اتُّهِم تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") بشنّ هجوم كيميائي في الموصل الأسبوع الماضي. في حال تأكّد الخبر، فستكون هذه المرة الأولى على ما يبدو التي يستخدم فيها هذا الأسلوب في معركته ضد قوات الحكومة العراقية لاستعادة السيطرة على المدينة.
قالت "اللجنة الدولية للصليب الأحمر" في بيان لها إن نحو 12 شخصا، من ضمنهم نساء وأطفال، خضعوا للعلاج بعد تعرّضهم المحتمل لأسلحة كيميائية في مستشفى في أربيل. بينما شدّدت اللجنة على أن التحاليل ليست حاسمة، وجدت أن عوارض الخاضعين للعلاج توحي بتعرّضهم لأحد مكونات غاز الخردل. قالت السلطات العراقية إن داعش كان وراء الهجوم.
استخدام الأسلحة الكيميائية جريمة حرب، وهو خطر على المدنيين والمقاتلين، خاصة في مدينة مكتظة بالسكان مثل الموصل.
ولكن الهجوم الكيميائي الأخير ليس الأول لداعش في العراق. فبعد استعادة القوات العراقية لمدينة القيارة، 60 كم جنوب الموصل العام الماضي، شنّ داعش 3 هجمات كيميائية على الأقل في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول.
تسببت الهجمات بحروق شديدة لسبعة أشخاص على الأقل، بما يتفق مع أعراض التعرض لأحد مكونات غاز الخردل الذي يُعرف بـ "مُنفّطات البثور" (vesicants)، حسب قول خبير أسلحة كيميائية لـ "هيومن رايتس ووتش". في حالتين أخريين في مارس/آذار 2016، قال مسعفون لـ هيومن رايتس ووتش إنهم شهدوا هجومين كيميائيين آخرين على الأقل استهدفا قوات "البشمركة" العسكرية التابعة لحكومة إقليم كردستان في تازة خورماتو، بلدة تقع 100 كم جنوب أربيل. لم تُحدَّد هوية مرتكبي هذه الهجمات، ولكن يعتقد شهود أنهم من داعش.
رغم تقارير التحالف بقيادة الولايات المتحدة عن هجمات جوية تستهدف منشآت داعش لإنتاج الأسلحة الكيميائية في العراق، فإن هذا الهجوم يذكّر بأن داعش مازال يملك قدرات لخوض حرب كيميائية – حتى مع خسارته مناطق في غرب الموصل.
على ضوء هذه الهجمات، على السلطات العراقية والدول والمنظمات الأخرى التي تساهم في تأمين الحماية الإنسانية استحداث تدابير دفاعية عاجلة لحماية المدنيين، بما في ذلك تخزين أقنعة وتجهيزات وقائية أخرى يمكن توزيعها بسرعة على المدنيين.
عليهم أيضا إعلام المدنيين بما يجب القيام به في حال وُجِدوا في منطقة تتعرض لهجوم كيميائي، وتقييد الوصول إلى المناطق الملوثة.