في سابقة تاريخية، حكّمت امرأة مباراة في "كأس العالم" لكرة القدم للرجال في 1 ديسمبر/كانون الأول.
تحرص "الفيفا" على الاحتفاء بالحَكَمة الفرنسية ستيفاني فرابارت ومساعدتيها، البرازيلية نيوزا باك والمكسيكية كارين دياز، لمباراة ألمانيا وكوستاريكا، كدليل أنها تُعزِّز المساواة الجندرية. من الملفت أن هذه اللحظة التاريخية حدثت في قطر، حيث تعامل السلطات النساء كقاصرات قانونيا في بلدهن.
وثّقتُ في تقرير العام 2021 كيف تلزِم القوانين، والسياسات، والممارسات في قطر المرأة بالحصول على إذن ولي أمرها الذكر للزواج، والدراسة بمنحة حكومية، والعمل في العديد من الوظائف الحكومية، والسفر إلى الخارج حتى تتزوج أو تبلغ من العمر 25 عاما، بالإضافة إلى تلقي أنواع معينة من رعاية الصحة الإنجابية. أما الرجال، فلا يحتاجون إلى إذن مشابه بمجرد بلوغهم الـ 18. تفتقر العديد من هذه القواعد إلى أي أساس قانوني وتتعارض مع دستور قطر نفسها، والذي يضمن مساواة المرأة أمام القانون.
تحرص قطر على أن تُظهر أن لديها ثلاث وزيرات، ونساء عديدات حققن إنجازات مميزة، وخريجات جامعيات أكثر من الرجال، وتزعم أنها كانت الدولة الوحيدة في العام 2010 التي قادت فيها امرأة ملف استضافة كأس العالم. قالت نساء عديدات كسرن الحواجز إنهن إما كن محظوظات بما يكفي للقيام بذلك بدعم من أسرهن، أو اضطررن للنضال لنيل الموافقة على قراراتهن.
أخبرتني معظم النساء عن الخسائر الفادحة التي تُلحقها مثل هذه القواعد بقدرتهن على عيش حياة مستقلة، بما في ذلك عندما يرفض أولياء أمورهن حصولهن على رخص القيادة، أو السفر إلى الخارج، أو الدراسة، أو العمل، أو الزواج من شخص من اختيارهن. هذا التمييز الصارم في قطر يعزلهن حتى مقارنةً بنساء دول الجوار.
النساء اللواتي حققن مراتب عليا في التعليم ووصفن أنفسهن بأنهن "صاحبات امتياز" من نواح عديدة وجدن أن هذه القواعد مهينة وتشكل خطرا عليهن. تعزز هذه القواعد سلطة الرجل على المرأة، ويمكن استخدامها لحرمان المرأة من حقوقها وحتى ابتزازها.
قالت "فاطمة" إنها عندما احتاجت إلى إذن من شقيقها الأصغر لتتمكن من السفر مع والدتهما، أعطاها تصريح خروج لمرة واحدة فقط ولم يمدده، قائلا إنه يريد استخدام هذه السلطة كلما أراد شيئا ما من أمه.
أعربت النساء القطريات عن أملهن في أن يكون كأس العالم لحظة فارقة لصالح المرأة، مع وجود قطر تحت المجهر. مع هذه اللحظة التاريخية، آن الأوان لقطر أن تبدأ في معاملة النساء على قدم المساواة وتسمح لجميع النساء باتخاذ قرارات بشأن حياتهن.
