Skip to main content
تبرعوا الآن

إيران: سوء معاملة محتجزين وإخفاؤهم بعد هجوم إسرائيل على سجن إيفين

اكشفوا عن مكان المخفيين قسرا وأطلقوا سراح المعتقلين ظلما

غرفة في العيادة الطبية بسجن إيفين تظهر عليها أضرار جسيمة بعد الغارات الإسرائيلية في 23 يونيو/حزيران، مما أثار مخاوف بشأن الرعاية الصحية لمئات السجناء الذين أعادتهم السلطات إلى إيفين في 8 أغسطس/آب. الصورة التقطت في 1 يوليو/تموز 2025. © 2025 مرتضى نيكوبذل/نور فوتو عبر أب

 

 

  • تعرض المحتجزون في سجن إيفين، بمن فيهم المدافعون عن حقوق الإنسان والمعارضون المحتجزون تعسفا، لسوء المعاملة والعنف على يد السلطات الإيرانية أثناء نقلهم من سجن إيفين بعد الهجوم الإسرائيلي، وأثناء إعادة المئات منهم إلى السجن بعد 46 يوما.
  • احتجزت السلطات نزلاء سجن إيفين في مرافق مكتظة وقذرة ومليئة بالحشرات، ورفضت الكشف عن مصير بعض المعتقلين ومكانهم، ما يشكل إخفاء قسريا ويعرضهم لخطر التعذيب.
  • على الدول الأعضاء في "الأمم المتحدة" الضغط على الحكومة الإيرانية لتوقف فورا أي مسعى لإعدام السجناء المحكوم عليهم بالإعدام؛ والكشف عن مصير المعتقلين المخفيين قسرا ومكانهم، بمن فيهم السجين السويدي-الإيراني المحكوم بالإعدام الدكتور أحمد رضا جلالي؛ والإفراج عن جميع السجناء المحتجزين تعسفا.

(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن السلطات الإيرانية أساءت معاملة المعتقلين في سجن إيفين الذين نجوا من هجوم القوات الإسرائيلية في 23 يونيو/حزيران 2025 وأخفتهم قسرا. كما توصلت هيومن رايتس ووتش إلى أن الغارات الإسرائيلية على السجن تشكل جريمة حرب مفترضة. 

على الرغم من النداءات والالتماسات المتكررة من السجناء وعائلاتهم، لم تتخذ السلطات الإيرانية أي تدابير لحماية حياة المعتقلين وسلامتهم قبل الهجوم. في أعقاب الهجوم، أساءت السلطات معاملة الناجين أثناء نقلهم إلى سجون أخرى، وكذلك عند إعادتهم إلى سجن إيفين، واحتجزتهم في ظروف قاسية وغير آمنة. تحمل معاملة السجناء في أعقاب الهجوم جميع سمات القمع المكثف الذي تمارسه السلطات الإيرانية، لا سيما في أوقات الأزمات.

قال مايكل بيج، نائب مديرة الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "استجابة السلطات الإيرانية لسجناء إيفين المصدومين الذين شاهدوا للتو زملاءهم يُقتلون ويُصابون خلال الهجوم الإسرائيلي في 23 يونيو/حزيران كانت إساءة معاملتهم. ارتكبت السلطات الإيرانية سلسلة انتهاكات ضد السجناء في أعقاب الهجوم، شملت ضربهم وإهانتهم وتهديدهم أثناء النقل، واحتجازهم في ظروف مروعة عرّضت حياتهم وصحتهم للخطر. المحكومون بالإعدام والمخفيّون قسرا معرضون الآن بشكل كبير لخطر التعذيب أو الإعدام".

بين 24 يونيو/حزيران و29 يوليو/تموز، أجرت هيومن رايتس ووتش مقابلات، وتحدثت، مع 23 من أفراد عائلات السجناء، والمدافعين عن حقوق الإنسان المعتقلين سابقا، ومصادر مطلعة أخرى فيما يتعلق بالهجوم الإسرائيلي على سجن إيفين في 23 يونيو/حزيران وتعامل السلطات الإيرانية مع السجناء بعد ذلك. كما راجع الباحثون شهادات عن معاملة السجناء، حصلت عليها منظمات حقوقية أخرى وقدمتها إلى هيومن رايتس ووتش، وشهادات منشورة من السجناء وأسرهم.

راسلت هيومن رايتس ووتش السلطات الإيرانية طالبةً معلومات عن مصير المحتجزين ومكانهم، لا سيما المحتجزين في مراكز احتجاز تديرها وزارة الاستخبارات ومنظمة استخبارات "الحرس الثوري الإيراني". لم تردّ السلطات.

وفقا لروايات السجناء، انتشرت قوات الأمن في أجنحة سجن إيفين، بما في ذلك الجناحان 4 و8، حيث يُحتجز العديد من السجناء السياسيين الذكور، بعد وقت قصير من الهجوم. أمرت القوات السجناء بالمغادرة تحت تهديد السلاح، دون إعطائهم وقتا كافيا لتوضيب أمتعتهم. قيّدت قوات الأمن السجناء الذكور كل اثنين معا وأخذتهم في رحلة استغرقت ساعات في حافلات، وأهانتهم ووجهت أسلحتها نحوهم.

اتسمت إعادة مئات السجناء الذكور إلى سجن إيفين في الساعات الأولى من يوم 8 أغسطس/آب، بعد 46 يوما من الغارات الإسرائيلية، بالعنف أيضا. وبناءً على المعلومات التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش، تعرّض سجناء سياسيون عدة للضرب بالهراوات وأسلحة الصعق الكهربائي لأنهم احتجّوا على تقييدهم بالأصفاد، وكذلك لاحتجاجهم على نقل السجناء المحكومين بالإعدام إلى مراكز احتجاز منفصلة.

في أعقاب الهجوم، نقلت السلطات السجناء إلى مركزين رئيسيين للاعتقال في محافظة طهران: سجن شهر ري، المعروف باسم "سجن قرتشك"، للنساء، وسجن طهران المركزي الكبير، المعروف باسم "سجن فشافويه"، للرجال. ولم تكشف السلطات أي معلومات عن مصير بعض المعتقلين المحتجزين لدى أجهزة الأمن والمخابرات ومكانهم، بمن فيهم معارضون ونشطاء حقوقيون ومواطنون مزدوجو الجنسية وأجانب. وفي بعض الحالات، لم تسمح السلطات للمعتقلين إلا بإجراء مكالمة هاتفية قصيرة مع عائلاتهم لإبلاغهم بأنهم محتجزون في زنازين انفرادية، وأحيانا في أماكن مجهولة.

في 23 يونيو/حزيران، نقلت السلطات الطبيب السويدي-الإيراني المعتقل تعسفا أحمد رضا جلالي، الذي يواجه خطر الإعدام الوشيك، إلى مكان مجهول. وحتى 9 أغسطس/آب، رفضت السلطات عند سؤالها الكشف عن أي معلومات عن مصيره ومكان احتجازه، وتكون بذلك قد أخفته قسرا.

الإخفاء القسري جريمة جسيمة بموجب القانون الدولي، وتُعتبر مستمرة طالما بقي مصير المخفيين ومكانهم مجهولَيْن. 

كما أن رفض السلطات كشف مصير المحتجزين وبعض السجناء ومكانهم زاد من المخاوف على السجناء عابري النوع الاجتماعي (ترانس) في قسم الحجر الصحي في سجن إيفين. وقالت امرأة ترانس كانت محتجزة سابقا في قسم الحجر الصحي في سجن إيفين لـ هيومن رايتس ووتش إن العديد من السجناء الترانس "ليس لديهم أحد" ومقطوعون عن عائلاتهم "التي تنبذهم". وأعربت عن قلقها من أنه "حتى لو أصيبوا أو ماتوا، فلن يعلم أحد لأن عائلاتهم قد لا تكون على علم بوجودهم هناك".

كما تزايدت المخاوف من إعدام ستة سجناء آخرين محكوم عليهم بالإعدام. وحيد بني عامريان، وبويا قبادي، وأكبر "شاهرخ" دانشوركار، وبابك عليبور، ومحمد تقوي سنغدهي، فُصلوا عن السجناء الآخرين خلال عملية النقل في 8 أغسطس/آب، ونقلوا بحسب ما أفيد إلى سجن قزل حصار في مقاطعة ألبورز، حيث يُنقل المحكوم عليهم بالإعدام عادةً قبل تنفيذ الأحكام. ونُقل رجل آخر هو بابك شهبازي إلى سجن قزل حصار في وقت سابق من الأسبوع.

ووصفت عائلات السجناء في سجنَيْ قرتشك وفشافويه لـ هيومن رايتس ووتش الظروف المزرية في السجنين، مثل سوء التهوية، والقذارة، والاكتظاظ في الغرف التي يُجبر فيها العديد من السجناء على النوم على الأرض؛ فضلا عن عدم توفر المياه النظيفة الصالحة للشرب والمرافق الكافية للحفاظ على النظافة الشخصية. هذه الظروف تعرض حياة المعتقلين وصحتهم للخطر.

تُحتجز السجينات السياسيات في سجن قرتشك في قسم الحجر الصحي، حيث أُبلغت بأنهن سيبقين هناك إلى أجل غير مسمى. قال مدافعة أخرى عن حقوق الإنسان كانت محتجزة هناك سابقا لـ هيومن رايتس ووتش إن قسم الحجر الصحي هو أسوأ أجزاء السجن، وهو مصمم للاحتجاز المؤقت للمعتقلين الجدد، وجدرانه ملطخة بالقيء والبراز. وقال مدافعة أخرى عن حقوق الإنسان كانت محتجزة هناك سابقا إن السجن "غير صالح حتى للحيوانات".

قال أحد أقارب مدافع عن حقوق الإنسان مسجون لـ هيومن رايتس ووتش إن سجن فشافويه فيه انتشار كبير للحشرات، وإن أحد ذويه المسجونين التقط ست أو سبع حشرات بقّ من ملاءاته في صباح يوم واحد فقط. وقال أحد أفراد عائلة سجين سياسي آخر إن أجساد السجناء مغطاة بلدغات الحشرات.

استنادا إلى المعلومات التي حصلت عليها هيومن رايتس ووتش، تعرضت عائلات السجناء في سجن فشافويه أيضا لمعاملة لا إنسانية وقاسية ومهينة من قبل السلطات، التي أجرت تفتيشات جسدية تخرق الخصوصية ومهينة قبل الزيارات. قال مصدر مطّلع إن أقارب السجناء، بمن فيهم الأطفال، أُجبروا في بعض الحالات على التعري أثناء التفتيش، ما تسبب لهم بمعاناة شديدة.

هيومن رايتس ووتش قلقة جدا إزاء حالة السجناء الذين أعيدوا إلى العنبرين 7 و8 في سجن إيفين في 8 أغسطس/آب، نظرا للأضرار الجسيمة التي لحقت بمرافق السجن الضرورية لصحة السجناء ورفاههم، بما في ذلك العيادة وقاعة الزيارة. وتزداد المخاوف في ضوء الأنماط الطويلة الأمد التي تتبعها السلطات في منع الرعاية الطبية الكافية عن السجناء، بمن فيهم السجناء السياسيون المحتجزون تعسفا.

تحدد "قواعد الأمم المتحدة النموذجية الدنيا لمعاملة السجناء"، المعروفة أيضا بـ "قواعد نيلسون مانديلا"، المعايير الدنيا لمعاملة السجناء فيما يتعلق بالصحة والمساحة الدنيا للأرضية، وتنصّ على أن التهوية ومياه الشرب يجب أن تكونا متاحتين لكل سجين.

على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة أن تحث السلطات على الإفراج الفوري عن جميع المعتقلين تعسفا والكشف عن مصير السجناء المخفيين قسرا ومكانهم.

قال بيج: "ينبغي للسلطات الإيرانية ألا تستغلّ الغارات الإسرائيلية على سجن إيفين كفرصة أخرى لإساءة معاملة السجناء، بمن فيهم أولئك الذين ما كان يجب أن يُسجنوا أصلا. على الدول الأعضاء في الأمم المتحدة الضغط على الحكومة الإيرانية لتوقف فورا أي إعدامات منوي تنفيذها، وإطلاق سراح جميع المعتقلين تعسفا، وضمان ظروف سَجن إنسانية وآمنة، وإنهاء معاناة أسر المخفيين قسرا من خلال الكشف عن مصيرهم ومكانهم".

للاطلاع على التقرير كاملا، يرجى قراءة النسخة الإنغليزية:

https://www.hrw.org/news/2025/08/14/iran-detainees-ill-treated-and-disappeared-after-israeli-evin-prison-attack 

GIVING TUESDAY MATCH EXTENDED:

Did you miss Giving Tuesday? Our special 3X match has been EXTENDED through Friday at midnight. Your gift will now go three times further to help HRW investigate violations, expose what's happening on the ground and push for change.

الأكثر مشاهدة