قالت منظمة هيومن رايتس ووتش اليوم إنه لا يجوز استهداف التليفزيون العراقي لمجرد أنه يُستخدم في أغراض دعائية؛ وكانت القيادة العسكرية الأمريكية في قطر قد أعلنت أن قوات التحالف شنت هجوماً على محطة التليفزيون العراقية الرئيسية في العاصمة العراقية بغداد يوم 26 مارس/آذار. وقالت الولايات المتحدة إن الهدف من وراء هذا الهجوم هو تدمير "منشآت القيادة والسيطرة" بالعراق
وينص القانون الإنساني الدولي (قوانين الحرب) على تحريم الهجمات المسلحة على محطات التليفزيون أو الإذاعة المدنية إذا ما كان الهدف الرئيسي منها هو تحطيم الروح المعنوية للمدنيين أو إحداث معاناة نفسية لهم. ولئن كان وقف الدعاية التي يبثها العدو قد تساعد في إضعاف الروح المعنوية للشعب العراقي، وتقويض الدعم السياسي للحكومة، فإن أياً من هذين الغرضين لا يضفي المزية العسكرية "الملموسة والمباشرة" التي يشترط القانون الدولي توفرها لاعتبار منشآت البث الإذاعي والتليفزيوني هدفاً عسكرياً مشروعاً.
وقال كنيث روث، المدير التنفيذي لمنظمة هيومن رايتس ووتش
"لا يجوز استهداف محطات التليفزيون لمجرد أنها تُستخدم لأغراض دعائية؛ لا بد أن توضح الولايات المتحدة كيف يخدم هجومها على التليفزيون العراقي غرضاً عسكرياً".
كما أن استخدام التليفزيون العراقي في عرض صور أسرى الحرب الأمريكيين، مما يشكل انتهاكاً لاتفاقيات جنيف، لا يجعل هذا التليفزيون هدفاً عسكرياً مشروعاً؛ إذ إن مثل هذا الانتهاك لا يمنح الجيش العراقي مزية ملموسة ومباشرة.
ولا يجوز اعتبار محطات التليفزيون والإذاعة المدنية أهدافاً مشروعة إلا إذا أصبحت أهدافاً عسكرية، أي إذا ما كانت تُستَخدم على نحو يجعلها تشكل "مساهمة فعالة في العمل العسكري"، وإذا ما كان تدميرها في الظروف السائدة آنذاك يضفي "مزية عسكرية محددة". ويمكن أن تصبح المحطات المدنية أهدافاً عسكرية، مثلاً، إذا ما كانت تُستخدم في بث اتصالات عسكرية أو إذا استخدمت على نحو آخر في تعزيز حملة عسكرية بصورة ملموسة.
وإلى جانب هذا، فإذا ما أصبحت محطات البث الإذاعي أو التليفزيوني أهدافاً عسكرية، فلا بد من مراعاة مبدأ التناسب في أي هجوم مراعاة صارمة؛ ومعنى ذلك هو أنه يجب على المخططين والقادة العسكريين التحقق في جميع الأوقات من أن ما تنطوي عليه هذه الهجمات من أخطار على المدنيين لا تتجاوز الفائدة العسكرية المنشودة. ويجب اتخاذ احتياطات خاصة فيما يتعلق بالمباني الواقعة في مناطق مدنية؛ ولا بد من إصدار تحذير مسبق قبل شن أي هجوم متى تيسر ذلك.
للاطلاع على مزيد من المعلومات بشأن الحرب في العراق، يرجى الرجوع إلى الموقع التالي:
https://www.hrw.org/campaigns/iraq/
