أولى نحو تخليص المنطقة من هذا السلاح غير الموثوق وغير الدقيق الذي حصد أرواح المدنيين وأطرافهم طيلة سنوات تم استخدامه فيها".

واتفاقية الذخائر العنقودية لعام 2008 تحظر استخدام وإنتاج وتخزين ونقل الذخائر العنقودية، وتنص على مواعيد نهائية واضحة لتخليص المناطق المتأثرة بهذا السلاح من آثاره، ولتدمير مخزون الذخائر العنقودية المتوفر لدى الدول الأطراف. وقد وقعت 95 دولة على الاتفاقية، ومنها لبنان وتونس من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

وقد نقلت الولايات المتحدة الذخائر العنقودية إلى 8 دول على الأقل في المنطقة، هي البحرين ومصر وإسرائيل والأردن والمغرب وعُمان والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وإسرائيل تلقت الكثير من الذخائر العنقودية الأميركية واستخدمت هذا السلاح بشكل مكثف في نزاعها المسلح عام 2006 في لبنان (https://www.hrw.org/en/reports/2008/02/16/flooding-south-lebanon).

وتم تفعيل الحظر الأميركي على الصادرات لأول مرة في مشروع الميزانية المقدم في ديسمبر/كانون الأول 2007، لكن ورد الحظر في ذلك القانون لمدة عام فقط.

وقالت سارة ليا ويتسن: "إن الحظر الأميركي الدائم على التصدير سيحول دون نقل ملايين الذخائر العنقودية الصغيرة إلى إسرائيل وغيرها من دول المنطقة". وأضافت: "لكن ما لم تنضم حكومات المنطقة إلى المعاهدة الدولية التي تحظر استخدام ونقل الذخائر العنقودية، فسوف يبقى التهديد قائماً".

وفي ديسمبر/كانون الأول 2008، قال فريق أوباما الانتقالي إن الرئيس المُنتخب سوف "يراجع بإمعان" المعاهدة الجديدة و"يتعاون مع الأصدقاء والحلفاء من أجل ضمان بذل الولايات المتحدة أقصى المستطاع من أجل الترويج لحماية المدنيين".

وسياسة الولايات المتحدة إزاء الذخائر العنقودية ظهرت أخيراً في ورقة سياسات توجيهية من ثلاث صفحات صدرت من قبل وزير الدفاع روبرت غيتس في يوليو/تموز 2008. ووصفت الورقة الذخائر العنقودية بأنها "سلاح مشروع ذات نفع عسكري واضح" وقالت إن الولايات المتحدة ستستمر في استخدام الذخائر العنقودية، وأنه بعد 2018، لن تستخدم من الذخائر العنقودية إلا ذات معدل عدم الانفجار الأقل من 1 في المائة.

وتشارك هيومن رايتس ووتش في رئاسة تحالف الذخائر العنقودية، الذي ساعدت على تشكيله في نوفمبر/تشرين الثاني 2003. وقد صعدت هيومن رايتس ووتش وأطراف أخرى من الضغط من أجل معاهدة دولية تخص الذخائر العنقودية إثر استخدام إسرائيل الموسع لهذه الأسلحة في جنوب لبنان في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2006. وقد خلف هذا السلاح مناطق شاسعة في لبنان ملوثة بذخائر عنقودية صغيرة قاتلة لم تنفجر بعد.

ويمكن إطلاق الذخائر العنقودية بواسطة قذائف المدفعية أو في الصواريخ أو بإسقاطها من الطائرات، وهي في العادة تنفجر في الهواء مرسلة عشرات ومئات الذخائر العنقودية الصغيرة أو القنيبلات، على منطقة في حجم ملعب كرة قدم. ولا يمكن للذخائر العنقودية أن تميز بين الأهداف العسكرية والمدنية، من ثم فأثرها الإنساني يمكن أن يكون هائلاً حين تُستخدم بالقرب من مناطق مأهولة بالمدنيين. وكثيراً ما تخفق الذخائر العنقودية الصغيرة في الانفجار لدى الارتطام الأولي بالأرض؛ مما يخلف الكثير من القنابل الصغيرة التي لم تنفجر على الأرض، التي تصبح وكأنها ألغام وتمثل خطراً محدقاً يتهدد المدنيين.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.