ظهر الناشط الإماراتي أحمد منصور فجأة الأسبوع الماضي، بعد مرور أكثر من عام على اختفائه في عهدة أجهزة الأمن الإماراتية، دون أي أنباء عن مكان وجوده أو حالته.
لم يظهر منصور، كما أملت عائلته لإطلاق سراحه بعد أكثر من 365 يوما من السجن التعسفي. لكنه ظهر ليمثل في محكمة بأبو ظبي ليواجه اتهامات بنشر "معلومات مغلوطة" في وسائل التواصل الاجتماعي.
كان منصور أحد آخر المنتقدين في البلاد إلى أن اختُطف من منزل عائلته في الإمارات فجر يوم 20 مارس/آذار العام الماضي. رغم مضايقة الدولة الإماراتية له لسنوات، إلا أنه ناضل بشكل سلمي من أجل حقوق الآخرين، بمن فيهم السجناء السياسيين، وفاز بجائزة مرموقة عن نشاطه. استطاعت الإمارات اسكاته فعلا باعتقاله واخفائه، لكن آخرين قرروا أنه لا ينبغي نسيان منصور وعمله.
على بعد أكثر من 6 آلاف كيلومتر في مانشستر، أطلقت مجموعة من السكان حملة لتسمية شارع باسم الناشط المسجون، في محاولة لإبراز محنته، وانتهاكات حقوق الإنسان الأوسع في الإمارات.
لماذا مانشستر؟
لأن الإمارات، من خلال الشيخ منصور نائب رئيس وزرائها، استثمرت مليارات الجنيهات في المدينة ونادي "مانشستر سيتي" لكرة القدم الذي يحمل اسمها، والذي يمتلكه الشيخ منصور.
ترغب الإمارات وعديد من شركات العلاقات العامة التي توظفها، أن تصور الإمارات كدولة حديثة وموجهة نحو الإصلاح، وأن استثمارات الشيخ منصور في مانشستر والكرة الإنغليزية تعزز هذه الصورة. لكن هذا ليس أكثر من حلم طالما أن الإمارات تواصل حبس النشطاء والصحفيين والنقاد.
لذلك، من الصواب ومن المرحب به أن يبدأ مواطنو مانشستر بالسؤال لماذا تُستخدم مدينتهم لتنظيف سمعة الإمارات؟
هذا سؤال قد يطرحه أحمد منصور على نفسه، وهو يدخل شهره الـ14 من الاعتقال غير القانوني.