(نيويورك) – قالت "هيومن رايتس ووتش" اليوم إن الهجوم المروع، الذي شنته ميليشيات مسلحة على مسجد في شمال سيناء بمصر خلال صلاة الجمعة، هو تذكير مؤسف بالمخاطر التي تواجه سكان سيناء حاليا.
تتقدم هيومن رايتس ووتش بخالص التعازي لأهالي الضحايا وتتمنى الشفاء العاجل المصابين.
قال نديم حوري، مدير برنامج الإرهاب ومكافحة الإرهاب في هيومن رايتس ووتش: "هذا هجوم مشين على الناس في دار عبادة، حيث كان يجب أن يؤدوا صلاة الجمعة بسلام. على السلطات المصرية أن تحاسب المسؤولين عمّا حدث وأن تسمح للصحفيين والمراقبين المستقلين الآخرين بدخول شمال سيناء".
أدى الهجوم على "مسجد الروضة"، التابع لطريقة صوفية، إلى مقتل 235 شخصا على الأقل وإصابة 109 آخرين، بحسب مكتب النائب العام. يقع الجامع بمنطقة بير العبد. لم يعلن أي تنظيم، حتى كتابة هذا البيان الصحفي، المسؤولية عن الهجوم. قال شهود عيان لـ "مدى مصر"، وهو موقع إخباري مصري مستقل، إن مسلحين فجروا عبوة ناسفة قرب المسجد، ثم فتحوا النار على المصلين، وبينهم أطفال.
تصاعد العنف بشكل ملحوظ في شمال سيناء، التي تقع على الحدود مع إسرائيل وقطاع غزة، منذ يوليو/تموز 2013، بعد أن رتّب الجيش لعزل الرئيس السابق محمد مرسي بالقوة. وقد عانت محافظة سيناء من التهميش طويلا.
أسست جماعة "أنصار بيت المقدس" المتطرفة التي أعلنت الولاء لـ "تنظيم الدولة الإسلامية" (يُعرف أيضا بـ "داعش") وسمّت نفسها "ولاية سيناء" في نوفمبر/تشرين الثاني 2014، معقلا لها بالمنطقة وشنت سلسلة هجمات على الشرطة والقوات المسلحة المصرية المتمركزة هناك، إضافة إلى استهداف المسيحيين والمتعاونين معهم. كما اختطف التنظيم وأعدم شيخ صوفي مسن، وهو الشيخ سليمان أبو حراز، في نوفمبر/تشرين الثاني 2016. تطبق هذه الجماعة المتطرفة تفسيرها للشريعة على مناطق بشرق سيناء، مثل منع التدخين ومعاقبة من يبيعون السجائر، بحسب قول سكان محليين لـ هيومن رايتس ووتش.
تناقلت التقارير وقوع أكثر من 130 هجوما في شمال سيناء خلال الربع الأول من 2017، بحسب "معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط". تعد سيناء فعليا منطقة عسكرية مغلقة.
أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي حالة الطوارئ – بما يشمل حظر تجوال – في أغلب مناطق محافظة سيناء في أكتوبر/تشرين الأول 2014، وهو يمدد القرار منذ ذلك الحين. عَلق عشرات الآلاف من المدنيين في القتال بين التنظيمات المتطرفة المسلحة والقوات الحكومية، واختفى العديد من الأفراد وغادر آخرون بيوتهم، لا سيما في مدينتي رفح والشيخ زويد.