Skip to main content
تبرعوا الآن

طائرة "الاتحاد الأوروبي" المسيّرة تهديد آخر للمهاجرين واللاجئين

المراقبة الجوية التي تمارسها "فرونتكس" تُسهل العودة إلى الانتهاكات في ليبيا

أخبرنا داويت: "لم نعرف أنهم الليبيون حتى اقترب القارب بما يكفي لرؤية العلم. عندها بدأنا بالصراخ والبكاء. حاول رجل القفز في البحر واضطررنا إلى إيقافه. كافحنا قدر استطاعتنا كيلا يعيدوننا، لكننا لم نتمكن من فعل شيء حيال ذلك". كان ذلك في 30 يوليو/تموز 2021، وكان داويت، من إريتريا، وزوجته، وابنته الصغيرة يحاولون التماس اللجوء في أوروبا.

بدلا من ذلك، كانوا ضمن أكثر من 32,450 شخصا اعترضتهم القوات الليبية العام الماضي وأعادتهم إلى الاحتجاز التعسفي والانتهاكات في ليبيا.

رغم الأدلة الدامغة على تعذيب واستغلال المهاجرين واللاجئين في ليبيا (وهي جرائم ضد الإنسانية، وفقا لـ "الأمم المتحدة") خلال السنوات القليلة الماضية، دعم "الاتحاد الأوروبي" جهود القوات الليبية لاعتراض القوارب. سحب الاتحاد سفنه وأقام شبكة من المعدات الجوية تديرها شركات خاصة. منذ مايو/أيار 2021، نشرت "وكالة الحدود التابعة للاتحاد الأوروبي" (’فرونتكس‘)، طائرة مسيّرة خارج مالطا، وتظهر أنماط رحلاتها الدور الحاسم الذي تلعبه في اكتشاف القوارب القريبة من السواحل الليبية. تُقدّم فرونتكس المعلومات التي تجمعها الطائرة المسيّرة إلى السلطات الساحلية، بما فيها ليبيا.

تزعم فرونتكس أن هدف المراقبة المساعدة في جهود الإنقاذ، لكن المعلومات تسهل عمليات الاعتراض والإعادة إلى ليبيا. في اليوم الذي قُبض فيه على داويت وعائلته في البحر، اعترضت القوات الليبية زورقين آخرين على الأقل وأعادت 228 شخصا على الأقل إلى ليبيا. اعتُرض أحد تلك القوارب في المياه الدولية، داخل منطقة البحث والإنقاذ المالطية. يُشير مسار الطائرة المسيّرة إلى أنها كانت تراقب مسار القارب، لكن فرونتكس لم تُبلغ مطلقا سفينة الإنقاذ غير الحكومية القريبة "سي ووتش".

تدرس "هيومن رايتس ووتش" و"بوردر فورينزيك"، منظمة غير ربحية تستخدم التحليل المرئي والمكاني المبتكر للتحقيق في العنف الحدودي، كيف يساهم التحول من المراقبة البحرية إلى الجوية في دورة الانتهاكات الشديدة في ليبيا.  افتقار فرونتكس إلى الشفافية (رفضت الوكالة طلباتنا وطلبات سي ووتش لمعلومات حول أنشطتها في 30 يوليو/تموز 2021) يترك أسئلة كثيرة حول دورهم دون إجابة.

ذُعر داويت وغيره عندما رأوا القارب الليبي لأنهم عرفوا ما ينتظرهم عند العودة. انتهى الأمر به وبعائلته في السجن لشهرين تقريبا، ولم يُطلق سراحهم إلا بعد دفع 1,800 دولار أمريكي. لا يزالون في ليبيا، على أمل الحصول على فرصة للوصول إلى بر الأمان في بلد يحترم حقوقهم وكرامتهم.

Your tax deductible gift can help stop human rights violations and save lives around the world.

الأكثر مشاهدة