Skip to main content

العراق: يجب على الولايات المتحدة وبريطانيا تقديم معلومات عن القنابل العنقودية

القنابل العنقودية التي يتم إطلاقها من الأرض تهدد أرواح المدنيين

اتهمت منظمة هيومن رايتس ووتش الولايات المتحدة وبريطانيا اليوم بالتقاعس عن تقديم بيانات كافية عن الهجمات التي شنتها قواتهما في العراق باستخدام القنابل العنقودية، مشيرة إلى أن نقص هذه المعلومات يهدد أرواح المدنيين العراقيين.

وقد اعترفت وزارة الدفاع الأمريكية باستخدام قرابة 1500 قنبلة عنقودية تم إسقاطها من الجو، ولكنها لم تكشف النقاب عن أي معلومات بشأن الذخائر التي تم إطلاقها من الأرض، والتي من المحتمل أن تكون أكثر من القنابل الجوية بكثير. أما وزارة الدفاع البريطانية فقد اعترفت باستخدام أكثر من 2000 قنبلة عنقودية، ولكنها، مثل البنتاغون الأمريكي، لم تقدم المعلومات المفصلة التي يحتاجها خبراء إزالة الألغام للتخلص من القنيبلات "الخاملة" التي لم تنفجر، والتي تشكل خطراً على أرواح المدنيين.

وقال رويبن بريغتي، الباحث بقسم الأسلحة في منظمة هيومن رايتس ووتش
"يجب على الولايات المتحدة وبريطانيا إماطة اللثام عن كافة الحقائق بشأن ما فعلتاه بهذه الأسلحة؛ فهما لا تبذلان كل ما في وسعهما لحماية المدنيين من العواقب المهلكة للهجمات بالذخائر العنقودية".
وأضاف بريغتي قائلاً إن الذخائر التي تحتوي عليها قذائف المدفعية والصواريخ التي يتم إطلاقها بنظام الإطلاق المتعدد، بالإضافة إلى القنابل العنقودية التي تطلقها الطائرات، ربما يكون قد تخلف عنها عشرات الآلاف من القنيبلات الخطيرة التي لم تنفجر في مواقع عديدة في العراق، بما في ذلك المناطق الحضرية. وحث بريغتي الولايات المتحدة وبريطانيا على إصدار تحذيرات كافية للمدنيين، بما في ذلك صور واقعية للقنيبلات الخاملة، والمساعدة بكافة الطرق الممكنة في إزالة الذخائر العنقودية التي لم تنفجر.

وجدير بالذكر أن المنظمات المناهضة لاستخدام الألغام وغيرها من المنظمات الإنسانية لم تتلقَّ معلومات مفصلة عن مواقع الذخائر العنقودية التي استخدمت في القتال في العراق وأعدادها وأنواعها، بما في ذلك الأنواع المستخدمة للمرة الأولى.

وقد اعترفت وزارة الدفاع البريطانية في 24 أبريل/نيسان بأن قواتها قد استخدمت 2100 قذيفة مدفعية تحتوي على ذخائر عنقودية، وما لا يقل عن 66 من القنابل العنقودية من طراز "بي إل - 755"؛ كما استخدمت 395 قنبلة عنقودية إبان حرب الخليج عام 1991، وعدداً مجهولاً من الذخائر العنقودية التي تُطلق من الأرض.

وتحتوي قذيفة المدفعية التي تستخدمها بريطانيا، والمسماة "إل 20 إيه وان" (L20A1)، على 49 قنيبلة كل منها مزودة بجهاز للتفجير الذاتي، تزعم الشركة المنتجة له أنه يخفض نسبة الفشل في الانفجار إلى أقل من 2 في المائة. وقد تخلف عدد كبير من القنيبلات الخاملة غير المنفجرة عن القنابل العنقودية القديمة من طراز "بي إل - 755" التي استخدمت في العمليات القتالية في الكويت ويوغوسلافيا/كوسوفا. كما ترددت أنباء تفيد بأن القوات البرية البريطانية استخدمت أنظمة الإطلاق الصاروخي المتعدد، التي تبلغ نسبة القنيبلات الخاملة المتخلفة عنها 16 في المائة أو أكثر.

وعلى النقيض من بريطانيا، فإن الولايات المتحدة لم تكشف النقاب عن عدد الذخائر العنقودية التي أطلقت من الأرض في العراق؛ وقد صرح مسؤول دفاعي أمريكي، لم يُكشف عن اسمه، لأحد مراسلي صحيفة "لوس أنجيليس تايمز" أن الولايات المتحدة لا تحتفظ بسجل للذخائر العنقودية التي أُطلقت من الأرض.
وقال بريغتي
"إن لم يكن البنتاغون يسجل الذخائر العنقودية التي يتم إطلاقها من الأرض، فمن الأحرى أن يبدأ في ذلك؛ فمثل هذه المعلومات بالغة الأهمية، خاصة حينما يُستخدم هذا السلاح على غير الوجه الصحيح في مناطق حضرية".
والواقع أن العديد من الذخائر العنقودية الأرضية التي تستخدمها القوات الأمريكية والبريطانية تتخلف عنها نسبة مرتفعة بصورة غير مقبولة من القنيبلات التي تصبح كالألغام الأرضية في واقع الأمر عندما تفشل في الانفجار عند اصطدامها بهدفها. وتفيد البيانات الرسمية الأمريكية بأن الحد الأدنى من معدلات الفشل في الانفجار بالنسبة للأنواع الشائعة من الذخائر العنقودية التي يتم إطلاقها من الأرض يتراوح بين 14 و16 في المائة؛ وترتفع هذه المعدلات عندما تصطدم هذه الذخائر بالنباتات أو المنشآت.

للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن استخدام الذخائر العنقودية في العراق، انظر الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/#Cluster

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة