Skip to main content

"الأوروبي لكرة القدم" يطالب "الفيفا" بمعالجة الانتهاكات ضد العمال الوافدين

"اصمت والعب": سياسة الفيفا تنفر المشجعين واتحادات كرة القدم

 

عمال يضعون العشب داخل "استاد لوسيل" الذي سيشهد نهائي "كأس العالم قطر 2022"، في لوسيل، قطر في 18 نوفمبر/تشرين الثاني 2021. © "رويترز"/ حمد إ. محمد

في 6 نوفمبر/تشرين الثاني، جددت "مجموعة العمل المعنية بحقوق العمال في قطر" التابعة لـ "الاتحاد الأوروبي لكرة القدم" (اليويفا)، التي تمثل 10 اتحادات لكرة القدم، دعمها لإنشاء صندوق تعويض للعمال الوافدين في قطر. طالبت اليويفا "الفيفا"، الهيئة العالمية الناظمة لكرة القدم، "بتقديم إجابات ملموسة" حول هذه القضية. أحد أسباب هذا التدخل الضروري كان على الأرجح رد فعل على رسالة الفيفا إلى الفرق المتأهلة الأسبوع الماضي التي طلبت منهم: "من فضلكم، دعونا نركز الآن على كرة القدم".

سياسة الفيفا غير الرسمية "اصمت والعب" مروعة، لا سيما نظرا إلى الانتهاكات في العقد الماضي حيث تعرض آلاف العمال الوافدين لسرقة الأجور، وفقدت العائلات المعيل الوحيد بسبب وفيات غير مفسرة. كان الاتحاد الأوروبي لكرة القدم محقا باعترافه بالإصلاحات الأخيرة الواعدة في قطر، وطالب أيضا بالتعويض لأن العديد من الإصلاحات جاءت متأخرة جدا، أو طُبّقت بشكل ضعيف ولم يستفد منها عديد من العمال.

تملصت الفيفا من دعوات سابقة للالتزام بمعالجة الانتهاكات ضد العمال الوافدين، وقد تكون تخضع لضغوط قطرية. الأسبوع الماضي، رفض وزير العمل القطري دعوات لإنشاء صندوق تعويضات، بينما كانت الفيفا تصدر لعدة أشهر تصريحات غير ملزمة بشأن إنشاء صندوق لمعالجة مسؤولياتها الحقوقية. من جهة أخرى، أدلى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو بسلسلة تصريحات تغطي على الانتهاكات الجسيمة التي واجهها العمال الوافدون أثناء تشييدهم البنية التحتية للبطولة في قطر.

لكن العالم يراقب بجدية، وفشلت استراتيجية الفيفا بدفن رأسها في الرمال وإضاعة الوقت حتى 20 نوفمبر/تشرين الثاني، آملة أن تطغى إثارة اللعبة على جميع المخاوف الأخرى.

جميع جوانب البطولة القادمة ستذكّر بعَرق العمال الوافدين الذين جعلوا البطولة ممكنة وتضحياتهم. بُنيت جميع الملاعب "فائقة الحداثة" والبنية التحتية المحيطة بها بأيدي العمال الوافدين، وكثير منهم لم يتقاضوا أجورهم كاملة، أو ما هو أسوأ: لم يعودوا إلى بلادهم أحياء. في اللحظة التي يصل فيها المشجعون أو اللاعبون في الدوحة، سيجدون أن الأغلبية الساحقة من الموظفين هم عمال وافدون، بمن فيهم موظفو المطار الذين يستقبلونهم، والسائقون الذين يأخذونهم إلى الفنادق، وموظفو الفنادق الذين يستقبلونهم وينظفون غرفهم، وعاملو المطاعم الذين يأخذون طلباتهم، والموظفون الذين ينظمون الحشود ويتحققون من التذاكر.

بالنسبة لعائلات العمال المتوفين، والزوجات، والآباء والأمهات، والأطفال المفجوعين بوفاة أحبتهم والذين لم ينالوا أي تعويض، كأس العالم يذكرهم بخسارتهم الشخصية وكفاحهم اليومي من أجل البقاء.

قبل أسبوعين من بدء البطولة، على الفيفا إعادة النظر في استراتيجية التأخير والتنصل، والالتزام بصندوق التعويض.

 

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة