تتذكر ميرول خاتون ذعرها بعدما فقدت الاتصال بزوجها محمد نداف، العامل الوافد في قطر، لمدة أربعة أيام. عثر فريق بحث من الأصدقاء والأقارب على جثته.
قالت ميرول: "لم تسمح حالة جثته بإعادته [إلى نيبال]، لم أتمكن من رؤيته. دفنوه [في قطر]".
لكن الرعب لم ينتهِ عند هذا الحد. بحسب شقيقها، رفض صاحب عمل محمد في قطر تقديم أي تعويض لهم ولم يكلف نفسه عناء الاطمئنان على حال أسرته بعد وفاته.
القصص المشابهة لقصة ميرول شائعة للأسف. ففي العقد الماضي، توفي آلاف العمال المهاجرين في قطر في ظروف غير مفسرة، بينما تعرض كثيرون آخرون لانتهاكات خطيرة أخرى أثناء تشييد بنى "كأس العالم فيفا 2022". ولم يتلقّ معظمهم أي تعويض.
الآن، وقبل ستة أشهر من انطلاق البطولة، على "الفيفا" والسلطات القطرية التوقف عن تقديم الأعذار والبدء بتوفير سبل الانتصاف للعمال المهاجرين المتضررين وعائلاتهم. سيعتمد إرث الفيفا وقطر في كأس العالم على استجابتهما لهذا العقد من الانتهاكات. يمكنهم البدء بالاستماع إلى قصص العمال المهاجرين.
يجب مثلا أن يستمعوا إلى أشخاص مثل مانجو ديفي، أرملة كريبال ماندال، الذي فقد حياته في قطر. لم تُحرم من أي تعويض عن وفاته فحسب، بل لم يدفع صاحب العمل راتب كريبال المستحق لمدة 15 يوما مقابل العمل الذي أكمله. الآن زوجته غارقة في الديون التي تحمّلها زوجها الراحل مقابل تأمين وظيفته في قطر.
مقابل كل عائلة تشارك قصتها علنا، هناك عائلات عدة تتعامل بصمت مع خسارتها الكارثية.
تحاول كلّ من ميرول خاتون ومانجو ديفي الآن ضمان عدم اضطرار أطفالهما للنوم بمعدة خاوية. مئات آلاف العمال المهاجرين الذين بنوا الطرق، والمطارات، والمترو، والملاعب الأساسية للفيفا وقطر للمشاركة في كأس العالم 2022 يستحقون التقدير، والكرامة، والتعويض المالي المباشر عن الأضرار التي لحقت بهم. وإلا فإن كأس العالم هذا العام سيبقى مسكونا بموت العمال والعديد من الانتهاكات الأخرى التي تركت خلفها عائلات معدمة.