صلبان نازية معقوفة. أشخاص طلوا وجوههم بالأسود سخريةَ، وحملوا علم اتحاد الولايات الجنوبية الذي يعتبره كثيرون رمزا للعنصرية البيضاء. دعوات تقول "عودوا من حيث أتيتم" واشخاص ينشدون "أقيموا الجدار" أمام تلاميذ لاتينيين. رسائل كُتِبَت على الجدران تقول "اقتلوا جميع الزنوج".
منذ فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الثلاثاء الماضي، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بهذه الرسائل والصور البغيضة، التي يعلن بعض مرتكبيها دعمهم ترامب. أفاد بعض الأشخاص بتعرّضهم لتعليقات عدائية وتخريب ممتلكاتهم بسبب عرقهم أو دينهم أو جنسهم. نقلت وكالات الأنباء تقارير عن كتابات عنصرية على الجدران واعتداء جسدي على طالبة جامعية مسلمة – تقول السلطات إنها تحقق في هذه الحوادث.
في حين لم يتم التحقق من جميع هذه الحالات (تبين لاحقا أن إحداها كاذبة)، فإن دعوات العنف والتمييز الكثيرة وغيرها من الأعمال، والأمثلة الواضحة التي تملأ "تويتر" و"فيسبوك"، مدعاة للقلق – والتحرّك.
مثل هذه الهجمات التمييزية ليست جديدة بالطبع. زادت جرائم الكراهية ضد المسلمين الأمريكيين بشدة في الولايات المتحدة قبل الانتخابات، وفقا لإحدى الدراسات. تذخر وسائل التواصل الاجتماعي بأمثلة عن خطاب الكراهية. نحن لا نملك بيانات مؤكدة عن جرائم الكراهية أثناء الحملة الانتخابية، أو خلال الأيام القليلة الماضية (مكتب التحقيقات الفدرالي لم ينشر آخرنتائجه بهذا الخصوص بعد).
لكن رأينا كيف تحول الخطاب العنصري والمعادي للأجانب، المرافق لاستفتاء خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، إلى سلسلة من جرائم الكراهية بعد التصويت. يجب ألا يتكرر هذا النموذج في الولايات المتحدة. على السلطات الحكومية على جميع المستويات مجابهة أعمال العنف والتمييز.
وعد الرئيس المنتخب ترامب أن يكون رئيسا لجميع الأمريكيين وأن يجعل الولايات المتحدة آمنة. الآن فرصته للالتزام بوعوده. يجب أن يرفع صوته ويدعو جميع الأمريكيين إلى احترام جيرانهم، أيا كانوا. عليه القول إن العنف وجرائم الكراهية غير مقبولة تحت إدارته. عليه الإعلان أن العنصرية والإهانات الجنسية والبلطجة خاطئة. عليه أن يُوضِح أنه لا يدعم الكراهية، وأن يمنع إيذاء الأمريكيين بعضهم البعض، مهما كانت الأسباب.