(بيروت) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن القوات الحوثية في اليمن قصفت مطارا مدنيا سعوديا في 12 يونيو/حزيران 2019، ما يشكل انتهاكا لقوانين الحرب. القادة الذين يتعمدون إصدار أوامر بشن هجمات عشوائية على أهداف مدنية يرتكبون جرائم حرب.
نقلت شبكة إعلامية موالية للحوثيين أن "صاروخ كروز المجنح" أصاب مطار أبها في جنوب السعودية عند الساعة 2:21 بعد منتصف الليل. وأعلن التحالف بقيادة السعودية عبر "وكالة الأنباء السعودية" أن مقذوفا لم يحدَّد نوعه سقط في 12 يونيو/حزيران على صالة القدوم في مطار أبها وأدى إلى إصابة 26 مدنيا. نُقل ثمانية إلى المستشفى لتلقي العلاج جراء إصابات "متوسطة". كما أرفقت الوكالة صورا بالبيان تظهر الضرر اللاحق بالمطار.
قال مايكل بَيج، نائب مديرة قسم الشرق الأوسط في هيومن رايتس ووتش: "على الحوثيين أن يوقفوا حالا جميع هجماتهم على البنى التحتية المدنية في السعودية. فالهجمات غير الشرعية التي يشنها التحالف على اليمن لا تبرر أبدا الهجمات على المدنيين السعوديين".
نشرت وسائل الإعلام الموالية للحوثيين أن هؤلاء أطلقوا صاروخ كروز استهدف برج مراقبة المطار، ما يشي بأن العمل كان متعمدا. وأضاف متحدث باسم الحوثيين أن قصف مطار أبها أتى استكمالا للهجمات الأخيرة في محيط قاعدة الملك خالد الجوية ومطار جيزان. لم تؤكد أي مصادر سعودية هذه الهجمات. يقع مطار أبها الإقليمي على بعد 110 كيلومترات من الحدود السعودية-اليمنية و15 كيلومتر غرب "قاعدة الملك خالد الجوية"، إحدى أضخم القواعد العسكرية السعودية. أعلنت إدارة المطار عبر حسابها على تويتر، الساعة 1:06 بعد الظهر، أن الحركة الجوية استؤنفت بشكل طبيعي.
الغارة على مطار أبها هي آخر الهجمات الحوثية على السعودية منذ بداية الحرب بين التحالف بقيادة السعودية والحوثيين في اليمن. وغالبا ما يطلق الحوثيون الصواريخ على المناطق المأهولة في السعودية. استخدموا في أغلب هذه الهجمات صواريخ باليستية كانت تعترضها الدفاعات الجوية السعودية. وكانت الهجمات السابقة تؤدي إلى إصابات وضحايا بسبب تساقط قطع الصواريخ، منها وفاة رجل مصري وإصابة رجلين آخرين في الرياض بجروح في 25 مارس/آذار 2018؛ ووفاة رجل سعودي في محافظة جيزان الجنوبية في 28 أبريل/نيسان 2018؛ ووفاة رجل سعودي آخر وإصابة 11 بجروح في 8 أغسطس/آب 2018 في جيزان.
أشار المسؤولون الحوثيون مرارا وتكرارا إلى اعتبارهم المطارات المدنية أهدافا مشروعة، كما صرحوا عن هجمات على المطارات للإعلام. نشرت وسائل إعلام موالية للحوثيين في السابق أن القوات الحوثية شنت غارات على مطارَي أبو ظبي الدولي في يوليو/تموز 2018 ودبي الدولي في أغسطس/آب وسبتمبر/أيلول 2018 باستخدام طائرات بدون طيار. غير أن السلطات الإماراتية نفت هذه المزاعم.
في 9 يونيو/حزيران، غرد متحدث باسم الحوثيين قائلا إن المطارات قد تُستهدف ردا على استمرار إغلاق مطار صنعاء الدولي. وبعد هجوم 12 يونيو/حزيران، حذر متحدث باسم الحوثيين "المدنيين والشركات" في الإمارات والسعودية بالابتعاد عن المطارات والمواقع العسكرية.
في نوفمبر/تشرين الثاني 2017، أغلق التحالف المنافذ البرية والبحرية والجوية اليمنية ردا على الصاروخ الباليستي الذي استهدف مطار الرياض الدولي. خفف التحالف من القيود أواخر 2017 لكنه استمر في منع وصول المساعدات والبضائع إلى المرافئ التي يسيطر عليها الحوثيون. ولا يزال مطار صنعاء الدولي مغلقا منذ أغسطس/آب 2016، ما يزيد من الكارثة الإنسانية في اليمن.
منذ مارس/آذار 2015، شن التحالف مئات الغارات الجوية العشوائية وغير المتناسبة والتي أدت إلى مقتل آلاف المدنيين وإصابة أهداف مدنية، ما يشكل انتهاكا لقوانين الحرب. في المقابل تستخدم القوات الحوثية الألغام الأرضية المضادة للأفراد المحظورة دوليا، وتجنّد الأطفال، وتقصف بالمدفعية عشوائيا مدنا مأهولة مثل تعز وعدن، ما يؤدي إلى وفاة وإصابة العديد من المدنيين.
تحظر قوانين الحرب جميع الهجمات على المدنيين أو الهجمات التي لا يمكنها التمييز بين المدنيين والأهداف العسكرية. الأفراد الذين يرتكبون انتهاكات خطيرة لقانون الحرب بنيّة جرمية – أي عمدا أو باستهتار – يمكن ملاحقتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب. كما يمكن إدانة الأفراد الذين يعاونون في ارتكاب جريمة حرب، أو يسهلونها، أو يساعدون عليها، أو يحرضون عليها.
قال بَيج: "قتل المدنيين اليمنيين ومعاناتهم على يد التحالف بقيادة السعودية لا يبرران، بأي شكل من الأشكال، هجمات الحوثيين غير الشرعية على المدنيين السعوديين".