يحمل تقرير جديد لـ "فريق الخبراء المعني بليبيا" التابع لـ "الأمم المتحدة" في طياته أنباء مقلقة عن عمليات نقل حديثة لألغام أرضية مضادة للأفراد محظورة دوليا. يُظهر التقرير أن الألغام المضادة للأفراد روسية الصنع دخلت ليبيا في 2018-2019 على الأرجح، رغم حظر الأسلحة.
العام الماضي، نشرت "هيومن رايتس ووتش" تقريرا عن استخدام الألغام الأرضية المضادة للأفراد والأفخاخ المتفجرة في الضواحي الجنوبية للعاصمة الليبية طرابلس، بعد انسحاب "القوات المسلحة العربية الليبية"، بدعم من عدة دول أجنبية وكيانات مسلحة من المدينة.
حينها، نشرت "حكومة الوفاق الوطني" السابقة المعترف بها دوليا في طرابلس صورا على "تويتر" تُظهر ألغاما أرضية مضادة للأفراد روسية الصنع من طراز "إم أو إن-50" (MON-50) و "بي أو إم-2" (POM-2) و"بي أو أم-2 آر" (POM-2R) و"بي إم إن-2" (PMN-2)، وقالت إنها استُخدمت من قبل "مرتزقة" يدعمون القوات المسلحة الليبية.
استُخدمت عدة أنواع من الألغام المضادة للأفراد نفسها في أوكرانيا وسوريا، بالتزامن مع الوجود العسكري الروسي في تلك النزاعات.
حصلت الحكومة الليبية السابقة في عهد معمر القذافي على ملايين الألغام الأرضية وخزنتها. إلا أنه تم التخلي عنها أو تُركت غير مؤمنة عند الإطاحة بحكومته عام 2011. لكن أنواع الألغام المضادة للأفراد التي ورد وصفها في تقارير الأمم المتحدة وهيومن رايتس ووتش لم تظهر في ليبيا قبل 2020.
ليبيا وروسيا ليستا من بين 164 دولة التزمت بحظر استخدام وإنتاج ونقل وتخزين الألغام المضادة للأفراد. منذ تبني "اتفاقية حظر الألغام المضادة للأفراد" عام 1997، تضاءلت عمليات نقل الألغام المضادة للأفراد إلى عدد قليل من عمليات النقل غير المشروعة.
أبلِغ عن وجود ألغام مضادة للأفراد من أصل سوفييتي/روسي في أكثر من 30 دولة. لكن من بين 37 دولة أنتجت سابقا ألغاما مضادة للأفراد، لا يوجد دليل على أن أيا منها نقلتها منذ إبرام المعاهدة. في السنوات القليلة الماضية، القوات الحكومية الوحيدة التي استخدمت الألغام المضادة للأفراد كانت في ميانمار وكوريا الشمالية.
انخفاض عمليات النقل يعني أن الوصمة المرتبطة بالألغام المضادة للأفراد تزداد قوة بمرور الوقت. لكن ظهور الألغام المضادة للأفراد الروسية الصنع في النزاعات الأخيرة يدق جرس الإنذار، ويُظهر أن روسيا ربما تنتهك عمدا المعايير الدولية الناشئة ضد أي عمليات نقل أو استخدام لهذه الأسلحة، والتي بترت أطراف أعداد هائلة من الناس وقتلتهم.