انتشر الأسبوع الماضي مقطع فيديو مرعب يُظهر عاملة إثيوبية تسقط من نافذة شقة قالت وسائل إعلام إنها في الطابق السابع لمبنى سكني في الكويت. يبدو أن موظِّفتها هي من صوّر الفيديو داخل الشقة بينما كانت المرأة تتدلى خارج النافذة. كانت صاحبة العمل تطلب من المرأة العودة إلى الداخل، بينما تطلب المرأة المذعورة مدّ يد العون، ولكن بعد 12 ثانية من بدء التسجيل، أفلتت يد المرأة وسقطت.
ذكرت صحيفة "السياسة" اليومية الكويتية أن العاملة المنزلية تُعالج في مستشفى، بسبب كسر في اليد ونزيف في الأنف والأذن. ذكرت الصحيفة أيضا أن السلطات اعتقلت صاحبة العمل يوم الأربعاء واتهمتها بعدم مساعدة عاملتها. تدّعي صاحبة العمل أنها حاولت المساعدة. ذكرت صحيفة "كويت تايمز" اليومية أيضا يوم السبت أن أعضاء من السفارة الإثيوبية زاروا العاملة في المستشفى.
ليست هذه المرة الأولى التي تحاول فيها عاملة منزلية – موظفة تعمل في التنظيف وطهي الطعام والعناية بالعائلة – الهروب أو الانتحار. كثيرا ما تذكر الصحافة الكويتية قصصا من قبيل "محاولة انتحار" كما حدث في هذا الحادث الأخير. لا يتساءلون عادة عما إذا كانت هذه المحاولات للانتحار أم الهروب. تحدثت "هيومن رايتس ووتش" عام 2009 إلى 8 نساء ذُكر أنهن "حاولن الانتحار"، لكنهن قلن إنهن سقطن من المباني أثناء محاولتهن الهروب من الإساءات أو دفعهن أصحاب العمل. لم يقل أحد أن صاحبة العمل في هذا الحادث كانت مسؤولة عن مثل هذه الانتهاكات.
أجريتُ مقابلات مع مئات عاملات المنازل في منطقة الخليج. قالت كثيرات إن أصحاب عملهن احتجزوهن في الداخل، وأجبروهن على العمل لساعات طويلة وضربوهن. تسللت بعضهن نزولاً من المباني أو قفزن للهرب.
اتخذت الكويت عام 2015 خطوات لتزويد عاملات المنازل الوافدات بحقوق العمالة، لكنها لم تصلح نظام الكفالة سيء السمعة، حيث لا يمكن للعاملات الوافدات ترك أو تغيير صاحب العمل دون إذن منه. رغم أن عاملات المنازل تنلن بعض الحقوق كيوم عطلة أسبوعي، وتحديد ساعات العمل، ومكافأة العمل الإضافي، إلا أنه لا يزال من الممكن اعتقالهن بسبب "الفرار" إن هربن من موظفيهن، حتى ولو كان أصحاب العمل مسيئين.
على السلطات الكويتية التحقيق في ظروف العمل التي تؤدي إلى كل هذه المحاولات للهروب أو الانتحار، والامتناع عن إدانة العاملات بـ "الفرار". لا ينبغي أن يضطرّ أحد إلى تسلق المباني العالية للهروب من مكان عمله.