(بيروت، 16 أبريل/نيسان 2018) – قالت "هيومن رايتس ووتش" و"المؤسسة العربية للحريات والمساواة" في سلسلة فيديوهات صدرت اليوم، وتقرير جديد لـ هيومن رايتس ووتش، إن ناشطي/ات مجتمع الميم (مجتمع المثليون/ات ومزدوجو/ات التوجه الجنسي ومتحولو/ات النوع الاجتماعي) من البلدان الناطقة بالعربية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يناضلون ضد القمع الذي ترعاه الدول، والوصمة الاجتماعية.
يروي النشطاء قصصهم ويصفون كيف يبنون تحركاتهم في تقرير من 63 صفحة، بعنوان "الجرأة في وجه المخاطر: نضال مجتمع الميم في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا"، وفي سلسلة فيديوهات بعنوان "لست وحدك". تعاونت هيومن رايتس ووتش مع المؤسسة العربية للحريات والمساواة لإنتاج مقاطع فيديو تظهر ناشطي مجتمع الميم يصفون رحلتهم بقبولهم لذاتهم، باللغة العربية، من أجل مواجهة الأساطير والتصدي لعزل عديد من الأشخاص من مجتمع الميم في المنطقة. يقدم النشطاء رسائل دعم وتشجيع لأفراد مجتمع الميم في جميع أنحاء العالم العربي، في سلسلة الفيديوهات.
يقول زهير، ناشط مثلي الجنس من الجزائر: "لا نريد أن نبقى أسيري صورة الضحية بعد الآن. نريد أن ننقل الحقيقة، أن نتكلم عن العنف ولكن، أيضا، [أن نظهر] ما هو إيجابي."
يشجع النشطاء أفراد مجتمع الميم من الشباب/ات على الدفاع عن أنفسهم. تتحدث ريما، امرأة ثنائية التوجه الجنسي من لبنان، مباشرة إلى المثليات ومزدوجات التوجه الجنسي في جميع أنحاء المنطقة، قائلة: "رجال الدين والحكومة والأهل – جميعهم يتدخلون في حياتك الجنسية. أقول لك إن هذا لا يعنيهم، وإن جسدك ورغباتك وأفكارك هي ملكك وحدك. إن لم يعجبهم ما تكونين، فإنهم على خطأ".
يطالب النشطاء في المنطقة أيضا بحقوقهم. يقول أحمد، رجل مثلي من ليبيا: "أنا إنسان لا أختلف عن الآخرين، ولدي حقوق. سأدافع عن هذه الحقوق".
تسلط هيومن رايتس ووتش الضوء في التقرير، بالترافق مع مقاطع الفيديو، على صمود حركات مجتمع الميم في جميع أنحاء المنطقة وكيف يصنعون التغيير. تصف هيومن رايتس ووتش العقبات الكبيرة التي يواجهها النشطاء في المنطقة، منها تجريم السلوك مثلي الجنس والهويات الجندرية غير النمطية، الاعتقال التعسفي وسوء المعاملة، عدم الاعتراف بمتحولي/ات النوع الاجتماعي، العنف، القيود المفروضة على حرية التعبير وتكوين الجمعيات، رفض الأسرة، والوصمة الاجتماعية.
في عُمان، وصف أحد النشطاء كيف بدأ وأصدقاؤه بشكل بسيط: "تنظيم حفلات للشبان المثليين من أجل اللقاء وإقامة الشبكات في فضاء آمن كي يتمكنوا من مساعدة بعضهم في المستقبل". في الكويت، درّب ناشط متحول النوع الاجتماعي أفراد مجتمع الميم على الأمن الرقمي، وقام بذلك في منازلهم. في الأردن، يستخدم عدد من النشطاء المسرح والفنون الأخرى لرفع الوعي حول التوجه الجنسي والهوية الجندرية في مجتمعات الميم، وفي بعض الحالات لدى عامة الناس.
يُظهر هذا التقرير انتهاكات حقوق الإنسان الشديدة والمستمرة، التي تؤثر على أفراد مجتمع الميم في معظم بلدان الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. تتراوح هذه الانتهاكات بين القتل خارج نطاق القضاء، والاعتقالات الجماعية، والرقابة على حديث المناصرين لمجتمع الميم.
عندما كانت هيومن رايتس ووتش تصيغ التقرير، في سبتمبر/أيلول 2017، قمعت قوات الأمن المصرية أفراد ونشطاء مجتمع الميم. ألقت قوات الأمن القبض على عشرات الأشخاص بتهمة "الفسق" و"التحريض على الفجور" و"الانضمام إلى جماعة أسست على خلاف أحكام القانون"، بعد رفع علم قوس قزح )إشارة التضامن مع مجتمع الميم( في حفل موسيقي. لكن النشطاء أظهروا الإبداع والديناميكية حتى في مثل هذا الوضع الصعب، وشكلوا تحالفات جديدة للرد على حملة القمع، وتوفير مأوى طارئ لأفراد مجتمع الميم الذين تطاردهم الشرطة، وتحفيز الضغط الدولي على الحكومة المصرية.
تتوقع هيومن رايتس ووتش والمؤسسة العربية للحريات والمساواة أن تشجع سلسلة الفيديوهات والتقرير أفراد مجتمع الميم في جميع أنحاء المنطقة على إثبات أنفسهم/ن، وعلى الوصول إلى المنظمات التي يمكن أن توفر لهم دعما إضافيا.
يقول حامد سنو، الذي لا يخفي مثليته، وهو المغني الرئيسي في الفرقة اللبنانية "مشروع ليلى": "هذا الأمر صعب، خاصة عندما نكون صغارا، ويبقى صعبا لكنه يصبح أسهل".