(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن رجالا مسلحين، يبدو أنهم من قوات الأمن، اعتدوا جسديا على المحامي المصري الحقوقي البارز جمال عيد في القاهرة في 29 ديسمبر/كانون الأول 2019. هذا الاعتداء كان الثاني الذي تعرّض له عيد منذ أكتوبر/تشرين الأول.
قال عيد، مدير "الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان" لـ هيومن رايتس ووتش إنه في الصباح عندما غادر منزله في حي المعادي بالقاهرة، كانت هناك ثلاث سيارات بدون لوحات بانتظاره. ثم ضربه 10 أو 12 رجلا وألقوه على الأرض، وهددوه بالمسدسات، وألقوا الطلاء على وجهه وملابسه. قال عيد إن المهاجمين بدوا وكأنهم ليسوا في عجلة من أمرهم، وعندما حاول الجيران التدخل، كان الرجال يلوحون بأسلحتهم ويطلبوا منهم المغادرة. لم يسرق المهاجمون عيد وأشاروا إلى رجل بدا أنه مسؤول بـ "باشا". قال عيد إنه يعتقد بسبب طبيعة الهجوم، أن المهاجمين كانوا عناصر أمن أو يعملون تحت إمرة ضابط أمن.
قالت سارة ليا ويتسن، المديرة التنفيذية لقسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "يحمل الهجوم الأخير على جمال عيد بصمات قوات الأمن المصرية بشكل واضح. الهجمات المتكررة على أحد أبرز النشطاء الحقوقيين في مصر تُثير بواعث قلق خطيرة بشأن احتمال تورّط القيادة المصرية".
أسس عيد (55 عاما)، الشبكة العربية لمعلومات حقوق الإنسان (الشبكة) في 2003 لتعزيز حرية التعبير وتقديم المساعدة القانونية للنشطاء والصحفيين. نالت الشبكة وعيد جوائز عديدة لعملهما في مجال حرية التعبير وحرية الصحافة في مصر. في 2016، فرضت السلطات المصرية حظر سفر على عيد، وأمرت المحكمة بتجميد أصوله الشخصية وأصول منظمته، إلى جانب نشطاء حقوقيين ومنظمات أخرى، في قضية "التمويل الأجنبي" لعام 2011.
في 10 أكتوبر/تشرين الأول، اعتدى رجال مسلحون بملابس مدنية على عيد، مما تسبب بكسور في ضلوعه وإصابات أخرى. قال عيد إنه بعد عدة أسابيع، في 30 أكتوبر/تشرين الأول، تلقى مكالمات تهديد ورسالة نصية تطلب منه أن "يتلّم" [يتأدب]. في صباح اليوم التالي، اكتشف أن سيارة كان يستخدمها قد تعرضت للتخريب.